"الدولة والمذهب": شجار حول الماضي والتاريخ

"الدولة والمذهب": شجار حول الماضي والتاريخ

06 يوليو 2017
سعدي الكعبي/ العراق
+ الخط -
لم تغب محاولات إعادة قراءة التراث منذ القرن التاسع عشر، في إطار إيجاد صلة أو مدخل إلى الحداثة وتأسيس مشروع نهضوي عربي، وظلّ التساؤل عن كيفية تناول النصوص التراثية محطّ جدل واختلاف لا ينتهيان.

في هذا السياق، صدرت مؤخّراً طبعة جديدة (مزيدة ومنقّحة) من كتاب "الدولة والمذهب: جدل السُّلطة والسُّلطة الموازية في الفكر الإسلامي" للناقد والباحث الأردني غسان إسماعيل عبد الخالق عن دار "الآن ناشرون وموزعون" في عمّان.

في حديثه لـ"العربي الجديد"، يقول المؤلّف إن "هناك تداخلاً في الأزمنة في الوطن العربي إلى درجة القطع، والقول بأن هذا البحث يعيدنا إلى الماضي ليس كلاماً دقيقاً، فما يحدث اليوم هو اشتجار حول الماضي والتاريخ، ولا يمكننا تحديد الأزمنة التي تتجاور بطريقة فانتازية".

يضيف صاحب "الثقافة والحياة العربية" بأن "العودة إلى إشكاليات القرنين الثاني والثالث الهجري بل وإلى صدر الإسلام هو شكل من مقاربة الحاضر"، لافتاً إلى أن "القطيعة التي أُنجزت في الثقافة الأوروبية حدثت بالمعنى المعرفي لا بالمعنى الثقافي، وعليه لا يجب أن نقطع مع موروثنا بل أن نقطع مع آليات التفكير فيه، فنحن ملزمون بهذا التاريخ أخلاقياً، لكن علينا أن نضع حداً للاستغراق فيه عبر ابتكار آليات تفكير عقلانية ونقدية".

وأوضح أن "الكتاب ينظر في إشكاليات الواقع العربي قديماً وحديثاً، وفي تغاضي الدولة المركزية عن نمو ما يُمكن تسميته بسلطة موازية للشارع، لتصل كلّ مرة إلى التقاطع بينهما في الصلاحيات والسيادات، وفي المحصلة النهائية فإن الدولة هي الدولة ولا يجوز أن تسمح لسلطة في الشارع أن تنافسها على أخصّ خصوصياتها".

"تخوّف الدولة العربية الحديثة من المدّ القومي والتقدّمي في القرن الماضي، جعلها تغضّ الطرف عن المدّ السلفي، وهو ما تحوّل إلى سلطة موازية، تهدّد المجتمعات والأنظمة على حدّ سواء"، بحسب عبد الخالق.

تتضمّن الطبعة الجديدة مبحثاً عن التصوّف في العصـر العبّاسي، من خلال استقراء وتأويل تجربة وعبارات أبي يزيد البسطامي، كما اشتمل المبحث الخاص بمحنة المعتزلة وبفكر الدكتور فهمي جدعان في ضوء كتاب "تحرير الإسلام" الذي يجسّـر الفجوة التاريخية القائمة بين القرن الثالث الهجري والقرن الواحد والعشرين".

دلالات

المساهمون