البلد بتاعة سيادته

البلد بتاعة سيادته

13 يونيو 2019
+ الخط -
يا الله. من كان يصدق أن تتدهور الأمور إلى هذا الحد وفي هذا الوقت القصير.
لم يعد ممكنًا أن يتم إخفاء الأمر عن العالم الآن. حتى المونتاج لن يكون مفيدًا الآن بعد أن تكفل طيلة السنوات الأخيرة بإخفاء ما طرأ على الحاكم الثمانيني من ضعف مرعب في الذاكرة بحيث لم يعد يتذكر أسماء أغلب رجاله الذين صنعهم على عينه وثبتهم في كراسيهم بعافيته.

كل ذلك بدأ فجأة.
كان سيادته قد وصل للتو إلى مطار عاصمة البلاد لاستقبال حاكم دولة مهمة، لاحظ مساعدوه أنه سألهم أكثر من مائة مرة خلال الأيام التي سبقت الزيارة عن اسم الحاكم واسم دولته والهدف من زيارته للبلاد، عزا مساعدو سيادته تكرار السؤال لإجهاده بسبب الفيروس الذي أصاب أذنه الوسطى قبل أشهر، لكن الجميع صعق عندما وقف سيادته في قلب المطار لينظر إلى وزير العدل متفحصًا ويسأله: «إنت مين؟». في البداية ضحك الجميع وعلى رأسهم وزير العدل نفسه، فقد ظنوا الأمر واحدة من هزارات سيادته الثقيلة التي أخذت أبدانهم على سمها، لكن غضب سيادته من ضحكهم أفاقهم بسرعة ليأخذوا الأمر بجدية ويطلبوا من وزير العدل أن يُعرِّف نفسه بصوت عال، فعل الرجل ذلك محاولا التغلب على صدمته الرهيبة؛ «كيف ينساني وأنا الذي تكفلت بتزوير الانتخابات الأخيرة له لأكفل بقاءه على الكرسي ثماني سنين عددا؟! كيف ينساني وأنا الذي ما تركت قانونًا إلا وفصلته على هواه وهوى أسرته؟! كيف ينساني وأنا الذي صنعت له دستورًا لا مثيل له بين العالمين؟!»، هكذا كان يترافع وزير العدل مدافعًا عن نفسه طيلة الأيام التالية قبل أن يسقط مصابًا بأزمة قلبية ويسعف إلى المستشفى بين الحياة والموت، قبل أن يُعفى من منصبه لأسباب صحية ويموت بعد ذلك الإعفاء بساعات، الغريب أنهم عندما حملوا خبر وفاته إلى حاكم البلاد بكى عليه بالدموع وقال: «يا خسارة.. هنلاقي زيه فين».

بعدها أصبح لزامًا على كل مسئول في الدولة مهما بلغت سنين عشرته لسيادة الحاكم ومهما توثقت صلته به أن يُعرِّفَ سيادته بنفسه كلما التقاه في جولة ميدانية أو لقاء عام، خاصة أن الأمر تفاقم عندما بدأت تظهر نوبات نسيان مرعبة على سيادته تجعله يسأل أمام الناس: «إحنا جايين هنا ليه.. إنتو عايزين مني إيه»، ولكي لا يتسرب الأمر إلى صحف المعارضة، والأهم إلى القوى الدولية التي تضع المنطقة في دماغها، صدر قرار غير معلن بأن يتم إلغاء جميع الجولات الميدانية لسيادته ويسند إلى رئيس وزرائه افتتاح أي مشروع تنموي في جميع المحافظات.

منذ تلك اللحظة أخذ فريق من كبار أطباء المخ والأعصاب وأساتذة علم النفس الإدراكي وخبراء الطب الشعبي والعطارة يعملون على تقوية ذاكرة سيادته، بحيث لم يوفروا وسيلة من حبوب تنشيط الذاكرة التي تم استيرادها خصيصًا من شتى بقاع الأرض ومرورًا بجلسات استرجاع الذاكرة التي كان يقوم بها أطباء نفسيون أقسموا على ألا يفشوا بسر ما يحدث لأحد وإلا فقدوا ما هو أغلى من ذاكرتهم، حياتهم. وانتهاء بإجبار سيادته على أكل عين الجمل النيئ على الريق متحملين سبابه وشتائمه لأنه كان يصر على أكله محمصًا وهو ما حذر منه الأطباء بشدة لأن تحميص عين الجمل كان يفقده قوته في المساعدة على استرجاع الذاكرة.

كل هذا كوم وما حدث في ذلك اليوم المرير كوم آخر.
فجأة وأثناء اجتماع مع الخمسة الكبار في الدولة في شرفة قصر سيادته استعدادًا للخطاب الذي تعوَّد سيادته على إلقائه في العيد الوطني للبلاد، وبعد أن ظل الجميع صامتين احترامًا لشرود سيادته في الحدائق الغَنـَّاء المحيطة بقصره، فوجئوا به يستدير ليسألهم: «هو البلد اللي أنا باحكمها دي اسمها إيه». هذه المرة لم يتعامل أحد مع الأمر على أنه مزحة أبدًا، ساد الصمت للحظات قبل أن يتطوع كل منهم لتذكير سيادته باسم البلاد التي يحكمها مشفعين ذلك بجمل مجاملة من نوعية: «كان الله في العون.. البلد دي حكمها صعب قوي يخلي الواحد ينسى اسمه.. ربنا يعين سيادتك علينا يا فندم»، حاول الجميع أن يكتموا مشاعر دهشتهم من أن سيادته بدا كأنه يسمع اسم البلاد الذي ذكروه به لأول مرة: «إيه الاسم الغريب ده.. ما لقوش اسم غير ده يسموها بيه.. أنا بافكر أغيَّره».

