ضد النسيان: ذاكرة مصورة لفلسطين ما قبل النكبة

ضد النسيان: ذاكرة مصورة لفلسطين ما قبل النكبة

17 يونيو 2016
(من صور الكتاب)
+ الخط -

كثيرة هي الفراغات في التاريخ المكتوب، التي يملؤها الأرشيف البصري، ويشكّل معها جسراً تأريخياً، ثم تأتي الروايات الشفهية لتكتمل الصورة ونعثر على أجزائها الناقصة أو نوضّح تلك الغائمة أو نؤكد تلك الملتبسة.

وحين يتعلّق الأمر بفلسطين، وتاريخها قبل نكبة 1948، يكتسب التاريخ البصري الموجود في الفوتوغرافيا أهمية مضاعفة؛ ليست الفوتوغرافيا التي تخصّ مؤسسات رسمية فقط، ولا تلك التي التقطها الرحالة والمستكشفون، بل أيضاً الألبومات العائلية، التي تكشف الكثير عن المجتمع الفلسطيني في مرحلة مبكرة، من حيث وضع الأسرة والمرأة فيها، والتعليم، والثقافة، والطقوس الاجتماعية والعادات المتحضّرة التي سبقت فيها فلسطين دولاً مجاورة لها.

من هنا، يكون لكتاب "ضد النسيان: ذاكرة مصورة لفلسطين ما قبل النكبة 1889- 1948" (منشورات الشرق والمتوسط بإسبانيا) قيمة تأريخية وتوثيقية وثقافية، وقد جرى تقديمه أول من أمس في "المؤسسة الأوروبية العربية" في غرناطة.

شارك في إعداد الكِتاب، الصادر بالإسبانية والعربية، كل من الصحافية تيريسا أرانغورين، التي ساهمت في جمع الصور والتعليق عليها مع الباحث الفلسطيني بشارة خضر، أما المصورة ساندرا باريلارو فقد قامت بمهمة انتقاء الصور ومعالجتها، بينما جمع الباحث والمؤرّخ الفلسطيني جوني منصور صوراً عائلية وأخرى للحياة اليومية للمجتمع الفلسطيني في تلك الحقبة، وكتب ديباجة الكتاب المستعرب الإسباني بيدرو مارتينيث مونتابيث.

تجاوز عدد صور الكتاب مئتي صورة، وقد جُمعت من أرشيفات مختلفة، ما يجعل عملية إخراجها في كتاب واحد إنجازاً في حد ذاته، إذ يحوّل تقديم ذاكرة مصورة لفلسطين منذ أن كانت تابعة للإمبراطورية العثمانية وحتى بداية الاحتلال الصهيوني عام 1948. ويضم صوراً للمجتمع الفلسطيني قبل النكبة، وصوراً لاحتجاجات الفلسطينيين ضد الاحتلال البريطاني وصوراً عائلية وأخرى لمناسبات وأعياد وطنية وأحداث سياسية، وصوراً لتظاهر النساء الفلسطينيات ضد وعد بلفور (1917).

الكاتبة الصحافية أرانغورين قالت في حفل إطلاق الكتاب إن "إنكار وجود الشعب الفلسطيني كان مقدمةً أساسيةً للحركة الصهيونية، التي حاولت ليس فقط إخفاء وجوده ولكن إخفاء حتى ذكرى أنه كان موجوداً. لكن ما يوجد يترك أثراً. رغم كل محاولات طمسه. آثار فلسطين وشعبها الذي طرد سنة 1948 ما زالت موجودة، تظهر في حطام بلدة لم تعد موجودة على الخريطة، في كلمات أغنية أو في ألبوم صور عائلي. هذا الكتاب يبيّن صوراً هي أثر لوجود أرادوا محوه".

المساهمون