"روابط رقمية": تحوّلات الأدب والكتابة

"روابط رقمية": تحوّلات الأدب والكتابة

16 يناير 2018
أمل قناوي/ مصر
+ الخط -

"نحن والثقافة الرقمية" عنوان العدد الأول من سلسلة "روابط رقمية" التي صدرت في الرباط منذ أيام، وتشرف عليها الأكاديمية والباحثة المغربية زهور كرام، وتتكوّن من لجنة علمية، ولجنة الترجمة من اللغات الفرنسية والإنكليزية والإسبانية والألمانية والإيطالية، إلى جانب مجموعة من الباحثين الشباب.

تضمّن العدد دراسات عدّة من بينها: "ترقيم التراث العربي: الضرورات والإشكالات" للأكاديمي سعيد يقطين، و"الوجود السائل تأملات في طبيعة الوجود الرقمي" للأكاديمي عادل حدجامي، و"الرقمية والتحولات الثقافية" للباحث والمترجم محمد أسليم، و"أدب الطفل الرقمي" للأكاديمية فاطمة البريكي، و"ما بعد الإنسانية، الرقمية، بعد ما بعد الحداثة: النوع الأدبي وتحوّلات العصر" للباحثة ريهام حسني، و"الرقميات والربط العازل: تأملات في نزاعات جديدة لمشروع عالمي جديد" للأكاديمي محمد نوري، و"تحولات الأعراف الأدبية والثَّقافية في السِّيرة الذَّاتيّة الرقمية بعد ثورات الربيع العربي" للباحثة أمل التميمي، و"في حضرة التكنولوجيا: نحو مجتمع تكنو اجتماعي أكثر انفتاحاً وتحرراً" للباحثة بشرى زكاغ.

يضم العدد ترجمة لمجموعة من المقالات منها "الأدب في مواجهة مجاهيل العالم الرقمي" لـ جان كليمون نقلها إلى العربية رشيد برهون، ومقابلة أجرتها مشرفة السلسلة مع الكاتب الأردني محمد سناجلة، إلى جانب متابعة لبعض الإصدارات في هذا المجال.

في حديثها لـ"العربي الجديد"، تقول زهور كرام تتأسس فكرة السلسلة على المساهمة في تأصيل هذه الثقافة في التربة العربية، بأسئلة ثقافية وأسس علمية، وتحصين الوعي بها بتمثل زمنها، ومنطقها ومفاهيمها. إن روابط رقمية حاجة ملحة في الزمن التكنولوجي، الذي يتطلب وعياً بمنطقه، من أجل حسن تدبير الانتماء إليه".

تضيف "من جملة أهداف السلسلة هو خلق وعي بالثقافة الرقمية وتحصينه بأسس علمية ومعرفية عبر تمكين المشهد الثقافي العربي بدراسات وأبحاث وترجمات موضوعها الثقافة الرقمية، وهذا هدف آني، ومطلب ملح، وانخراطنا فيه كفيل بوضع أرضية تكون منطلقاً لبناء أهداف أخرى أكثر تقدماً".

وتلفت كرام إلى أن "الفكرة تشكلت عبر مراحل. بدأت من خلال انخراطي العلمي في الثقافة الرقمية، من خلال اقتراح تدريس مادة "الأدب الرقمي" لطلبة الماجستير في" الأدب المقارن" في "جامعة محمد الخامس" عام 2006، ثم تطورت الفكرة، بعد انخراطي الثقافي والمعرفي في الثقافة الرقمية، والتي أنتجت كتابي "الأدب الرقمي أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية" سنة 2009".

تتابع "أشرف الآن على أطروحات دكتوراه في الثقافة الرقمية بكل أنواعها، وأشجع انخراط البحث العلمي في هذه الثقافة، لأن أي معرفة جديدة إذا لم يتم تحصينها علمياً بمبادئ البحث العلمي، ستظل معرّضة لتجاذب أيديولوجي، وتفقد بالتالي شرعيتها المعرفية. كل ظاهرة أو ثقافة أو معرفة جديدة، عندما نُدخلها إلى مجال البحث العلمي نُؤمن دلالتها وخطابها، ونجعلها وظيفية ومُنتجة".

وتشير إلى أنه "رغم الرغبة لدى الطلبة بدراسة الثقافة الرقمية، إلا أن هناك من ما يزال يُعارض دخولها إلى البحث العلمي، وقد ساهم مثل هذا الموقف السلبي في تأخر صياغة أسئلة جوهرية حول الثقافة الرقمية، وفي قلة الدراسات الرقمية التي كان يمكنها أن تطور الدرس الرقمي".

توضّح كرام أن "كل هذه الأجواء شكّلت مجال تخصيب فكرة إنشاء "روابط رقمية" لتكون مشروعاً تنويرياً للثقافة الرقمية، بأسئلة ثقافية، وأسس علمية، ورؤية موضوعية، وانفتاح متفاعل مع التجارب العالمية، لهذا كانت الترجمة من اللغات الأجنبية أرضية ضرورية لتطوير الوعي بهذه الثقافة في المشهد العربي".

وتختم "تحولت الفكرة إلى تفكير جدّي، يروم بناء مشروع علمي، منفتح على النخب العربية والعالمية بغية الإسهام وبناء ثقافة عالمة، تؤطر السؤال الرقمي، وعبر تقاسم التفكير مع المشتغلين بالسؤال الرقمي، بعد نقاشات استمرت لسنتين قبل إصدار السلسلة".

المساهمون