ضحايا ولا كشوف لهم

ضحايا ولا كشوف لهم

11 اغسطس 2019
+ الخط -

كنت أطالع بذهول الصفحة الأولى من صحيفة (الأهرام)، والتي تصدّرتها صورة لعدد من "السكان الأصليين لمصر" وهم يتزاحمون أمام مجموعة من الكشوف معلقة على الحائط، عندما سألني جرسون الكافتيريا الذاهل غالبًا عما حوله ملاطفًا ومشيرًا إلى الصورة: «إنت بتقرا جرنان قديم ولّا إيه يا باشا؟»، لم أفهم جملته إلا عندما قال لي: «هو مش التنسيق خلص خلاص؟.. أنا مش عارف زاحمين نفسهم على إيه.. ما احنا دخلنا كليات واتخرجنا.. خدنا إيه وفين؟ ولّا بلاش فين دي يا باشا أحسن تفهمني غلط»، نظرت إلى الصورة واستوعبت ما تخيله ثم قلت له: «لا.. دي كشوف ربنا ما يكتب عليك تكون فيها أبدًا». كانت الصورة التي فهمها الجرسون خطأ لعدد من أهالي ضحايا قطار قليوب يتزاحمون لقراءة أسماء أقاربهم في كشوف الضحايا التي تكرمت الجهات المختصة بتعليقها بدلًا من تعليق المتسببين في وقوع كل أولئك الضحايا.

كشوف الضحايا. يا حلاوة يا ولاد، ها قد أصبح لدينا الآن نوع جديد ورائج من الكشوف، زمان كان الواحد منّا لا يعرف سوى كشف النتيجة الذي يتوقف عليه مستقبله الدراسي في مراحل الدراسة المختلفة، قبل أن يوصي أمه بأن تدعو له المولى عز وجل بأن يرى اسمه في كشف تعيينات أيام كان هناك تعيينات، بعدها أصبحنا نسمع عن كشوف البركة أيام شركات توظيف الأموال فنلعن أهلها ونحسدهم، ثم بعد حرب الخليج دخل إلى حياتنا مصطلح كشوف التعويضات، فأخذنا نشفق على المزدحمين أمامها في السفارات وفروع وزارة الخارجية ونحسدهم أيضًا لأنهم طلعوا من المولد ببعض الحمص، بعدها ومع ازدهار عصر المسرحيات الديمقراطية ظهر مصطلح الكشوف الانتخابية، ليصبح مَعلمًا من معالم الحياة السياسية تتخانق عليه المعارضة وتلعب فيه أجهزة الأمن ويتجاور فيه الموتى مع مسلوبي الإرادة، لكن كل هذه الكشوف صارت كومًا وكشوف الضحايا التي راجت وازدهرت في العهد المباركي كومًا آخر.

هل تتذكر كم مرة خلال العام الماضي فقط رأيت فيها صورًا صحفية أو متلفزة أو غير ذلك لمئات من المواطنين يتزاحمون أمام كشوف معلقة على الحائط ليقرءوا أسماء ذويهم الذين راحوا ضحية عبّارة أو طائرة أو قطار أو أتوبيس أو سيارة ترحيلات أو قصر ثقافة أو "بيچو سبعة راكب"، لا تشغل نفسك بالعد ولا تقلب على نفسك المواجع، فكشوف الضحايا في هذا العهد المبارك صارت أعجز من أن تحصي ضحاياها كلهم، هي إن جئت للحق أو جاء الحق إليك، تُحصي الذين قضوا نحبهم فقط أما الذين ينتظرون ذلك بفارغ الصبر، أو الذين يسعون جاهدين لكي لا يكونوا ضحايا، فلم يُكتب لهم بعد أن يكون لهم كشوف خاصة بهم. ربما لأنه من السهل أن تحصي الضحايا الفعليين لكن من الصعب جدًّا أن تحصي الضحايا المحتملين. فأي كشوف تلك التي ستتسع لأسماء المعرّضين بين غمضة عين وانتباهتها لكي يموتوا في تصادم قطارين متهالكين، أو غرق عبارة مواشي تحمل معتمرين، أو مرضى كتب عليهم دخول سلخانة حكومية، أو محشورين في بيچو يسير على طرق ممهدة إلى الموت، أو معرضين للهلاك المسرطن بسبب سوء التغذية أو انعدامها أو تلوثها؟ تعددت الأسباب يا صاح والكشف واحد. سلمها لله إذن وادْعُه خاشعًا متصدعًا بألا ينقل اسمك أنت ومن تحب ومن يتشدّد لك من كشف الضحايا المحتملين إلى كشف الضحايا الفعليين. هل هناك شيء آخر يمكن أن تفعله في مصر غير أن يلهج لسانك بدعوة مثل هذه؟ لا تحدثني عن إقالة هذا المسئول أو ذاك، عيب أن تخدع نفسك، ولا تشغل بالك بالسؤال عمن يتحمل وزر ما حدث، "سواق القَطر اللي قُدّام أم سواق القطر اللي ورا"، فأنت تعلم وأنا أعلم والله من فوقنا يعلم أنه طالما لم نكن قادرين على محاسبة سواق القُطر المصري بضم القاف هذه المرة فمن العبث أن نسأل عن أخطاء أي سواق آخر.

