حكاية بلوندي مع السجين 471

حكاية بلوندي مع السجين 471

15 اغسطس 2019
+ الخط -
هذا فيلم جميل وجدير بالمشاهدة، ليس فقط لأنه يخوض بشجاعة منطقة ملغومة في مجتمعه، بل لأنه يخوضها برغبة حقيقية في الفهم والتأمل، فلا تشعر وأنت تشاهده أن صناعه راغبون في الظهور بدور الشجاع المقتحم للخطوط الحمراء، بقدر رغبتهم في دفع الجمهور للتفكير في ما هو أبعد من العلاقة الإنسانية التي يحكي فيلم (Camp X-Ray) كيف نشأت وتطورت بين حارسة مجندة في سجن جوانتانامو وبين إرهابي مفترض تم احتجازه في سجن جوانتانامو سيئ السمعة، وبرغم أن قصة كهذه تحمل إمكانية الوقوع في فخاخ عديدة سواءا باستسهال الإدانة أو استسهال الإنصاف، إلا أن الفيلم الأمريكي يتفادى ببراعة الوقوع في هذه الفخاخ التي يمكن أن تنفر المشاهد من متابعته، ليدفعه للبحث عن الإنسان الموجود داخل السجانة، والإنسان الموجود داخل السجين المتهم بالإرهاب، وربما لذلك يمكن أن تفهم لماذا لم تصاحب عرض الفيلم بروباجاندا إعلامية، كالتي تصاحب عرض بعض الأفلام "الحرّاقة" التي تعالج موضوع الإرهاب. 

يبدأ الفيلم بمشهد خاطف تدور أحداثه في ألمانيا حيث نرى رجلاً أربعينياً ملتحياً توجد في شقته عدد كبير من التليفونات المحمولة يوحي شكلها بشيئ مريب، وحين يبدأ الرجل في أداء الصلاة، نرى من ينقض عليه من الخلف ليقوم بتغميته بغطاء رأس ثقيل، لننتقل بعدها إلى

معسكر إكس راي في سجن جوانتانامو الشهير والذي يحمل الفيلم اسمه، لنرى كيف يتدرج استقبال القادمين إليه من حبسهم في الأقفاص الحديدية المفتوحة الشهيرة، وصولا إلى حبسهم في زنازين انفرادية متجاورة داخل عنابر تتعرض للرقابة اللصيقة على مدار اليوم، وقد نجح المخرج والمؤلف بيتر ساتلر في تجربته الإخراجية الأولى في تقديم أجواء شديدة الواقعية لسجن جوانتانامو، تطابق صوره التي عرضت من قبل في عدد من الأفلام الوثائقية والبرامج الأخبارية، مع أنه صور فيلمه بترتيب مشاهد السيناريو خلال عشرين يوماً فقط، في اصلاحية مهجورة في كاليفورنيا.
نرى السجن وقد وصلت إليه دفعة من الحراس الجدد من بينهم مجندة شابة اسمها كولي تلعب دورها باقتدار الممثلة كريستين ستيوارت ـ التي اشتهرت ببطولتها لسلسلة أفلام (توايليت) الخيالية الناجحة ـ والتي نعرف من خلال تطور أحداث الفيلم أنها اختارت وظيفة صعبة كهذه، لأنها قررت أن تخرج من بلدتها الصغيرة المضجرة، لكي يكون لها دور ما في العالم.
يقدم الفيلم مشاهد استقبال المجندين الجدد وتعريفهم على مهامهم بشكل واقعي يكاد أن يكون تسجيلياً، حيث نرى القائد المسئول يقول بصرامة للقادمين الجدد: "هناك محاولة انتحار كل 3 دقائق، لا تدعوا هذا يحدث في نوبتكم.. بعض هؤلاء محبوسون هنا من 8 سنوات، قبل أن تكونوا في الثانوية.. هذه منطقة حرب، لا تزال، البعض يعتقد أنكم هنا لمنعهم من الهروب، الجدران تتولى ذلك، أنتم هنا لمنعهم من الموت"، لكن صانع الفيلم في نهاية المشهد وبذكاء يضيف لمسة تبرز رغبته في تقديم رؤية مختلفة، من خلال طرح سؤال بسيط يطرحه حارس جديد يستغرب لماذا يرفض قائده وصف الموجودين بأنهم سجناء، ويصر على وصفهم بأنهم "محتجزون"، لتأتي الإجابة بسيطة يقولها الحارس الأقدم كأنها بديهية: "لأن السجناء يخضعون لإتفاقية جنيف، لكن المحتجزين لا".
