بينما كنت أقف تحت ظل شجرة

بينما كنت أقف تحت ظل شجرة

10 سبتمبر 2019
+ الخط -
في الماضي، حين كنت طفلة.. لنقل قبل عشر سنوات من الآن، حين كنت في السابعة من عمري. كان العالم مختلفا كثيرا، سواء بالنسبة إلي أو بالنسبة إلى أي زنبقة ماء أخرى في هذا العالم، لأن الأطفال أو لنقل الطفلات عبارة عن زنبقات ماء جميلات فحسب، يستمر هذا إلى أن يتوقفن عن الرغبة في كونهن كذلك.

كنت أقول، إني في تلك الآونة كنت أعتقد أن السماء خلقت لنا لنحلق فيها، وإن الأرض وجدت لنسير قليلا حين نتعب من التحليق، وإن الألوان خلقت قبل ولادتي بعدة سنوات لاغير. أما النجوم فقد كانت مجرد مصابيح داخل بلالين هواء انزلقت من أيدي الأطفال.


وكنت أحاول أن أرى الشمس نهارا، أراقبها طويلا لذلك كنت أصاب بالعمى كل يوم لعدة دقائق خمس أو ست مرات. كنت أتخيل المخدات أشباحا ليلا، لذلك كنت أفتقد النوم. كنت أحب صوت شخير والدي، كنت أسمعه من خلال الجدار. كنت أعتقد أن جدي هو الشخص الوحيد الذي ولد كبيرا، كنت أظن أنه خرج من صخرة.

كنت أعتقد بالكثير من الأمور الجميلة والغريبة. ظننت أن البصل هو الوسيلة الأفضل لضمان فلم صادق. امتلكت عالما غريبا، فقدت ذاك العالم لثلاث سنوات ثم بنيت عالما آخر. صرت أعتقد الكثير من الأشياء الأخرى، ولست منزعجة لأني فقدت ذاك العالم.

أحببت عالمي الصغير، وأحب عالمي الكبير هذا أكثر. قد أغير مكان بعض البنايات فيه، لكنه يبقى الأفضل دائما. قيل لي ذات مرة أن الجميع يتغير باستمرار.. سواء للأفضل أو للأسوأ. بذلك نستطيع إضافة أشياء جديدة، وإزالة أشياء أخرى لا فائدة منها من عوالمنا الجميلة.

في الواقع، حين أكتب هذه الأشياء التي توحي - أو أظن أنها توحي - بأني متفائلة جدا من هذا العالم، أنا فقط راضية عما أنا فيه.. عما وصلت إليه.. وأفكر في خطط صغيرة لمستقبل جميل، أو لنقل لحياة جيدة وبعيدة عن أي صداع رأس. أعتقد أننا نفقد وسنفقد الكثير من الأشياء التي نحبها، لكن يجب أن نتعايش مع الأمر وإلا فقدنا أنفسنا أيضا.

لا أعرف ما بي الآن، لكني سأذكر شيئا قلته في رسالة لصديق عزيز جدا وجدا وهو أني مستسلمة للقدر. أو لأكون أكثر قربا "أنا أبتسم له كل يوم بل حتى أستقبله بحفاوة".