المناطق المستنزفة في السويد

المناطق المستنزفة في السويد

28 ابريل 2020
+ الخط -
صدر ويصدر عن جهاز الشرطة السويدي تقرير سنوي منذ العام 2014، يتناول أكثر الأحياء عنفا، أو قل أقلها أمنا بالضرورة، أطلق عليها اسم "المناطق المستنزفة"..

وبرغم تحديث جهاز الشرطة لبيانات تقريره باستمرار، إلا أنها في المعدل تشير إلى ما يقرب من الخمسين حيا، فمن الطبيعي أن تتحسن أحوال البعض منها فتزول عن تلك القائمة، أو تسوء أحوال تلك التي كانت أحوالها مقبولة فتتدنى لتدخل القائمة..

المهم في رأيي ما يلي:
أولاً: يجب تصحيح الاصطلاح الوارد أعلاه ليطابق الاسم مسماه، فيكون إما المناطق الأكثر عنفاً، أو المناطق الأقل أمنا، كما أسلفت، لأن جهاز الشرطة معني بالإساس باستتباب الأمن، وليس اهتمامه بالجانب الاجتماعي إلا لدرجة تأثيره في تداعيات الجانب الأمني.

ثانياً: يجب على باقي المؤسسات ذات العلاقة، مثل دائرة الشؤون الإجتماعية، أن تبحث هي الأخرى في هذه الظاهرة ولا تترك التفسير لجهاز الشرطة فقط.

ثالثاً: الأهمية البالغة لدور الإعلام في تسليط الضوء على مشاكل هذه الأحياء ليصبح تداولها شأنا عاماً، خاصة أن التلفزيون والراديو السويديين مؤسستان رقابيتان وبحثيتان مرموقتان للغاية.

رابعاً: من الضروري جداً طرح هذه المادة على بساط البحث الأكاديمي، وتحديداً الاجتماعي منه، وصولاً لبلورة رأي أكاديمي عام بأقل التقديرات وإن لم يكن جامعاً، والذي يساعد في تحقيق ذلك هو أكاديمية المجتمع السويدي، إذ تزيد نسبة الخريجين الجامعيين عن 85% من عموم السويديين.

خامساً: من المسؤولية بمكان أن يفرد كل حزب سويدي شيئاً من الاهتمام للتداول والتعاطي مع هذا الموضوع مهما كان رأيه فيه وصولاً لصيرورته ملفاً في أروقة البرلمان السويدي.

سادساً وأخيراً: تشكيل لجان مؤقتة من أهالي تلك الأحياء يمثل مندوبوها وسيطاً بين الناس والحكومات المحلية، أو حتى الحكومة المركزية للتفاوض وطرح القضايا بشكل مباشر بهدف تقليل الإجراءات البيروقراطية لا أكثر.