كراهية سويدية وجرائم بوليسية وحواجز يونانية

كراهية سويدية وجرائم بوليسية وحواجز يونانية

16 فبراير 2020
+ الخط -
ـ الموضوع كبير، أكبر مما كنت أتصور، هكذا عرفت حين قرأت تلخيصاً لتقرير منشور في صحيفة سويدية، يقول إنّ هناك في السويد الآن حركة اجتماعية على الإنترنت تضم بشكل شبه منظم الكارهين للمرأة، وهي كراهية ليست فطرية، بل مبنية على سلسلة من التجارب الفاشلة في الارتباط بالنساء أو جذبهن جنسياً وعاطفياً، ولذلك يتحول أصحابها إلى تبني وترديد آراء ليست كارهة للنساء فقط، بل ولكل من ينجح في الارتباط بهن من الرجال، ويطلق على هذه الحركة "The Incel Movement" أو ما يمكن ترجمته إلى "حركة المفشوخين عاطفياً أو حاملي الصابونة الدائمين". 

تقول الكاتبة السويدية بيرنيللا إريكسون ـ اسم سويدي متوقع طبعاً ـ إنّ هذه الحركة لا تشهد رواجاً في السويد وحدها، بل في باقي الدول الاسكندنافية التي يحسدها الكثير من سكان العالم على رفاهية معيشتها، وتضيف أنّ كثيراً من الشباب السويدي الذين يصفون أنفسهم بأنهم "متبتلون رغماً عنهم" وجدوا في الإنترنت متنفساً لتشكيل منتديات للتذمر من النساء اللواتي يتجاهلنهم، وبرغم أنّ عدد هؤلاء الشباب في السويد لا يتجاوز المئات، مقارنة بأمثالهم في الولايات المتحدة الذين ينضمون بالآلاف إلى منتديات مماثلة، إلا أنّ السلطات الأمنية في السويد تقوم بمراقبة نشاط تلك المنتديات بعد أن لوحظ أنّ نشطاء اليمين المتطرف يقبلون على تلك المنتديات ويستخدمونها لترويج أفكارهم ويكسبون منها المزيد من الأنصار. 

تستشهد الكاتبة بحالة النرويجي فيليب مانشاوس البالغ من العمر 22 عاماً والمتهم بقتل أخته وإطلاق النار على مسجد في الصيف الماضي، حيث اتضح أنه زار قبل ذلك عدداً من منتديات كارهي المرأة إن صح التعبير، وهو ما فعله أيضاً الإرهابي السويدي أنتون لاندين بيترسون الذي قام بقتل ثلاثة أشخاص بالسيف أثناء اقتحامه لمدرسة في عام 2015، وهو ما جعل الكاتبة تطرح سؤالاً عن سر شعور مثل هؤلاء الشباب بالاستبعاد والإقصاء الاجتماعي؟ مفسرة ذلك برفضهم لما شهدته السويد والدول المجاورة لها خلال آخر جيلين من تغيّر سريع في العلاقات بين الجنسين، فحين ولدت جدتها مثلاً، لم تكن المرأة في السويد تمتلك بعد الحق في الإدلاء بصوتها في الانتخابات، في حين تشغل نساء السويد الآن ما يقرب من نصف مقاعد البرلمان، ويزيد عدد الملتحقات بالجامعات السويدية على عدد الملتحقين بها من الذكور، وهي مجرد أمثلة سريعة على التغيير الكبير الذي شهدته الأوضاع الاجتماعية، التي لم تعد تضطر المرأة فيها لاختيار أن تكون ربة منزل لأنها لن تستطيع إعالة نفسها، وفي ظل عالم تتسارع فيه مثل هذه التغيرات، يجد كارهو المرأة أنفسهم منعزلين عن "العالم الجديد" ويتزايد اعتقادهم بأنّ النساء مهتمات فقط بإنشاء علاقات مع الذكور الأغنياء والوسيمين، وهو ما تصفه الكاتبة بأنه محض هراء "لأنه لو كان صحيحاً لبلغت نسبة العزوبية بين الذكور خمسة وتسعين في المائة". 

