"إيروتيكا" ريتسوس: المحبوبة والعالم جسدٌ واحد

"إيروتيكا" ريتسوس: المحبوبة والعالم جسدٌ واحد

01 مارس 2017
(تمثال ريتسوس في مونيمفاسيا اليونانية؛ مسقط رأسه، تصوير: ويكر)
+ الخط -
يصدر قريباً عن "دار المتوسط" في ميلانو، كتاب "إيروتيكا" للشاعر اليوناني يانيس ريتسوس (1909 – 1990) الذي نقله إلى اللغة العربية للمرّة الأولى الشاعر والمترجم الأردني الفلسطيني تحسين الخطيب.

العمل يتكوّن من ثلاثة أقسام: "متواليةٌ صغيرةٌ على مقامٍ أحمرَ ممتدٌّ"، و"جسدٌ عارٍ"، و"كلامٌ شهوانيّ"، التي كُتبت ما بين 22 كانون الثاني/ يناير 1980 و14 آذار/ مارس 1981، وقد تُرجمت النسخة العربية عن النص الإنكليزي الذي صدر عن دار نشر Sachem Press، في نيويورك، في الولايات المتحدة، سنة 1982، بترجمة أنجزها عن اليونانية وقدّم لها الأميركي كيمون فريار.

كتب فريار في تقديمه: "تبدو هذه التجارب [في العشق]، في قصائد ريتسوس، بأنّها كانت عارمة، مثلما كانت قليلة وقصيرة، أو حريّ بنا القول إنّ ندرتها وكثافتها قد منحتاها شِدّتها. ومن الواضح أنّ الشاعر قد صنع من هذه الوقائع معياراً لأيّ شيء يرغب في تحقيقه بالشعر، لأنّه جانسَ، وعلى نحو غير قابل للنقض، بين الشغف والشعر، وبين عشق جسد المحبوبة وجسد العالم بوصفهما واحداً".

ويضيف ".. يدرك [ريتسوس]، مثلما أدرك شعراء كثيرون من قبله، بأنّ الحب أو الشغف الإيروتيكي يبدّد القوى الإبداعية مثلما يضاعفها أيضاً، ويصبح وفاءً/ تحقّقاً مكتفياً بذاته. وآن يفترق حزيناً، محتفظاً بهالة ذلك التحقُّق الذي يستطيع به أن يضيء حبّه للعالم، ولعمله بوصفه فنّاناً، يعرف الشاعر ضرورة إدانته لنفسه على تلك الوحدانية، وتلك العزلة، التي هي في الغالب قدر الشخص المبدع. فنراه، كتعويض عن ذلك، يلاطف العالم كما يلاطف جسد المحبوبة العاري، ثمّ يزيّنه بكلام شهواني...".

في "متوالية على مقام أحمر ممتدّ" كتب ريتسوس المقطع التالي:
والكلماتُ
عُروقٌ
يسري الدّمُ فيها
حينَ تحتشدُ الكلماتُ
يشتعلُ جِلْدُ
الورقةِ أحمرَ
كما يشتعلُ جِلْدُ الرّجلِ
والمرأةِ
لحظةَ الحُبِّ.

بدوره، يقول تحسين الخطيب في حديث لـ"العربي الجديد": "بدأت علاقتي بشعر يانيس ريتسوس المترجم إلى الإنكليزية منذ سنين طويلة، حيث أنني لا أكفّ على ترجمة ريتسوس، بين حين وآخر. ولديّ من شعره، في ترجمتي، ما يملأ أكثر من كتاب. ولكنني، ما إن قرأت مقطعاً من "إيروتيكا" حتى وقعت في غرامها على الفور. ولكن الأمر تطلّب سنين عديدة، حتى تمكّنت من إنجاز ترجمة كاملة للكتاب، لأنّ دار النشر التي نشرت الترجمة الإنكليزية كانت قد أغلقت أبوابها، ولم يعد الكتاب متوفراً في الأسواق".

ويتابع: "بعد إنجاز الكتاب، بدأت رحلة البحث المضنية عن ناشر عربي له، حيث أحجم بعض الناشرين عن إصداره بسبب محتواه الإيروتيكي (خاصة وأن ريتسوس يسمّي الأشياء بأسمائها الصريحة)، فيما طّلب منّي، من تحمّس للنشر، أن أحصل بنفسي على الحقوق القانونية للترجمة. وظلّت الترجمة حبيسة أدراجي، إلى أن تمكنت صديقة كريمة، تعرف ابنة ريتسوس شخصياً، الوريثة القانونية لأعماله، من الحصول على موافقتها على نشر الترجمة. ولولا حماسة الشاعر نوري الجراح، و"دار المتوسط" في ميلانو، التي ستنشر الكتاب هذا العام، لربما ظلّ الكتاب حبيس أدراجي إلى الأبد".

في "جسد عارٍ" كتب صاحب "جناز الموتى":
في صُلْبِ بيتِ الشعرِ
أنتِ وأنتِ.
أنفاسُكِ تملأُ
جميعَ الكلماتِ،
جميعَ الصّمتِ.

دلالات

المساهمون