أرقام للتأمل

ـ طبقاً لما نشرته صحيفة (نيويورك تايمز)، كان واحد من بين كل ثلاثة أميركيين بيض البشرة يعيش في عام 1980 في منطقة سكنية لا يعيش فيها سوى البيض، أما الآن فقد تغيرت هذه النسبة تماماً، فأصبح واحد فقط من بين كل عشرين أميركي بيض البشرة، يعيش في منطقة سكنية لا يعيش فيها سوى البيض، وهو رقم يكشف لك الكثير عن سر السعار العنصري الذي أصاب المؤمنين بتفوق الرجل الأبيض، والذين أصبحوا بعد وصول دونالد ترامب إلى السلطة يعتبرون بقاءه في منصبه في الانتخابات القادمة مسألة حياة أو موت، صحيح أن هناك عوامل اقتصادية واجتماعية تغذي مثل هذه الأفكار العنصرية، كنت قد أشرت إلى بعضها في بعض أعداد هذه الزاوية، لكن ذلك لا يعني أبداً استبعاد العامل العنصري الذي يعتبر أميركا أرضاً حصرية للرجل الأبيض لا يجب أن ينافسه غيره عليها، وإن وجِد فيها فلا بد أن يوجد بشروطه ومحدداتها، وهو ما جعل صحيفة (نيويورك تايمز) في تحليل نشرته مؤخراً تقول إنه برغم أن معدلات الموافقة على سياسات ترامب انخفضت بشكل كبير لدى بعض الناخبين الذين انتخبوه غضباً من أحوالهم ونكاية في هيلاري كلينتون، إلا أن فرص إعادة انتخابه بناءً على أصوات المجمّع الانتخابي تبقى قوية، بل إنها تبدو أقوى مما كانت عليه في انتخابات 2016، لأن مواقفه وتصريحاته العنصرية الأخيرة تغذي نار الكراهية لدى الرجال البيض، خصوصاً من أفراد الطبقة العاملة الذين يعتقدون أن المهاجرين يمثلون تهديداً وجودياً لهم، وهو ما يدفع هؤلاء إلى زيادة تأييد ترامب لا الانفضاض عنه كما يعتقد حسنو النوايا من معارضي ترامب، الذين يظنون أن التفضيلات السياسية تنبع لدى الجميع من أرضية أخلاقية.

في الوقت نفسه تنبغي الإشارة إلى أهمية المعركة التي يخوضها الرافضون للعنصرية من كل الأعراق، والذين يتنامى عددهم وتأثيرهم داخل المجتمع الأميركي، بدليل ما أنتجته انتخابات التجديد النصفي الأخيرة التي أدخلت إلى الكونجرس وجوهاً جديدة متنوعة ومؤثرة، لكن نسبة هؤلاء الناخبين للأسف لا تزال أقل مما ينبغي طبقاً لنتائج استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث كشف أن 57 في المائة من الأمريكيين فقط يعتقدون أن التنوع العرقي مفيد للولايات المتحدة، في حين يعتقد 24 في المائة فقط أن المناطق التي يعيشون فيها تحتاج إلى المزيد من التنوع العرقي، كما كشف الاستطلاع أن 24 في المائة من الرجال الذين شاركوا فيه يعتقدون أن هذه الفترة خطيرة جداً بالنسبة للرجال في الولايات المتحدة، بينما يعتقد 32 في المائة منهم أنها فترة خطيرة بالنسبة للمرأة، وهي أرقام تعني أن المعركة الانتخابية القادمة لن تكون سهلة على الإطلاق. 

ـ تكشف الإحصائيات أن أستراليا لم تتعرض للكساد الاقتصادي منذ عام 1991. اللهم لا حسد، لأن لي أصدقاء أصبحوا مواطنين أستراليين بعد سنين من الهجرة والعمل الشاق، ولا أحب أن يدفعوا ثمن حدوث أي كساد اقتصادي يدفع المهاجرون ثمنه في العادة.  

ـ بينما يتواصل عدد الذين يفقدون حياتهم خلال محاولة عبور الحدود المكسيكية الأميركية، حصلت والدة "إلشابو" زعيم تجارة المخدرات الأشهر على فيزا لزيارة ابنها المسجون في أميركا، كونسيلو لوريا البالغة من العمر 91 عاماً صرحت للصحف أن أهم ما يعنيها في الزيارة هو أن تتمكن من إمداد ابنها بطبقه المفضل الذي يحب أكله من يديها: "الإنشيلادا".  

ـ كشفت بيانات جديدة أصدرتها منظمة اليونيسيف، أن حوالي 765 مليون شخص يعيشون في بلدان العالم الآن، تزوجوا وهم أطفال، على عكس ما تشرعه وتدعو إليه القوانين الدولية. نيبال على سبيل المثال كما تذكر صحيفة (نيويورك تايمز) من أعلى الدول التي ترتفع فيها نسب زواج الأطفال، برغم أن قانونها يحظر ذلك بدءاً منذ عام 1963.     

ـ 41 في المائة هي نسبة العاملين في القطاع المالي في بريطانيا الذين عمل آباؤهم من قبل في القطاع المالي. 

ـ تعليقاً على دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمقاطعة شركة إي تي آند تي أكبر شركات الاتصالات الأميركية، سعياً منه لممارسة ضغوط على شبكة (سي إن إن) المملوكة للشركة العملاقة، والتي تسبب تغطيتها الإخبارية إزعاجاً مستمراً لترامب وإدارته، توقعت مجلة (فانيتي فير) فشلاّ ذريعاً لحملة المقاطعة التي دعا إليها ترامب في تغريدات له، مذكرة بما سبق أن حدث حين دعا إلى مقاطعة منتجات شركة (نايكي) حيث ارتفعت بعدها أسهم الشركة بنسبة 31 في المائة.  