ـ بعد دعوى قضائية بموجب قانون حرية المعلومات، حصلت إحدى المنظمات الحقوقية في مقاطعة سان دييغو بالولايات المتحدة على نماذج من الشكاوى المقدمة ضد ضباط الجمارك وحماية الحدود لما قاموا به من انتهاكات في حق قُصّر غير مصحوبين بأهاليهم في الفترة من 2009 إلى 2014، وكان من بين هذه الانتهاكات التي نشرتها مجلة "هاربر" ما يلي: مناداة الطفل بـ"خنزير" أو "أحمق" أو "شيميل" ـ إخبار الأطفال أنّ الفتيات القادمات من خارج الولايات المتحدة يأتين إليها لتلويث الأطفال الأميركيين ـ الطلب من طفل أن يرتدي الملابس الداخلية للضابط ـ تهديد طفل بالاغتصاب ـ حجز طفل في ثلاجة وهو يرتدي ملابسه الداخلية فقط ـ إطعام طفل لحم خنزير مجمد ـ رمي الطعام للطفل على الأرض ـ رمي الكتاب المقدس لأحد الأطفال في القمامة ـ تلقي طفل الضرب في معدته من ركبة ضابط ـ ضرب طفل في رأسه بمصباح يدوي ـ سحب طفل من شعره لكي يقف ـ الإمساك برقبة طفل ورفعه منها ودفعه في مواجهة هيكل زجاجي ـ تصويب بندقية إلى طفل ـ ضرب طفل بصاعق ـ رمي طفل على الأرض ـ رمي طفلين على رأس طفل آخر ـ دوس طفل بالقدم ـ ركل طفل في ضلوعه ـ دوس طفل بسيارة شرطة. 

ـ في تعليق على قيام الحكومة اليونانية بإنشاء حواجز عائمة في البحر لمنع قوارب المهاجرين من القدوم نحو السواحل اليونانية، قالت الكاتبة اليونانية فيفيان إفثيميبولو إنّ هذه الخطوة تذكرها بما فعله الإمبراطور الفارسي القديم زيركسيس الأول، حين بنى جسراً عائماً لكي تقوم قواته باستخدامه لعبور مضيق الدردنيل وغزو اليونان، وحين أطاحت العاصفة بالجسر وبجنوده أمر بتأديب البحر الوقح على ما فعله بجلده 300 مرة، وهي ترى أنّ الحواجز العائمة لن تنجح في تحقيق هدفها في منع المهاجرين من الوصول إلى اليونان، برغم كل ما تقوم به الحكومة اليونانية من دعاية للمشروع الذي بدأت المرحلة الأولى منه بالقرب من جزية ليسبوس في بحر إيجه، وتم فيها تركيب سور طوله قدمين يمتد على مدى ميلين في البحر، وقد تم تزويده بفلاشات إضاءة متحركة لتسهيل الرقابة على مراكب المهاجرين. 

ترى الكاتبة أنّ الحكومة ليست متأكدة من نجاح هذا السور في تحقيق هدفه فعلاً، لكنها مهتمة بأن تؤكد للشعب اليوناني أنها تقوم بأقصى ما يمكنها فعله لحل أزمة تدفق المهاجرين، لكي لا تخرج المزيد من المظاهرات للاحتجاج على تزايد أعداد المهاجرين، خاصة بعد أن وصل عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى السواحل اليونانية، في العام الماضي، إلى أكثر من 75 ألف مهاجر، أغلبهم من الشرق الأوسط ووسط آسيا، وهو رقم يزيد بنسبة خمسين في المائة على عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى اليونان في 2018، وقد أدى ذلك إلى تكدس مخيمات اللاجئين الموجودة في عدد من الجزر اليونانية في بحر إيجه، لكن الكاتبة تقول إن السور العائم لن يفعل شيئاً سوى تخفيف الغضب الشعبي لوقت قصير، وبعدها سيكتشف اليونانيون أنه لم يقم بحل الأزمة، ولذلك ترى أنّ الأفضل والأكثر عملية هو أن تقوم الحكومة اليونانية بتغيير إجراءات اللجوء السياسي والهجرة وتحسين ظروفها، لتتمكن من التسريع في إعادة من لا تنطبق عليهم شروط اللجوء، لكن الأهم أن يتم خلق ظروف حياة أكثر إنسانية في مناطق تدفق اللاجئين، لأنّ التعامل مع أرواح الناس لا يصح أن يتم الاستخفاف به، وتحويله إلى حملة علاقات عامة.   

