"الجماعة والمجتمع المدني": تونيز بالعربية

"الجماعة والمجتمع المدني": تونيز بالعربية

06 ديسمبر 2017
(تمثال تونيز في مدينة هوزوم الألمانية، تصوير: فرانك فانسنتز)
+ الخط -
في عام 1887، أصدر عالم الاجتماع الألماني فرديناند تونيز (1855 – 1936) كتاب "الجماعة والمجتمع المدني" دون أن يلقى أية متابعة، غير أن طبعة ثانية منه صدرت عام 1912 وضعته في مكانة أخرى بين أهمّ المؤلّفات في الفكر السياسي.

ضمن سلسلة "ترجمان"، صدر مؤخراً "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "تونيز: الجماعة والمجتمع المدني" بترجمة نائل الحريري للصيغة التي ظهر بها في "سلسلة كامبريدج في تاريخ الفكر السياسي" وحرره جوزيه هاريس. يذكر أن هذا العمل هو أوّل كتاب لـ تونيز يصل العربية.

يركّز المفكر الألماني في هذا الكتاب على الصراع بين الجماعات الصغيرة المبنية على أسس القرابة والتجاور والمجتمعات الكبيرة القائمة على السوق التنافسية، محاولاً الوصول إلى أثر ذلك على البنى السياسية والاقتصادية والقانونية والعائلية، وعلى مجالات أساسية مثل الفن والدين والثقافة، وأيضاً على البنى الذاتية والشخصانية، وأنماط الإدراك واللغة والفهم البشري.

يعرّف تونيز الذات البشرية أو الذات الفاعلة في الإرادة الطبيعية البشرية، مثل نظام الإرادة الطبيعية نفسه، بأنها عبارة عن وحدة، بمعنى أنها ضمن وحدة أكبر، "كما تحتوي على وحدات أخرى أصغر في داخلها. لكنها – مثل الكائن الحي والأجزاء المكوّنة له - وحدة بسبب اكتفائها الذاتي الداخلي". ويرى الكيانات العضوية تدخل في المفهوم العام للحياة العضوية.

يوضّح المفكر الألماني أن فلسفة القانون القديمة تُعنى بمسألة ما إذا كان القانون نتاج طبيعة أم هو اصطناعي، فيما تردّ النظرية الحديثة بالقول إن كل ما ينشأ من العقل البشري أو يتشكل بوساطته هو طبيعي واصطناعي في آنٍ. يتفوّق الاصطناعي على الطبيعي في مسار النماء، ويكتسب ما هو أكثر إنسانية أهمية كبرى، حتى يصل في النهاية إلى استقلالية نسبية عن قاعدته الطبيعية، بل وربما في صراع معها. وهكذا، لا بدّ من فهم كل قانون ذي شكل جماعي بوصفه إبداعاً لروح الإنسان التفكريّة.

المساهمون