"حوارات فدوى طوقان": ما وراء الشعر

"حوارات فدوى طوقان": ما وراء الشعر

23 نوفمبر 2018
(فدوى طوقان)
+ الخط -
في طبعة ثانية من كتاب "حوارات فدوى طوقان" تصدرها "دار الآن ناشرون" في عمّان، يتعمّق الباحث والناقد الأردني يوسف بكار (1942) في تقديمه وقراءته لستة عشر حواراً (نشر إثنا عشر في الطبعة الأولى) أجريت مع الشاعرة الفلسطينية (1917 – 2003) في الصحافة العربية.

يعكس الكتاب صورة أشمل وأوضح لصاحبة "أمام الباب المغلق" تبرز شخصيتها الإبداعية والفكرية والسياسية، حيث تطرح في حواراتها العديد من الآراء الجريئة والمواقف الحاسمة تجاه عدد من القضايا، لا يزال بعضها راهناً، وتبوح باعترافاتها كإنسانة وأنثى في أكثر من موضع.

أصدر صاحب "في تحقيق التراث ونقده" كتابين سابقين حول الشاعرة هما "الرحلة المنسيّة: فدوى طوقان وطفولتها الإبداعيّة" و"فدوى طوقان: دراسة ومختارات"، وهي حصيلة اهتمامه بفدوى وشعرها منذ كان طالباً في مرحلة الماجستير في "جامعة القاهرة" بين عامي 1966 – 1969، كما يشير في تقديمه.

من القضايا التي أشار إليها في الحوارات، وكان لها أهمية خاصة، هو ما ورد في حوارها الأول من اعتراف بالحب الذي داهمها "على كبر" -كما تقول- بيد أنها اعتذرت عنه وخجلت من أن تبوح به خَشية ألسنة المجتمع ولا سيما النساء، وإن نظمت آخر دواوينها "اللحن الأخير" بتأثيره ووحي منه.

رُتّبت الحوارات تاريخياً بدءاً بأولها (1956) وانتهاء بآخرها هنا (2003)، لأهمية هذا الترتيب في الكشف عن ظروف حياتها وملابساتها وتطورها تمرّداً وبوحاً وتحوّلاً وتجديداً وتغيّراً في الرؤى والمفاهيم الأدبية والفنية والاجتماعيّة والسياسية والوطنية؛ وعن تأثراتها الأولى بالقدماء والتاليّة بالمعاصرين، ولم يغفل بكار عن وضع حواشٍ توضيحيّة لعدد من النقاط التي تبدو ملتبسة في حديث الشاعرة.

كما يوضح بكار في تقديمه إلى أن هذه "الحوارات ثرية جداً بما تحويه من معلومات تردف ما في سيرة صاحبتها الذاتيّة بجزئيها: "رحلة جبليّة رحلة صعبة" و"الرّحلة الأصعب" لاسيّما أنّها لا تؤمن بموت المبدع أو "المؤلف" – كما هو شائع في النقد الحديث – بل تعدّ قصائدها جزءاً من سيرتها على وفْق رأيها: شعر الشّاعر هو سيرته الذاتيّة" في الحوارين الأول والتاسع".

يختم المؤلّف الكتاب بفصل "فدوى طوقان.. وقصيدتها الأولى" يتناول فيه ثلاث مقالات/ مقاربات للشاعر عز الدين مناصرة خلص فيهم إلى أن أول قصيدة كتبتها الشاعرة كان بين عامي 1938 و1939، بينما يعود بكار إلى تصريحات لطوقان نفسها تقول فيها إنها وضعت نصها الأول عام 1929 أو 1930 للشاعرة العراقية رباب الكاظمي، والثاني "أشواق إلى إبراهيم" عام 1931 نُشرت في جريدة "مرآة الشرق" المقدسية في السنة ذاتها، إضافة بضعة قصائد بعضها لم يُنشر.

المساهمون