...

أرقام للتأمل: 

ـ 73% من التغريدات السياسية العامة في الولايات المتحدة تأتي من أشخاص تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أكبر، في حين تبلغ مساهمة هؤلاء في التغريدات العامة على "تويتر" 29% فقط. 

ـ 28% من الأميركيين البيض قالوا إنهم يتابعون الأخبار المحلية باهتمام، في حين بلغت نفس النسبة بين الأميركيين السود حوالي 46%. 

ـ في حين جاءت 23% من النسبة المئوية لحصيلة الضرائب التي تم دفعها في 2018 من أغنى 400 أسرة في الولايات المتحدة، جاءت نسبة 24% من حصيلة الضرائب في نفس العام من أفقر نصف الأسر الأميركية. 

ـ الحد الأدنى لعدد المتعاقدين الذين تستخدمهم شركة "غوغل" لتقييم مدى فائدة نتائج محركات بحثها: 10 آلاف متعاقد. 

ـ عدد التغييرات التي أجرتها "غوغل" على خوارزميات البحث وواجهة البحث في عام 2018: 3234 تغيير. 

ـ تستخدم ولاية أميركية واحدة فقط تطبيق التصويت في الانتخابات عبر التليفون المحمول، في حين تبلغ نسبة مناطق الاقتراع في الولايات المتحدة التي تعتمد على آلات تصويت إلكترونية دون أي استخدام للأوراق 1 إلى عشرة. 

ـ أكثر من 13 ألف جندي ومواطن أوكراني لقوا حتفهم منذ أن بدأت الحرب في أوكرانيا عام 2014، وهو نفس العام الذي غزت فيه روسيا شبه جزيرة القرم. 

ـ ثلث السياح القادمين لزيارة اليابان يأتون من الصين. 

ـ تسببت موجة الحرائق التي حدثت في كاليفورنيا، العام الماضي، في خسائر قدرها 25,4 بليون دولار أميركي. 

ـ في إحصاء أجري مؤخراً بلغت نسبة الرجال الأميركيين الذين قالوا إنهم لن يشعروا بالارتياح الشديد في حالة وصول امرأة إلى منصب الرئيس 51%، في حين بلغت نسبة النساء الأميركيات اللواتي اتفقن معهم في ذلك الرأي 41%. 

ـ يقدر إحصاء أجرته مؤسسة "غالوب" أنّ عدد الأميركيين الذين فقدوا قريباً أو صديقاً منذ عام 2014 بسبب أنّ الرعاية الصحية كانت مكلفة، بلغ حوالي 34 مليون شخص. 

ـ في عام 2000 بلغت النسبة المئوية للأميركيين العاطلين عن العمل الذين يتلقون إعانات بطالة حوالي 37%، وفي عام 2018 انخفضت النسبة إلى 28%. 

ـ تحتل الولايات المتحدة المركز الأول في قائمة الدول التي لديها أعلى معدلات للأطفال المهاجرين المحتجزين، بينما تحتل المكسيك المركز الثاني. 

ـ في دراسة أجريت على مستخدمي ألعاب الفيديو الأميركيين، بلغت نسبة من قالوا إنهم تخلوا عن تناول وجبة غذائية لمواصلة اللعب حوالي 38%، بينما بلغت نسبة الذين قالوا إنهم تخلوا عن الاستحمام لكي يواصلوا اللعب حوالي 25%. 

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.