أقرأ دائمًا تغطيات الصحف الحكومية لردود أفعال المسئولين على الكارثة، وأشعر أن بعض كتابها وصحفييها يريدون أن ينطقوا بما يكاد ينطق به مسئولو الحكومة نفسها: «احمدوا ربنا.. إنتو عايزين إيه؟ اللي مات هيطلع له بييجي تلاتين ألف جنيه ما كانش أهله هياخدوهم وهو حي»، لا صوت يعلو فوق صوت التعويضات، كلما علا غضب الرأي العام زاد الرقم ألف جنيه أو خمسة آلاف جنيه، هكذا هي بلادنا من قديم الأزل، الشعب اللي تعرف دِيّته احكمه، لا تحدثني عن قيمة الإنسان نفسه، لا تحدثني عن حياته التي لا تقدر بمال، لا تحدثني عن إمكانية أن تصبر أسرة لأنها فقدت فردًا منها في كارثة طبيعية زلزال أو إعصار أو مصيبة سماوية، وليس لأنها فقدته بسبب فساد حكومي أو إهمال بشري. لا تحدثني عن الحساب فلو كنت منصفًا لقلتها بعلو صوتك: «نحاسب مين ولّا مين ولّا مين والدودة في أصل الشجرة؟». من نخدع جميعًا؟ حتى نحن الذين نتحدث عن وزير النقل ونطلبه كبش فداء بحجة أنه صديق جمال مبارك؟ لماذا لا نواجه أنفسنا بصدق وشجاعة لنقول بصوت عالٍ إن المشكلة ليست أبدًا في الذين ماتوا في قطار قليوب أو عبَّارة البحر الأحمر أو مسرح بني سويف أو حضَّانة أطفال مستشفى الشاطبي، المشكلة في الذين لم يموتوا بعد. 

المشكلة في الأحياء الذين يسيرون في مناكب مصر وكل منهم يعلم أن ديّته بالكتير "تلاتين قول خمسين ألف جنيه"، ستدفعها الحكومة بأعين بجحة "وِسع كدا هوه"، الأحياء الذين يسعون على رزق عيالهم، وهم يعلمون أنهم لو قدر لهم أن ينتقلوا من كشوف الضحايا المحتملين إلى كشوف الضحايا الفعليين، سيصبحون مجرد أرقام تنشر في عناوين الصحف، أرقام سيستخدمها المعارضون للعن سنسفيل الحكومة المباركة، وسترد عليهم الحكومة المباركة بأرقام أخرى للتعويضات التي إذا صرفها أهالي الضحايا والجرحى يفترض أن تغنيهم عن كل شيء، يُفترض أن يغرقوا بعدها في بُلهنيّة العيش، يُفترض أن يحمدوا ربنا أنهم لم يكونوا في كشوف الضحايا الفعليين ويخرسوا خالص. 

بعد أن أدرك جرسون الكافتيريا أن هناك شيئا خطأ فيما قاله وبعد أن فهم التيتة، ويا ليته ما فهم، قال لي: «بصراحة يا باشا أنا بأحسد الناس دي، تلاتين ألف جنيه، ده أنا باقبض تلتميت جنيه في الشهر وباتشحطط بيهم طول اليوم والمصحف أنا لو أبويا عرف هيقول لي يا ريتك كنت مت في القطر ده يا بعيد.. بيني وبينك يا باشا لو أضمن أعملها بس الفقري اللي زيي الموت هيعانده أنا عارف.. هاطلع من الجرحى وآخد خمسة آلاف جنيه أصرفهم على العلاج». ينظر إليَّ مستغربا لأنني لم أضحك على كلامه، يقول لي: «طبعًا تلاقيك سرحان بتحفظ في البوقين اللي قلتهم.. بكره الاقيهم في فيلم.. بس والنبي لو حصل وما دفعتش حقهم هاتف لك في القهوة قبل ما أجيبها لك». أنظر إليه وهو يذرع المحل جيئة وذهابًا بكل نشاط وأستغرب قدرته على نسيان كونه ضحية محتملة، محتملة إيه يا عم الحاج، إذا لم يكن هذا الإنسان ضحية فعلية فمن سيكون إذن؟!. 

