إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

23 أكتوبر 2018
مريل شاتزمان/ الولايات المتحدة
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين التاريخ الاجتماعي والنقد الادبي والرواية والفلسفة والقصة القصيرة والفكر.

■ ■ ■

صدرت حديثاً ترجمة الجزء الثاني من كتاب "التحول الكبير، إعادة تكوين الثروات وشبكات التحول الاجتماعي في عصر محمد علي" للباحثة بسكال غزالة، أستاذة التاريخ في الجامعة الأميركية في القاهرة، بترجمة راوية صادق في طبعة مشتركة بين "المركز القومي للترجمة" و"دار المحروسة". في هذا الكتاب، تتناول المؤلفة سيطرة فئة اجتماعية معينة على سلع محددة مثل الأرض والماء، وتتتبع ممارسات مختلفة من الاستحقاقات في الموارد، مع التركيز على الطرق التي كان جهاز الدولة يسعى من خلالها لإثبات نفسه كحارس حصري لأنواع معيّنة من الممتلكات.


عن منشورات "لاديكوفرت"، صدر أخيراً كتاب "العرب، مصيرهم ومصيرنا" للباحث الفرنسي المتخصّص في التاريخ السياسي للعالم العربي، جان بيير فيليو. ينطلق الباحث الفرنسي من حملة نابليون في نهاية القرن الثامن عشر ليبرز أن التفرقة شرق/ غرب لا تعبّر عن مسارين تاريخيين منفصلين، إذ يمكن تفسير التاريخ العربي بأسباب في الغرب، والعكس صحيح. يطبّق المؤلف ذلك على عدة نقاط تاريخية مثل القضية الفلسطينية، وحرب الخليج، والأزمة السورية الراهنة، وفي كل مرة يظهر أن تاريخ أوروبا وتاريخ العرب لا يمكن أن نصفهما إلا بكونهما تاريخاً مشتركاً.


"الأسطوري.. التأسيس والتجنيس والنقد" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "منشورات ضفاف" و"دار الأمان" و"منشورات الاختلاف" للناقد الجزائري محمد الأمين بحري، وفيه يقدّم دراسة تأصيلية للنقد الأسطوري يطبّقها لاحقاً على نماذج شعرية وروائية وقصصية. يطرح العمل أسئلة متجددة حول المفاهيم السائدة للأسطوري ومظاهرها الأكثر بروزاً ضمن تصور يعيد موقعَة الإنسان البدائي وصنوه المعاصر من تلك الأسئلة الأولى والراهنة ضمن تصور معرفي لحركية الوجود الدال في العالم، حيث لا تزال مظاهر الأسطورة تتجلى في القول والسلوك والإبداع الإنساني.


"صانعو آسيا الحديثة" عنوان كتاب جديد للمفكر الهندي راماتشاندرا جوها. العمل الذي نشرته "هارفارد" يعود إلى بداية القرن الحادي والعشرين الذي أُطلق عليه القرن الآسيوي اعترافاً بأهمية الصين والهند المتزايدة، وهي قراءة يتم التركيز فيها على المؤشرات الاقتصادية، بينما يركز جوها على أحد عشر قائداً سياسياً أسسوا حركات مناهضة للاستعمار واستراتيجيات وطنية جديدة، وهم مزيج من الشيوعيين والرأسماليين والليبراليين والديكتاتوريين والديمقراطيين، ومن بينهم: ماو تسي تونغ، وجواهر لال نهرو، وهوشي مينه، وعلي بوتو.


بترجمة يوسف نبيل، صدر أخيراً في صيغة إلكترونية "قاموس فولتير الفلسفي" عن مؤسسة "هنداوي". يُعد العمل الذي صدر أوّل مرة سنة 1764 أحد أبرز أعمال الفيلسوف الفرنسي (1694 - 1778)، وقد استلهم فيه النزعة الموسوعية السائدة في عصره، مقدماً معجماً يتضمّن إلى جانب البعد المعرفي قراءة ذاتية في القضايا الفكرية التي شغلت الفلاسفة منذ اليونان إلى عصره. هذه القراءة الذاتية كانت سبباً لعدم الاعتراف الأكاديمي بالقاموس، إضافة إلى كون السلطات السياسية في أوروبا لم ترحّب به لما تضمّنه من أفكار تنويرية وسخرية من الأنظمة.


صدرت أخيراً رواية "خريف البطريرك" للكاتب الكولومبي الراحل غابرييل غارسيا ماركيز (1927 - 2014) عن منشورات "التنوير"، في ترجمة من الإسبانية أنجزها مارك جمال، علماً أن النسخة المتداولة من هذه الرواية نقلها محمد علي اليوسفي عن الترجمة الفرنسية. تعد "خريف البطريرك" أحد أبرز الأعمال الروائية ذات النفس السياسي، وهي تنتمي إلى فرع أدبي مخصوص في الكتابة الأميركولاتينية عُرف بـ "أدب الديكتاتور"، وحين يتصدّى له ماركيز فهو يفعل ذلك من خلال نفس أسلوبه التخييلي الذي عُرف به خصوصاً في "مئة عام من العزلة".


عن منشورات "ورقة" في تونس، صدرت أخيراً مجموعة قصصية جديدة للكاتب والناقد الأدبي التونسي رضا بن صالح تحت عنوان "تقارير تونسية مهرّبة"، وهو عمل يأتي بعد إصدارات أخرى ضمن نفس الجنس الأدبي مثل: "العابرون" (2008) و"بيان العودة إلى أورشليم" (2013)، و"مسالك التيه في الصحراء" (2014). كما سبق لبن صالح أن أصدر مجموعة من الأعمال النقدية من بينها دراسة بعنوان "شعرية محمد الخالدي" (2008)، و"التجريب في الروايات التونسية (2013) إضافة إلى كتاب مشترك (مع قيس الهمامي) بعنوان "المسرح العربي بين التجريب والتغريب" (2006).


تعيد "دار الآداب" إصدار كتاب "نقد العقل السياسي" للمفكر الفرنسي ريجيس دوبريه بترجمة عفيف دمشقية، حيث سبق أن صدر في طبعة أولى عام 1986. يفكك العمل الاعتقاد في تبني أيديولوجيا عقلانية خالصة، عبر انتقاد النظام الرأسمالي الذي لا ينطوي منطقُه الداخلي على قيم أخلاقية، وينتقد دوبريه كذلك الحركات التحررية وثورات العالم الثالث لما أفضت إليه من فشل. بناء على ذلك، يخلص المؤلف إلى ضرورة النضال في وجه البربرية في العمق متمثلة في النظام الذي سلب هوية المجتمعات، ما يندرج ضمن مواقفه النقدية ضد هيمنة الأيديولوجيا.


المساهمون