عن أول جمعة بلا جماعة

عن أول جمعة بلا جماعة

23 مارس 2020
+ الخط -
صدحت المساجد بالأذان في يوم الجمعة 20 مارس/ آذار، تردد: "حي على الصلاة .. حي على الفلاح"، نادت مساجدنا وهي خاوية.. المؤذن وحده والجدران والفُرُش..

السجاد يحن لسجود المصلين.. المنبر يئن.. كما أن الجذع يوما لرسول الله حتى ضمه شوقا.

ينادي ياعباد الله.. لكن بلا بشر ولا خطيب إلا أعمدة تنظر مكلومة من شدة الفقد.. والمحراب صامت وجِل بلا إمام يردد ولا" الضالين" حتى يؤمن باقي المصلين..

أغلقت.. تعذر إجابة تلك النداءات.. تُسمع في الآفاق تتعالى "حي على الصلاة .. حي على الفلاح".. أجاب الطير والملك والشجر والحجر والمدر وغاب الفضل.. عَنَّا بني الإنسان..

العيون ترقب وينبض الفؤاد محروما من الوصل.. لم تظن يوما تغيب عن مشهد الجمعة.

فغيبنا كورونا عن مشاهد الجمع والجماعات.. ذاك الشيخ الكبير بعصاه التي خطت الأرض خطا إلى المسجد، وقفت بلا حراك ترّقب المشهد الجلل.. غابت قهرا، وهي لم تغب يوما عن قصد وعن ترف، بل ما يمنعها عذر.. لا يملك له حلا ولا حيلة..

تتساءل.. لمَ لمَ الغياب عن جمعة الخير والفضل.. تتساءل إلى متى نسمع ولا نلبي تلك النداءات، يجيب صوت العقل والدين لأجل حفظ النفس والأرواح كان ذاك الغياب الوقتي فلا يضركم.. فإنما الاعمال بالنيات ولكم أجر نياتكم..

رغم قسوة المنع للذي يحس به مفيد لصحتك وصحة من حولك.. لكن هناك صوت خفي يأبى إلا أنا يكون له قول؛ الناس في المحن تسبق الخطى للمسجد، ونحن لأجل الوباء أول قرار لنا دون حل نغلق مساجدنا..!

مدونات أخرى