"العرائس في تونس": كتابة تاريخية للمسرح

"العرائس في تونس": كتابة تاريخية للمسرح

09 ابريل 2017
(من مسرحية "لقاء"، تونس 2015)
+ الخط -
بشكل عام، تبدو الكتابات عن تاريخ المسرح في تونس قليلة، حتى أن الحراك المسرحي المتواصل منذ عقود لا يجد أثره على مستوى الكتابة، ما يعيق عملية التراكم والتواصل بين أجيال الفاعلين فيه. تنسحب هذه الملاحظة على مختلف الأشكال المسرحية، ومن بينها مسرح العرائس الذي يظل حبيس رؤية تحصره في فن موجّه للطفل، فيما أن النظرة التاريخية تُظهر انغراسه في الهوية الثقافية التونسية.

مؤخراً، صدر كتاب "العرائس في تونس.. الذاكرة والأثر" للمخرجة المسرحية التونسية حبيبة الجندوبي والذي تمسح فيه تاريخ هذا الفن في تونس منذ القرن التاسع عشر، مشيرة ضمن هذا المسار إلى توازي مؤثرات صناعة العرائس بين البعد العالمي والخصائص التونسية. العمل مكتوب باللغة الفرنسية، غير أننا نجد داخله ترجمة بالعربية (أنجزها رضا بن صالح) وأخرى بالإنكليزية (رجاء الجندوبي).

تتشعّب حكاية العرائس في تونس كما ترويها الجندوبي في أكثر من مسار، حيث تُظهر من خلال النماذج التي توثقها مؤثرات تراثية عربية وأمازيعية، وأخرى أوروبية من خلال إبراز دور التفاعل الثقافي مع إيطاليا في تبلور رؤية تونسية لتصميم العرائس إضافة إلى تأثير فنون قريبة منها مثل مسرح خيال الظل، أو الأراغوز(من تركيا) أو بوسعدية (من أفريقيا).

في عملية التأريخ هذه، استفادت المؤلفة من مجموعات العرائس التي يحتفظ بها مصمّمون ومسرحيون وهواة في تونس مقدّمة توثيقاً لهذه المجموعات التي يهدّدها النسيان. كما استفادت من تجربتها في فن العرائس، على مدى قرابة أربعة عقود، من خلال مسرحها الذي أسّسته؛ "دمية"، والذي تحرص أن تكون إنتاجاته موجّهة إلى كافة شرائح الجمهور، وتطمح من خلاله إلى تمرير فن العرائس بين الأجيال.

تصل بنا المؤلفة في نهاية عملها إلى واقع فن العرائس اليوم، وفي هذا الإطار تقترح أن يجري إدماج هذا الفن في ما هو أوسع من دائرة العروض الثقافية، إذ تشير إلى استعمالات ممكنة في التعليم والصحة.

دلالات

المساهمون