وجوه الضحايا الفعليين التي تاهت من كشوف هذا العهد السعيد تطاردني واحدًا تلو الآخر، أتذكر تلك المكالمة التي جاءتني ليلة عيد الفطر" اللي قبل اللي فات أو الذي قبله، مش مهم أفتكر" لأني لا أريد، يأتي إليَّ بعض جيراني يطلبون مني واسطة لدى أحد مسئولي الجمعية الشرعية: «شوف لنا أي صحفي من معارفك والنبي»، لماذا لم أسألهم عن المشكلة أولًا، لست أدري، المهم أنني اتصلت بعدد من الأصدقاء لأجدهم مسافرين إلى مدنهم خارج القاهرة، بعد ساعتين ذهبا هباءً كان لا بد من السؤال: طيب ما هي المشكلة يا إخواننا؟، ويا ليتني ما سألت، فالحكاية وما فيها أن أمًّ شابٍ منهم توفاها الله بعد صراع مع أطباء المستشفيات الحكومية وممرضاتها وإهمالها، طيب ما علاقة الجمعية الشرعية بالأمر، "أصلها بتوفر سيارات نقل موتى مجانًا، والست لازم تتدفن في البحيرة والدنيا عيد وكل سنة وانت طيب"، كل هذا ليس مشكلة، المشكلة أن الواسطة التي يطلبونها هي إعفاؤهم من دفع قيمة مشوار العربية، "اللي هو كام سعادتك، اللي هو مائة وعشرين جنيهًا فقط لا غير". عاش الحزب الوطني. عاش الرئيس مبارك وابنه وأعوانهما. "بنتكلم في إيه طيب؟ ارضى بتعويضك السخي أيتها الضحية المحتملة وكل واشكر سيدك وابن سيدك وأصدقاء ابن سيدك". 


أتذكر السيدة صباح ذات الوجه الصبوح التي عملت ذات أيام غبراء شغّالة في بيتي، ولم تستمر؟ لماذا؟ لأنني اكتشفت أنها أصلًا محامية، طالعت كارنيهها بأم عينيَّ بدل المرة عشرة، رفدت الحكومة زوجها تحت اسم المعاش المبكر فحوّلته إلى سيكوباتي يعيش عالة عليها، لم تجد من يعطيها حقوقها ولا حقوق ابنتها فلم يكن ممكنا أن تعمل من أجل رد حقوق الناس، المجتمع الشريف العفيف الذي يحب الله ورسوله أراد كثيرون من أفراده حتة منها فقررت أن تعمل في خدمة البيوت أشرف وأعف. "طيب بنتكلم في إيه؟" سيبك من كل هذا وقل لصباح ولغيرها سنعطيك ثلاثين ألف جنيه وارمِ نفسك في هذا القطار المتجه إلى الموت وقل لي بالله عليك هل سترفض فورًا أم أنها ستفكر في الأمر إذا لم تقل لك "أبوس إيدك إنت متأكد إني هاموت ومش هيسرقوا فلوس التعويضات؟". 

في برنامج (الحقيقة) للمذيع وائل الإبراشي شاهدت منذ أشهر حلقة مع والدة الشغالة التي اتُّهمت الراقصة بوسي سمير باحتجازها ودفعها للانتحار، كانت الأم تتحدث بحماس شديد عن السبب الذي دفعها لكي تجعل ابنتها تعمل شغالة، فجأة في سياق الكلام تحدثت عن مكتب من مكاتب توظيف الشغالات فقالت: «وكانوا في المكتب ده بيدوا فلوس تفوق الخيال للي تسيب الشغل وهي ساكتة». سألها وائل: «كانوا بيدوا كام؟»، انتبهت لأسمع ويا ليتني ما انتبهت، قالت وقد اتسعت حدقتا عينيها من رهبة الرقم الذي قالته: «يعني ألف جنيه مرة واحدة؟»، شكرًا يا مصر، هذه سيدة تظن أن ابنتها سيئة الحظ لأنها لم تعش حتى تحصل على الفلوس التي تفوق الخيال، اللي هي ألف جنيه مرة واحدة، طيب عمّاذا نتكلم أعزائي معشر الضحايا المحتملين؟

أثناء محاولتي التماسك لإكمال هذه الكتابة على خير أو حتى على شر، أعود كعادتي إلى ملف الأوراق التي أقصها من الصحف، أحتفظ بتقرير نشرته صحيفة (المصري اليوم) أجرت فيه حوارًا مع طالبة ثانوية عامة اسمها أمل حسن عمرها ستة عشر عامًا، كان الصحفي يسألها عن أحلامها في المستقبل فقالت: «بإذن الله سوف أصبح من الأوائل وأدخل كلية الطب علشان أعالج الناس من المرض الذي انتشر في البلد، بس المشكلة إن المصاريف كثيرة والحياة أصبحت للأغنياء فقط»، لم تعش أمل لكي تحقق هذه الأمنية، فقد قتلها أبوها هي وأمها وأخواتها الثلاث لكي يريحهم من متاعب الحياة حسبما قاله في شريط الكاسيت الذي تركه قبل أن يرتكب جريمته. كم تستحق أمل من تعويض لأنها عاشت ما يجعلها تقول كلامًا كالذي قالته قبل الذبح؟ وكم يستحق أبوها نفسه من تعويض باعتباره ضحية فعلية كاملة الأوصاف؟