تشعر بعدها أن صانع الفيلم حريص على ألا يؤكد للمشاهد انطباعاً أنه يقدم المحتجزين بشكل متعاطف معهم، لذلك يختار أن يصور معركة بين رجل ملتحي ضخم البنيان وبين أربعة جنود بينهم الحارسة الجديدة، وهم يقومون بمرحلة تقييده دون جدوى، فيضرب أحدهم ويبصق على الحارسة الجديدة ويقوم بضربها في أنفها لتصبح مدعاة للسخرية بين زملائها، ونرى أن ما حدث لها يدفعها لزيادة حذرها في التعامل مع المحتجزين، خصوصاً بعد أن تُكلّف بمهمة المرور عليهم بكتب في زنازينهم، وفي حين تتلقى معاملة عدائية من أغلب المساجين لأنها امرأة، تجد معاملة مختلفة من هذا السجين الملتحي الذي يحمل اسم علي ـ لعب دوره باقتدار الممثل الإيراني بيمن موادي بطل فيلم (انفصال) الشهير الحائز على جائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي ـ لكنه لا يُنادى من الحراس إلا باسم (471) وهو رقم الزنزانة التي يوجد بها، حيث تجده يسألها باستفاضة عن تفاصيل الكتب التي تمر بها على الزنازين، فتكتشف أنها جاهلة بما تحمله من كتب، وتفاجأ به يسألها بإلحاح عن الجزء الأخير من سلسلة هاري بوتر الذي طلبه من إدارة السجن منذ عام ونصف، فلم تتم الإستجابة لطلبه، مع أنه حريص على أن يعرف مصائر أبطال هاري بوتر. ويبدأ علي خلال حواراته المتكررة مع كولي في مناداتها بلقب "بلوندي" أو الشقراء، بعد أن رفضت أن تخبره باسمها، لتبدأ سلسلة محاولات منه لإقناعها بأن تتكلم معه، برغم اعتراض زملائه المساجين على ذلك التواصل معها، وعندما يفشل في إقناعها بالحوار معه، يتحدث هو بلا توقف حديثا يبدو لها مضجراً في البداية، لكنه بعد ذلك يبدو مثيراً لاهتمامها، وإن نجحت في أن تخفي ذلك خلف قناع حديدي حافظت عليه طيلة الوقت ببراعة.
لكن حالة شعور الحارسة كولي باختلاف هذا المحتجز عن غيره لا تدوم طويلاً، حيث نراه خلال إحدى مرات مرورها على الزنازين، وهو يستدرجها بلطف وتودد، لكي تفتح له فتحة توجد بمنتصف باب الزنزانة، بدلا من أن تقوم بإدخال الكتب عن طريقة صندوق معدني مخصص لذلك، وعندما تفعل ذلك تفاجأ به يرمي عليها كوباً مليئاً بالبراز ليشوه ملابسها، وينفجر هو وكل زملائه في الزنازين ضاحكين عليها، في حين يتحرك هو بشكل هستيري داخل الزنزانة صارخاً: "تعاملوننا كالحيوانات أيها الأمريكان، إذن فنحن حيوانات ولن نتصرف كبشر"، ويبدأ في الشكوى من أنه لم يحصل على أي حق قانوني للدفاع عن نفسه منذ أن تم اعتقاله قبل ثمان سنوات، وأن بعض الضباط الذين حققوا معه قالوا له أنهم يعلمون أنه برئ لكنهم لا يملكون له شيئا، ووسط ذهول الحارسة مما قام به في حقها، نراها تتذكر أنها وهي تمر على الزنازين شاهدت المساجين يقومون بتغطية المصاحف الموجودة في زنازينهم بمناشف بيضاء، لتستنتج أنهم عندما يقومون بذلك الفعل، فإنهم ربما كانوا سيقومون بالإيقاع بحارس جديد ورميه بفضلاتهم البشرية التي لا يملكون غيرها للإنتصار عليه، لتكتشف أن هؤلاء المساجين يمكن أن يكون بينهم صلة ما برغم احتجاز كل منهم في زنزانة منفردة.
يثأر لكولي زميلها الأقدم منها وهو المشرف على العنبر، والذي نرى فيما بعد كيف نشأت بينه وبينها علاقة استلطاف، كادت أن تتطور إلى علاقة جنسية لولا أن أوقفت هي ذلك في آخر لحظة لكي لا تخالف القواعد المهنية، ونرى كيف ينتقم لها زميلها من السجين باستخدام وسيلة مبتكرة هي نقل علي بعيدا عن زنزانته إلى عنبر زنازينه فارغة، ليتم نقله من زنزانة إلى زنزانة كل ساعتين، بهدف حرمانه من أن ينام لمدة أيام وهو ما يدمره عصبياً وجسدياً، دون أن يتعرض له أحد بالأذى البدني المباشر، وهو ما يصفه زميل لهما على استحياء بأنه وحشية، وعندما يرى الحارس المشرف أنها توافق على أن العقوبة قاسية، يسألها: "هل تحبين إيقاف ذلك"، فتقول بعد تردد "لا اللعنة عليه لا يهمني"، لكننا نراها في نفس الوقت تذهب لقراءة ملف علي، لكي تفهم سر تحول ذلك الشخص الذي بدا لها مثقفاً ومختلفاً، بل ووجدت في زنزانته أعمالاً فنية يقوم برسمها على الورق، وألغاز (سودوكو) يقوم بتأليفها لتمضية أوقاته الطويلة في الزنزانة، وهو ما دفعها أكثر للتعرف على ماضيه.
