إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

16 أكتوبر 2018
سكوت مكارني/ الولايات المتحدة
+ الخط -
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الفلسفة وعلم النفس وتاريخ الاتحاد السوفييتي والرواية والدراسات الثقافية والسوسيولوجية

■ ■ ■
صدرت حديثاً عن "دار الرافدين" ترجمةٌ لكتاب رينيه ديكارت "انفعالات النفس"، أنجزها وعلّق عليها جورج زيناتي. يُعدّ العمل أحد كتب علم النفس المبكّرة التي يحلّل فيها الفيلسوف الفرنسي الانفعالات والعواطف ويُفسر آليات تكوّنها، بهدف فهمها وإتاحة السيطرة عليها والتحكم فيها، وهو، من جانب آخر، كتاب فلسفي في الأخلاق يتابع فيه ديكارت الاشتغال على فلسفة الأخلاق والإرادة، كما يتناول فيه علاقة النفس بالجسد؛ إذ يرى أنّ على الإنسان عدم نسيان أنه حامل آلة الجسد، وأنَّ عليه التمتّع بها والسيطرة عليها في آن.


يصدر قريباً، عن دار "التنوير"، كتاب "هوامش الفلسفة" لـ جاك ديريدا بترجمة منى طلبة. وفيه يفكّك الفيلسوك الفرنسي التراثَ الفلسفي الغربي لكل من أفلاطون وكانط وهيغل ونيتشه وهوسرل وهايدغر؛ حيث يُفرد لكلٍّ من هؤلاء مقالاً في الكتاب، إلى جانب مقالات أخرى عن اللسانيات يتطرّق فيها إلى فرديناند دو سوسير، وإيميل بينفينيست، وجي. إل. أوستين، وإلى طبيعة الاستعارة وتداعياتها على النظرية الأدبية. كما يتطرّق إلى مواضع الشكل والمعنى والوجود والزمن والأساطير البيضاء والاستعارة في النص الفلسفي والإنساني والميتافيزيقي.


"أن ترى باريس وتموت: حيوات سوفيتية للثقافة الغربية"، كتاب للباحثة إلينوري غيلبرد صدر، حديثاً، عن "منشورات هارفارد"، وفيه تتناول حقبة الخمسينيات التي غزا فيها تيارٌ من الروايات والأفلام واللوحات الغربية المنازل والشوارع السوفيتية، مكتسبة أهميّةً عاطفية. تعود غيلبرد إلى بيكاسور وريمارك وهمنغواي وآخرين، وترصد أعمالهم التي تبنّت المقولات السوفيتية واختبرت مفاهيمها "بعمق يجسّد دراما التبادل الثقافي الأيديولوجي وما يلحقها من خسارة"، ثم كيف اختفى الغرب السوفيتي مع نهاية الاتحاد من الخريطة الثقافية.


يصدر قريباً كتاب "القاهرة منذ 1900: دليل معماري" للفنّان والمعماري المصري، محمد الشاهد، عن "منشورات الجامعة الأميركية" في القاهرة. يُعدّ العمل أوّلَ دليل معماري شامل للهياكل والبنى التي شكّلت وتواصل تشكيل واحدة من أعرق مدن العالم، منذ أوائل القرن العشرين. يتناول الشاهد إحياء الرومانسية والتعبيرية الخرسانية والتصميم الحداثي؛ كلّ هذه التوجّهات التي بدأت مطلع القرن الماضي، راصداً تمظهراتها في مدينة مزجت بين تراثها المعماري القديم والقروسطي والحديث، مقدّماً أمثلة من مساجد وكنائس وأبراج ومبانٍ وأحياء.


عن "دار سؤال"، صدرت نسخة عربية من رواية "أفراخ الوقواق" للكاتب الروسي أناتولي بريستافكين (1931 - 2008) بترجمة خيري الضامن. يتناول العمل سيرةَ أطفال أُودعوا في سجن مخصّص للأحداث في الاتحاد السوفييتي، ويطرح تأمّلات وتساؤلات حول مفهوم الخطيئة والثواب والعقاب لدى الصغار بين الثقافة الدينية وأيديولوجية الحكم الشيوعي آنذاك. الرواية من أعمال بريستافكين التي لم تُترجم بمعظمها إلى اللغة العربية؛ مثل: "الجندي والصبي"، و"قامت القيامة"، و"السحابة الغافية على صدر الجبل"، و"يوم الخليقة الأوّل والأخير".


"ما هو تاريخ الكتاب؟" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "منشورات بوليتي" لأستاذ التاريخ المعاصر جيمس رافين، والذي يفكّك فيه فكرةَ الكتابِ بمفهومه الأوروبي المرتبطة بظهور أوراق مطوية، بالعودة إلى أقدم الكتابات البشرية على الألواح السومرية ولدى قدماء الصينيّين وحضارات أميركا اللاتينية، وبدء التدوين كعملية اقترنت بشكل أساسي بالقراءة بوصفها البعدَ الأكثر أهميةً، وتحديداً في تاريخ الكتب كممارسة فتحت آفاقاً جديدة في تاريخ المعرفة، مُشيراً في الوقت نفسه إلى أن الطباعة بدأت في الصين وليست مع غوتنبرغ.


عن "الهيئة المصرية العامّة للكتاب"، صدر حديثاً كتاب "الموالد القبطية.. دراسة ميدانية في المعتقدات الشعبية" للأكاديمي داود مكرم. يتناول العمل الأشكال الاحتفالية وممارساتها من خلال جمع وتصنيف وتحليل العادات والتقاليد والطقوس والممارسات المرتبطة بالموالد القبطية في سياقَيها الثقافي والاجتماعي اللذين تدور فيهما، مسلّطاً الضوء على ما طرأ عليها من تحوّلات. كما يدرس تاريخ عدد من القدّيسين يغلب على كثير منهم مقاومته للاضطهاد الذي لحق بالأقباط، خصوصاً في العصر البيزنطي، منهم مار جرجس الذي عُذّب حتى الموت.


من أصل أربعة أجزاء ستُنشَر تباعاً، صدر حديثاً عن "دار الآداب" الجزء الأوّل من "الديوان الكبير" لابن العربي الحاتمي بتحقيق ودراسة وتعليق الباحث المغربي عبد الله بن عرفة. قام المحقّق بتدقيق ما يقارب أربعين مخطوطة من ديوان ابن عربي موجودة في مكتبات إسطنبول ومكة وباريس ولندن وبرلين والرباط وتونس والقاهرة ودمشق، وقارنها بمخطوط أصلي بخطّ صاحب "المعارف الإلهية" نفسه، وقدّم دراسة مفصلة تضمّنت شروحات عن تاريخ ما نعرفه من مؤلّفات "الشيخ الأكبر" وما بقي خافياً، حيث يحوي الكتاب نحو 900 قصيدة منها 700 كانت مجهولة.

المساهمون