"الإسلاميون وقضايا الدولة والمواطنة": جزء ثانٍ

"الإسلاميون وقضايا الدولة والمواطنة": جزء ثانٍ

15 فبراير 2017
هناء مال الله/ العراق
+ الخط -
لا يزال خطاب الإسلام السياسي وتطوّره يشكّل مادة غنية للبحث، في ظلّ المتغيّرات المتلاحقة في المنطقة العربية والعالم وتأثّر حركاته بها، وما يعكسه ذلك على نظرتها تجاه فكرة الدولة وطبيعتها المدنية وكيفية المشاركة فيها، سواء أكانت هذه الحركات جزءاً من التركيبة الحاكمة كما في المغرب والسودان، أو كانت خارجه محظورة أو تعمل ضمن صفوف المعارضة المعترف بها.

في هذا السياق، صدر مؤخراً الجزء الثاني من كتاب "الإسلاميون وقضايا الدولة والمواطنة" عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، وضمّ 18 دراسةً وبحثاً جرى تقديمها في المؤتمر السنوي الثاني "الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي" الذي عقده المركز في الدوحة في أيلول/ سبتمبر 2013، بعنوان "مسائل المواطنة والدولة والأمة".

في الدراسة الأولى، وهي بعنوان "جدلية الصراع في شأن الطبيعة الدينية والمدنية للدولة في المغرب"، يرصد الباحث المغربي الحسين أعبوشي كيفية التوفيق داخل الوثيقة الدستورية نفسِها بين منطق الدولة المدنية ومنطق الدولة ذات الطبيعة الدينية، كما تبحث الدراسة الثانية "الخطاب السياسي للفاعل الديني بين منطق التوحيد الأيديولوجي وإكراهات التعدد السياسي والاجتماعي في المغرب: جماعة العدل والإحسان المغربية أنموذجاً"، لمواطنه الباحث محمد فاوبار.

يحاول الباحث السوداني أشرف عثمان محمد الحسن في الدراسة الثالثة "الدولة في منظور الخطاب الإسلامي: قراءة في خطاب القطيعة مع الدولة"، تبيُّن الحوافز العميقة لنموّ الطلب الاجتماعي على الإسلام، وتفسير ديناميته، وحركته وغاياته.

من جهته، سلّط الباحث الطاهر سعود الضوء في الدراسة الرابعة على "القُطري والدولي في تجربة الحركة الإسلامية: الحركة الإسلامية في الجزائر أنموذجاً"، وجاءت الدراسة الخامسة بعنوان "الدولة الإسلامية من القرآن إلى السلطان ومن الأمة إلى العصبية: تحليل تاريخي للتحوّل"، للأكاديمي المغربي امحمد جبرون، كما ضمّن الباحث التونسي أنور الجمعاوي "مفهمة الدولة عند الإسلاميين: قراءة في نماذج مختارة"؛ الدراسة السادسة في الكتاب.

في السابعة "هل يمكن الدولة أن تعتنق الإسلام؟"، يركّز أوفامير أنجوم على الصراع الراهن بين الدولة والإسلام، بينما تناقش إليمانا ميميسيفتش في الدراسة الثامنة "الخطاب الديني والديمقراطية والحريات المدنية في المطبوعات الإسلامية في البوسنة والهرسك".

علاقة الحركات الإسلامية المعاصرة بالديمقراطية هو موضوع الدراسة التاسعة؛ "الإسلاميون والدولة الحديثة: حزب العدالة والتنمية والنيوليبرالية في تركيا، أسلمة النيوليبرالية وترسيخها في الإسلام" للباحث المصري عبد الرحمن حسام.

"الحاكمية في فكر الحركة الإسلامية بعد الربيع العربي، بين الخفاء والتجلي: مدخل إلى تفكيك أنموذج ثيوقراطي"، هو عنوان الدراسة العاشرة للباحث المغربي محمد همام، فيما ذهب الباحث الفلسطيني بلال محمد شلش، في الدراسة الحادية عشرة، لعرض "التجربة التاريخية: النبوية والراشدة كمصدر تشريع لدولة النبهاني".

تلتها دراسة بعنوان "إشكالية تأسيس 'نظام الحكم' في الفكر الإسلامي المعاصر بين الخصوصية والعالمية: بحث في المنهجيات والتحديات"، للباحث السوري رشيد الحاج صالح، أما الدراسة الثالثة عشرة فتبحث "مسألة الحاكمية في الخطاب النظري الحركي الإسلامي: بين النص والتأويل"، للباحث المغربي عبد العزيز راجل.

"الإسلاميون والدولة: محدّدات التجديد ومعالمه في خطاب الحركات الإسلامية المعاصرة" هي الدراسة التالية للباحث والأكاديمي عبد الغني عماد، وناقشت الدراسة الخامسة عشرة "التشوهات الفكرية في بناء مفهوم الدولة المدنية" للباحث علي السيد أبو فرحة.

كما حاول الباحث المغربي محمد الغالي، في الدراسة السادسة عشرة قراءة "بناء الدولة الحديثة بين نظرية إمارة المؤمنين وأطروحات الإسلام السياسي في المغرب: قراءة في فرص التعايش والاندماج، ومخاطر التنازع"، وعُنونت الدراسة السابعة عشرة بـ"إسلامي واقعي وليبرالي أم بنيوي: مسارات الدولة والأمة في التنظيم الدولي المعاصر"، للباحث الكويتي مشاري الرويح.

يُختتم الكتاب بدراسة بعنوان "ما صلاحية دولة المدينة ونظام الخلافة الراشدة كأنموذجين لدولة إسلامية معاصرة؟"، يتساءل فيها الباحث السوداني موسى محمد الباشا حول الإطار التنظيمي الذي أوْجَدَه نبيّ الإسلام في يثرب.

المساهمون