لا تجد بلوندي في ملف السجين شيئاً ملفتاً سوى قيام إدارة المعتقل من قبل بمعاقبته لأكثر من مرة بعقاب يحمل عنوانا ملفتا هو "عقاب ألفريد هيتشكوك"، وعندما تسأل عن ذلك العقاب

تعرف أنه يعني تقليص الخدمات والأنشطة للمعتقل إلى أقصى حد لأنه خطير، مما يعني أنه محروم من الخروج للهواء الطلق في أقفاص كما يتاح لبعض المساجين، وغير مسموح له بأن يفعل شيئاً سوى البقاء بين جدران الزنزانة طيلة الوقت، فيتكوّن لديها تصور أن ذلك الكبت الشديد هو الذي جعله ينفجر فيها بتلك الطريقة المفاجئة، وعندما تعبر عن رأيها لزميل لها تثق فيه، يذكرها منفعلاً بأنها تحرس الذين قاموا بتفجيرات 11 سبتمبر، ليفاجأ بها تقول له إن من نفذوا تفجيرات 11 سبتمبر قتلوا هناك في الطائرات التي اختطفوها، ولا يمكن أن يكونوا هنا، فيصعق من ردها ويتهمها بأنها تتحدث كثيرا مع المترجمين المتعاطفين مع المحتجزين، والذين ربما أدخلوا الأفكار الخاطئة في رأسها، ثم نرى مشاهد تصور الحياة الخاصة لحراس السجن والطريقة التي يقضون بها أجازتهم في مركب في عرض البحر، وبرغم حرص كولي على قضاء وقت طيب معهم، إلا أن الفيلم لا يقدمها متماهية تماما مع زملائها، لتأكيد اختلافها النفسي عنهم، برغم أن تكوينها الفكري والثقافي شديد البساطة.
عندما يعود علي إلى زنزانته بعد انتهاء فترة العقوبة، نرى كيف تحرص بلوندي على أن تعامله باحترافية ودون جفاء، بل تقول له في لمسة لطيفة ترغب فيها أن تبدي التعاطف معه بأنها بحثت عن كتاب هاري بوتر الذي طلبه فقيل لها إنه لم يصل بعد، وحين يرد لها اللمسة بأن يحاول اعطاءها ورقة بها لغز سودوكو قام بتأليفه، ترفض استلام الورقة فيغضب جداً، ويقول لها أنت تظنين أن هذه الورقة فيها شفرة اتصال لي مع القاعدة مثلاً، ويقوم بتمزيق الورقة ورميها في المرحاض قائلا لها بسخرية: "طيب ستصلهم الآن عبر المجاري".
بعد هذه المحادثة يعود ثانية الحوار بينه وبينها بشكل مستفيض من ناحيته، ومقتضب من ناحيتها، وهو ما يلاحظه رئيسها الذي كان يتودد لها، فيحاول أن يقمع هذه العلاقة التي تقلقه، بأن يجبرها على حراسته وهو يستحم عارياً، لأنه يعلم أن ذلك سيهين مشاعره، وعندما تقدم بلوندي شكوى في زميلها لأنه جعل المحتجز غير مرتاح، يخبرها قائد السجن باستغرابه من موقفها، ويفاجئها بأن زميلها قدم فيها شكوى لأنها تتحدث مع المحتجز بشكل ودود، قائلا لها إنه لا يفهم كيف تتعامل مع هذا المكان باهتمام وحماس، في حين يكرهه هو برغم رتبته الأعلى، لأنه دخل الجيش اقتداءً بجده الذي كان يحارب النازيين، ولم يتصور أن تكون مهمته هي أن يحرس مجموعة من رعاة الأغنام، ويخبرها في نهاية الحوار بأن الشكوى المقدمة فيها ستجعلها تفقد وجودها في المكان في أسرع وقت ممكن.