 أقلِّب الأوراق كأنني أقلب كشوفًا افتراضية، شابان يقتلان الفنان عبد البديع عبد الحي ليسرقا 400 جنيه، 50 جراحة زرع كلى تكتشف بالصدفة في أسبوعين فقط. شاب يقبض مقابل كليته 12 ألف جنيه بينما نقيب الأطباء حمدي السيد يقول لصحيفة ميل آند جارديان البريطانية إن ثمن الكلية يصل إلى 80 ألف دولار يدفعها مرضى الخليج، من سيدفع الفرق للضحايا ومتى سيكون هناك كشوف بأسمائهم؟ 

قبل أن أصل إلى تقرير عن تجارة جديدة لبيع الدماء يدمنها بعض الشباب العاطل أتوقف، لا أحتمل مزيدًا من التقليب في ملفات الضحايا، أسارع بمغادرتها لكن نفسي الأمارة بالسوء تحدثني بقراءة ورقة طبعتها من على إيميلي وأجلت نشرها، ربما لأن قراءتها لأول مرة كانت أكبر من قدرتي على صياغتها أو التعامل معها، أحمد متولي من الإسكندرية لديه الشجاعة أن يذكر اسمه بل وكليته: 

«سيدي أنا طالب في كلية تجارة إنجليزي جامعة الإسكندرية.. أذكر ذلك في بداية كلامي حتى لا يظن البعض أني جاهل.. لن أطيل وسأدخل في الموضوع مباشرة، كنت أشاهد برنامجًا في التلفزيون وفجأة سمعت كلمة «جريب فروت» فسألت نفسي سؤالًا لم أفكر فيه من قبل، وأقسم لك بالله إنني أسأله جادًّا لا هازلًا، "ما هو الجريب فروت؟ الواضح طبعًا أنه فاكهة لكن شكله إيه؟ طعمه إيه؟ بيتاكل إزاي؟ الله أعلم". أخذني هذا السؤال إلى أسئلة أخرى كثيرة: "خد عندك.. أنا ليه ما أعرفش الجريب فروت؟ طيب هل هييجي عليَّ يوم وآكله ولّا هعيش وأموت محروم من الجريب فروت؟ طيب هما اللي بياكلوا الجريب فروت أحسن مني في إيه؟ وطبعًا مافيش ولا إجابة على أي سؤال فيهم.. أنا ما عنديش اعتراض على إن في ناس بتاكل جريب فروت.. ألف هنا وشفا.. بس أنا كمان من حقي آكل منه أو على الأقل أعرف شكله إيه؟! هل اللي أنا فيه ده ذنبي؟ ولّا ذنب اللي بياكلوا جريب فروت؟ ولّا ذنب البلد اللي بتخلي ناس بتاكل جريب فروت وناس تانية بتجاهد يوميًّا عشان تلحق تاخد رغيفين من الفرن.. ولّا ذنب الجريب فروت؟». 

ما علاقة هذه الرسالة بكل ما نتحدث عنه الآن؟ بالطبع هناك علاقة وثيقة لا مراء فيها وإذا لم تدرك علاقة شغف أحمد بضحايا قطار قليوب بالباحثين عن واسطة في الجمعية الشرعية بصباح وابنتها بالذين يموتون في البحر المتوسط قبل تحقيق حلم الوصول إلى شواطئ إيطاليا فالمشكلة عندك أنت وليست عندي. على أي حال دعني أذكر لك فقط أن مشكلتي الحقيقية مع أحمد كانت أنه بعد مناقشته عبر الإيميل اتضح أنه زعلان لأنه يتخيل أن "الجريب فروت" فعلًا حاجة حلوة قوي تستحق الزعل على الحرمان منها، وهو ما كنت أظنه أنا نفسي ذات يوم، يعني منذ أن كنت أنا مطرحه. وحتى الآن لم تستطع مصر أن تُعلِّم أبناءها أنه لا داعي لأن تبكي أبدًا على الجريب فروت، "لأن البرتقان برقبته".

ولا أراكم الله حبيباً في كشف ضحايا لديكم.  

...

ـ فصل من كتابي (السكان الأصليين لمصر: حكايات عن عبقرية المكان وبلادة الحكّام وطرمخة البشر) الذي صدرت طبعته الجديدة عن دار المشرق، وقد نشر هذا الفصل لأول مرة في يوليو من عام 2006  ـ 

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.