التفشي الرقمي للمعلومات الخاطئة حول كورونا

التفشي الرقمي للمعلومات الخاطئة حول كورونا

24 مارس 2020
+ الخط -
في الوقت الذي تحاول معظم دول العالم السيطرة على الوباء العالمي (COVID-19) الذي يشهد انتشاراً كبيراً ازدادت معه نسب الإصابة وتضاعفت معه طردياً نسبة الوفيات، فإن النقاشات في مواقع التواصل الاجتماعي حول الوباء وتداعياته احتلت المساحة الأكبر من بين مختلف القضايا الأخرى والتي، رغم أهميتها، إلا أنها أصبحت هامشية مع ما تطرحه قضية انتشار هذا الوباء من خطر على الصحة الفردية والعامة.

إن ما يثير الاهتمام حقاً هي طبيعة المواضيع المطروحة في هذه الفترة الحساسة وطرق التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي المصاحبة لانتشار هذا الوباء، حيث تم ملاحظة تداول كبير للمعلومات الطبية حول هذا الفيروس والطرق الكفيلة باكتشافه وتحديد المصابين به من جهة، مع عرض العديد من النصائح والوسائل الوقائية لتجنبه والحماية منه من جهة ثانية، إلا أن أغلب هذه المعلومات والنصائح الوقائية لم ترتكز على دراسات ومصادر علمية ذات موثوقية عالية، ما جعل من مسألة محاربة هذا الفيروس تفتقر للفعالية، نظراً للمعلومات المغلوطة التي يتم تداولها على هذه المواقع، وازدياد الخطر لغياب ثقافة الوقاية التي غابت بغياب المعلومات الصحيحة.

فأضحت الدول أمام تحدي احتواء الوباء من جهة، واحتواء التفشي الرقمي للمعلومات الخاطئة من جهة ثانية. وفي ما یلي ثلاثة من أشهر الادعاءات من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي وسبب عدم دقتها:


1- المنشور الأول:
"خذ نفسًا عمیقًا واحبس أنفاسك لأكثر من 10 ثوانٍ". إذا قمت بإكمالها بنجاح دون سعال، وبدون انزعاج أو تصلب أو ضیق، وما إلى ذلك، فإن هذا یثبت عدم وجود تلف في الرئتین، ما یشیر بشكل أساسي إلى عدم وجود عدوى.

الرد العلمي:
لا یوجد دلیل یشیر إلى أن ھذا اختبار صالح لـ19 COVID: "حيث نعلم أن الأشخاص المصابین بالفیروس تظهر علیھم الأعراض في غضون 14 یوماً، وأن هذا الفیروس یمكن أن یؤدي إلى مضاعفات شدیدة، مثل ضيق تنفسي حاد (عدم القدرة على التنفس)، وصدمة إنتانیة (الفیروس یصیب مجرى الدم)، ولیس التلف، كما ھو مذكور هنا".

وتوصي مراكز مكافحة الأمراض والوقایة بطلب المشورة الطبیة عبر الهاتف إذا ظهرت لدیك الأعراض الرئیسیة لـCOVID-19، وهي الحمى والسعال وضیق التنفس، أو كنت على اتصال بشخص مصاب بالمرض، أو سافرت أخيراً إلى منطقة تعاني من انتشار الفیروس.

2- المنشور الثاني:
"إذا كان لدیك سیلان في الأنف وبلغم، فأنت مصاب بنزلة برد".. الالتهاب الرئوي لكورونا هو سعال جاف دون سیلان الأنف.

الرد العلمي:
على الرغم من أن أكثر الأعراض شیوعًا هي "الحمى والتعب والسعال الجاف"، وفقاً لمنظمة الصحة العالمیة، یعاني بعض المرضى من "آلام، واحتقان بالأنف، وسیلان الأنف، والتهاب الحلق أو الإسهال"، فإن بعض المصابین لا تظهر عليهم أي أعراض. أیضاً، قال تقریر لمنظمة الصحة العالمیة إنه، بناءً على فحص أكثر من 55000 حالة مؤكدة من COVID19، فـ33% منهم لديهم بلغم.

3- المنشور الثالث:
"یجب على الجمیع التأكد من أن فمك وحلقك رطبان ولا یجفان أبدًا. خذ بضع رشفات من الماء كل 15 دقیقة على الأقل. لماذا؟.. حتى لو وصل الفیروس إلى فمك، فإن شرب الماء أو السوائل الأخرى سوف یرسله عبر حلقك إلى المعدة. بمجرد الوصول إلى هناك، سیقتل حمض المعدة الفیروس".

الرد العلمي:
أسقطت منظمة الصحة العالمیة ھذه النظریة، قائلة "إن الماء مھم للصحة العامة، لكنه لا یمنع الإصابة بفیروس COVID-19".

3EB3341F-0C8A-4854-9099-1BE05EBE6EB0
عمر أسامة

أستاذ في جامعة الجيلالي اليابس.. من مواليد مدينة سيدي بلعباس.