عندما يتم عقاب كولي بنقلها إلى الدوام الليلي الذي لا يحبه الحراس، تجد فرصة أطول للحديث مع علي، وتفاجأ به عندما يعرف أنها مهددة بالنقل من السجن، وقد كانت الوحيدة التي تتعامل معه بشكل إنساني، ولذلك يحاول الإنتحار بقطعة حديدية حادة صغيرة، وتحاول إثناءه عن ذلك، من خلال حوار بديع مكتوب بواقعية شديدة، وربما لذلك جاءت كلماته مؤثرة جداً من طرفي العلاقة، هي كحارسة يمكن أن يؤذيها قتله لنفسه لأنها لم تقم بواجبها في مراقبته، وهو كرجل يائس لا يرى أنه يقتل نفسه لأنه لا يعتبر نفسه حياً أصلاً، فهو يعلم أنه حتى لو تحقق حلمه المستحيل وخرج لن يجد من يتعامل معه بشكل طبيعي، وخلال حوارهما الذي تحاول إطالته لكي يخرج من شحنته الإنفعالية التي تجعله يصر على قتل نفسه، تخبره لأول مرة باسمها، وتحدثه عن طفولتها بشكل يمتن العلاقة الإنسانية بينهما بشكل ذكي، وتنجح في النهاية في جعله يتخطى اللحظة الإنفعالية التي دفعته لمحاولة الإنتحار، ويعطيها النصل الحاد لتتلامس يداهما لأول مرة بشكل عفوي وسريع، ليس فيه إشارة إلى وجود علاقة عاطفية، بل إلى وجود علاقة إنسانية بين شخصين انتهى بهما الحال هنا لأنهما في حالة حرب لا يمكن لهما إنهاؤها، ولا يمكن أيضا فهم علاقتهما المباشرة بها.
ينتهي الفيلم نهاية شديدة الواقعية، بها إشارة شديدة الذكاء إلى حوارات الإثنين الطويلة معا، وفي حين تغادر بلوندي السجن بعد أن انتهت مدة خدمتها يظل السجين علي في زنزانته، ليختار مخرج الفيلم وضع تيترات النهاية على مشهد صامت تستمر فيه حالة الرقابة اللصيقة على المساجين من الحراس الجدد، في مشهد ذكي يجعل المشاهد حتى لو كان قد بدأ مشاهدة الفيلم غير متعاطف مع علي وأمثاله، يفكر ليس فقط في حالته كشخص يمكن أن يكون بريئا، بل وفي ما إذا كان يمكن أن يكون هناك أبرياء مثله لا يحصلون على حقوقهم في محاكمة عادلة لا تلقي بهم إلى هذا المصير المزري، وتبرئهم إذا كانوا يستحقون البراءة، بل وربما تجعل المشاهد يتساءل ما إذا كان احتجاز هؤلاء في هذه الظروف يمكن أن يمثل حلاً من أصله.
أقول ربما لأن الفيلم لا يطرح هذا السؤال مباشرة، لكنه يتركه لرغبة كل مشاهد في ان يصل إليه أو يتوقف قبله أو بعده، دون أن يقدم المحتجزين جميعا بوصفهم ملائكة طيبين، فهو يحرص على أن يقدم بعضهم بصورة تتفق مع الصورة الشائعة للمتطرف دينيا، وهي صورة نكذب على أنفسنا لو قلنا أنها صورة نمطية أو مصطنعة، لأنها موجودة بالفعل في واقعنا، وما يحسب للفيلم أنه لم يكتف بتقديمها وحدها، لكي يرضي جمهوره، بل وحرص على أن يقوم بمراجعة تفاصيل تقديم السجناء مع أحد المراكز الإسلامية في لوس انجلوس لتقديم صورة شديدة المصداقية، لدرجة أنه حرص على وجود نسخ من الطبعات العربية لكتب هاري بوتر وستيفن كنج، وهي تفصيلة بسيطة لكنها تكشف عن الرغبة في الدقة قدر الإمكان.
وبرغم أن الفيلم تلقى ردود فعل نقدية لا بأس بها رحبت به وبأداء بطليه وتميز مخرجه، إلا ان عرضه بدأ بالتزامن مع تغطية الإعلام الأمريكي لصعود تنظيم داعش الإرهابي وعمليات قطع الرؤوس التي يقوم بها، وهو ما جعله ربما لا يلاقي إقبالا في دور العرض الأمريكية، وجعل موزعيه يقررون عرضه على موقع آي تيون في نفس وقت عرضه بسينما آي إف سي المتخصصة في عرض الأفلام المستقلة، لعله يجد فرصة أوسع في التلقي والمشاهدة، لكن ذلك لم يحدث للأسف، وهو ما أظنه انعكس على المشوار المهني لمخرج الفيلم، الذي لم يقم بعمل فيلم آخر منذ عام 2014 وحتى الآن، ربما لأنه كان سيئ الحظ، وربما لأنه اختار الفهم بدلاً من الإدانة.

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.