ـ بعد سنين الضنى والكفاح، وسنين مماثلة من التواجد فقط في قائمة المليونيرات، انضم فنان الهيب هوب الأميركي الشهير جاي زي إلى قائمة البلييونيرات، تقول مجلة (فوربس) إن ثروته تضم 310 مليون دولار من تجارة الشمبانيا، و70 مليون دولار من اللوحات الفنية، وما يساوي 50 مليون دولار من العقارات، وما يبلغ قيمته 75 مليون دولار من الإنتاج الموسيقي، بالإضافة إلى 70 مليون دولار قيمة أسهمه في شركة أوبر.  

ـ عدد المسافرين عبر خطوط الطيران المختلفة حول العالم في العام الماضي بلغ أكثر من ضعف مما كان عليه في عام 2003.

ـ طبقاً لصحيفة (وول ستريت جورنال) هناك 35.7 مليون أميركي يعيشون بمفردهم هذه الأيام، بنسبة 28 في المائة من ملاك المنازل، في حين بلغت هذه النسبة 13 في المائة فقط عام 1960، و23 في المائة في عام 1980، وهو ما ترجعه الدراسة التي توصلت إلى هذا الرقم، إلى عدة عوامل منها زيادة الميل إلى تأخير سن الزواج أو إلى عدم الزواج، وارتفاع معدلات طول العمر، وارتفاع الدخول واتساع رقعة المدن. 

ـ خلال 30 شهراً فقط، غادر ثلثا العاملين في إدارة دونالد ترامب مواقعهم إما بعد فضائح سياسية أو خلافات حادة معه، من بين هؤلاء ست مدراء اتصالات وثلاثة رؤساء إدارة وثلاثة مستشارين أمن قومي وأربعة مسئولين عن وزارة الأمن الداخلي، وأغلب من غادروا مناصبهم لم يتم تعيين من يخلفهم بشكل رسمي، ولذلك يعمل معه الآن تسعة مسئولين عن تسيير الأعمال في الوزارات والمواقع التي رحل عنها مسئولوها. 

ـ بلغ الرقم الذي أنفقته إدارة دونالد ترامب على رحلات لعب الغولف حوالي 106 ملايين دولار أميركي.

ـ في ضربة جديدة للصحافة الورقية، أعلنت سلسلة مقاهي ستاربكس عن إيقاف خدمة بيع الصحف الورقية في مقاهيها بدءاً من شهر سبتمبر القادم. 

ـ كشف استطلاع أجري العام الماضي أن واحداً من بين كل ثمانية يابانيين يقومون باستئجار السيارات لأسباب غير استخدامها في السفر والتنقل، من بين هذه الأسباب: الأكل ـ اللقاء مع زبائن أو عملاء ـ الحديث في التليفون ـ تخزين أمتعة شخصية ـ القيلولة، أجريت الدراسة بعد أن لاحظت شركات تأجير السيارات أن كثيراً من السيارات المؤجرة يتم إعادتها في وقت سريع وبدون استهلاك الكثير من الوقود الموجود فيها. 

ـ على عكس ما قد تتوقعه، اتضح أن أكثر دولة يقضي مواطنوها وقتاً على الإنترنت هي الفلبين، حيث بلغ متوسط الوقت الذي يقضيه المواطن الفلبيني على الإنترنت عشر ساعات ودقيقتان يومياً، وهو تقريباً ضعف ما يقضيه المواطن الأميركي على الإنترنت. 

ـ تأتي الحكمة دائماً بعد فوات الأوان، ولذلك كشفت إحصائية لمركز بيو للاستطلاعات أن 64 في المائة من المقاتلين المتقاعدين في أميركا يرون أن غزو أميركا العراق هي حرب لم تكن تستحق خوضها، في حين يرى 58 في المائة فقط نفس الرأي بالنسبة لغزو أفغانستان، ويعارض 55 في المائة منهم أي تدخل عسكري في سورية. 

ـ في الشهور الماضية، شهد الساحل الغربي للولايات المتحدة أكثر من 70 حالة لجنوح حيتان رمادية نحو الشاطئ لتلقى حتفها، فيما اعتبره العلماء والمختصون تصاعداً غير مسبوق في حوادث موت الحيتان، يرجع إلى زيادة درجات الحرارة في القطب الشمالي بشكل يؤثر على درجة الحرارة في المحيط الهادئ بأكمله، وهو ما يقوم بخفض مصادر الطعام الصالح للحيتان بشكل يدفعها إلى الوفاة. 

ـ إذا كنت من الذين ابتلوا بحب العصير بأنواعه المختلفة، عليك أن تفكر في التوقف عن تناوله أو التقليل منه إلى أقصى حد يمكنك، فقد أصبحت مخاطره الصحية مسألة لا تقبل الشك، طبقاً لدراسة أجراها فريق بحثي في جامعة إيموري في أتلانتا على حوالي 13 ألف شخص على مدى ست سنوات، يعاني 71 في المائة منهم من السمنة أو زيادة الوزن. وجدت الدراسة أن الذين تعودوا على شرب العصائر المحلاة من أي نوع ترتفع احتمالات موتهم المبكر بنسبة 14 في المائة عن أولئك الذين يشربون أقل قدر ممكن منها، أعلم أن هذه الأرقام لن تدفعك إلى كره العصير والتخلي عنه بشكل كامل، خصوصاً في هذا الحر الخرائي، لكن أتمنى أن تدفعك إلى التفكير في الإقلال منه، يدينا ويديك الصحة وطولة العمر والكثير من الصبر، ففقده أصبح أخطر بكثير من العصير.