توماس ناجل.. تسعة أسئلة عن الفلسفة

توماس ناجل.. تسعة أسئلة عن الفلسفة

02 أكتوبر 2017
(توماس ناجل)
+ الخط -
عام 1987، قام الفيلسوف الأميركي توماس ناجل (1937) بإصدار كتاب يشكّل مدخلاً لقارئ الفلسفة غير المتخصّص فيها، حيث حدّد مؤلفه فيه المشاكل المركزية والأسئلة الجوهرية التي تعترض أي دارس فلسفة وما هي إمكانيات التفكير فيها.

الكتاب الذي حمل عنوان "ماذا يعني هذا كله؟ مقدمة قصيرة جداً إلى الفلسفة"، صدرت ترجمته حديثاً عن دار "سؤال" العُمانية، وقد نقله إلى العربية حسين العبري. أما الأسئلة الأساسية التي خاض فيها ناجل، دون أن يقفل باب الإجابة عليها، فكانت الأخلاق وفكرة الصواب والخطأ وطبيعة الموت ومعنى الحياة وفلسفة اللغة.

وضع ناجل عمله هذا في عشرة فصول، تبدأ بالمقدمة ثم "كيف نعرف أي شيء؟"، و"العقول الأخرى"، و"مسألة العقل والجسد"، و"معنى الكلمات"، و"الإرادة الحرة"، و"الصواب والخطأ"، و"العدالة"، و"الموت"، و"معنى الحياة".

في مقدّمة الكتاب يقول صاحب "احتمالية الإيثار" إن هذه مقدمة مباشرة لتسع مشكلات فلسفية، كل واحدة منها يمكن أن تفهم وحدها، دون الرجوع لتاريخ الفكر. ويبين أنه لن يناقش الكتابات الفلسفية الكبرى أو ماضيها أو الخلفية الثقافية لهذه الكتابات، معتبراً أن مركز الفلسفة يكمن في أسئلة بعينها التي يجدها العقل الإنساني المتأمّل محيرة، وأفضل طريقة للبدء في دراسة الفلسفة هي التفكير في هذه الأسئلة بشكل مباشر.

يختار صاحب "العقل والكوزموس" أن يفكّر بصوت عالٍ في هذه المسائل من دون العودة بالضرورة إلى فلاسفة آخرين، وكيف ناقشوها وإلى ماذا وصلوا، بل إنه يخوض تحدياً جميلاً الهدف منه العودة إلى الفكرة من دون كل ما بني حولها، فالقارئ لن يسمع في هذا الكتاب إلى صوت ناجل ورأيه في المسائل التسع التي اختار الخوض فيها.

من المعروف أن الحقل الأساسي الذي يحترف ناجل العمل فيه هو فلسفة العقل والأخلاق والفلسفة السياسية، وقد اشتهر في السبعينيات بنقده الكبير لـ "المادية الاختزالية" أو نظرية هوية العقل، في مقال شهير عنونه "كيف تشعر حين تكون خفاشاً؟" (1974).

المساهمون