انتهى الاجتماع لكن اجتماعًا آخر للخمسة الكبار بدأ فور خروجهم من قصر الرئاسة، كانت لدى ثلاثة منهم على الأقل رغبة مُلحَّة في فتح مسألة خلافة سيادته قبل أن يتدهور الأمر أكثر ويصبح فضيحة عالمية، لكن حضور وزير أمن البلاد أو الرأس الكبيرة كما يناديه الجميع كان كافيًا لكبت هذا الموضوع بداخلهم، فكل الذين تجرَّأوا على مناقشة هذا الأمر قبل ذلك دفعوا ثمن مناقشاتهم غاليًا، البعض كلفه ذلك حياته والبعض كلفه منصبه ونفوذه وكل ما يملك.

كان الحاكم الثمانيني قد احتاط جيدًا لأيام شيخوخته بتولية وزير أمن ليس مستعدًا لأن يسمع كلمة تمس ولي نعمته بأي شكل ولو حتى تحت مسمى مصلحة البلاد واستقرارها، حتى أن ناس البلاد كانوا يتندرون بأن وزير الأمن نجح في تجنيد عزرائيل نفسه لكي يجنبه المساس بسيادة الحاكم عندما تحين منيته، بل إن بعضهم أقسم أنه شاهد عزرائيل خارجًا من مكتب وزير الأمن وهو يقول له: «عدِّي على الخزنة وانت نازل».

كان لاجتماع الخمسة الكبار يومها هدفان: أحدهما قصير المدى وهو أن يتم تدارك هذا النسيان المفاجئ لاسم البلاد أثناء إلقاء سيادته لخطابه في الغد، وهو الخطاب الذي سيشهد تغطية مكثفة من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية. أما الهدف بعيد المدى فهو البحث عن حل يجدد ذاكرة سيادته بالقدر الذي لا يخلق للبلاد أية أزمات سياسية أو دستورية وبدون أن يتم الاضطرار لعزل سيادته عن الظهور الإعلامي منعًا لأي قيل وقال لا تتحمله البلاد في ظروفها الراهنة.

«ابن جنِّيَّة يا مذعن بيه»! هكذا قال الأربعة الكبار لزميلهم مذعن المناويشي صاحب أكبر عدد من سنوات الخدمة لرئيس البلاد، لم يأخذ منه الأمر أكثر من دقائق لكي يحقق لهم الهدف قصير المدى:«لازم نبطل نجيب سيرة اسم البلد خالص على لساننا أو في الخطاب الذي سيلقيه سيادته غدًا، إرباك سيادته ليس في مصلحة أحد مطلقًا، الحل أن نستبدل اسم البلاد بكلمة بلادنا طيلة الخطاب، لن يشك أحد في وجود أية مشكلة عندما يسمع سيادته يقول إن بلادنا وهي تحتفل بعيدها الوطني.. إن بلادنا تدخل مرحلة جديدة.. إن الإصلاح الذي تشهده بلادنا..»، فرح الجميع باقتراح مذعن بيه فرحة جعلتهم يقررون التحرك لتغيير الخطاب طبقًا لاقتراح مذعن بيه على أن يتم عقد اجتماع تال لمناقشة الهدف بعيد المدى.

«بلادنا يعني إيه.. أنا ومين يعني.. في حد مشاركني فيها»! هكذا جاء أول رد فعل لسيادته أثناء بروفة إلقاء الخطاب المهم الذي سيلقيه في الصباح الباكر، لم يعرف أحد منهم كيف يجيبه، نظروا إلى مذعن بيه لكي يتحدث بوصفه صاحب الاقتراح الذي ظنوه نهاية أزمتهم، بصوت متلعثم قال: «يعني بلاد سعادتك انت والشعب وكده يعني»، جاء رد سيادته صاعقًا :«يعني إيه أنا والشعب.. أنا ليه أتكلم باسم حد ما اعرفوش.. ما تخلوا الشعب هو اللي يحكم بقى». تضرعوا إلى الله أن يضحك سيادته الآن ضحكته الشهيرة وينزل فيهم ضربًا على الأقفية ليقول لهم: «يا ولاد الكلب ضحكت عليكو ونشفت دمكو.. حلوة مش كده»، لكن الله لم يستجب دعاءهم أبدًا، لم يكن سيادته يضحك عليهم أو ينشف دمهم بهزار، كان يتحدث بجدية نشفت دمهم فعلا، «اللي تشوفه سيادتك»، هذا كل ما تجرأوا على النطق به.

مرة أخرى جاء الحل من لدن مذعن بيه: «فعلا غريبة قوي حكاية بلادنا.. سعادتك كالعادة بتبص لبعيد أكتر مننا.. لكن محلولة سيادتك تقدر تقول بلادي»، عندما رد سيادته قائلا بسعادة طفولية لم يشهدوها عليه من قبل: «آه.. كده تمام.. بلادي.. على الأقل أعرف أنا باتكلم عن إيه» نظروا جميعًا لمذعن بيه بامتنان نظرات وعدته بالكثير من الأحضان والقبلات بل والهدايا والعطايا على كونه حاضرًا بقوة وفاعلية في خوازيق مفاجئة كهذه.

عندما علقت صحف المعارضة وناشطو حقوق الإنسان الذين هاجر أغلبهم إلى دول أوروبية على حكاية «بلادي» التي تكررت أكثر من مائة مرة في خطاب سيادته، حمد الجميع الله وشكروا مذعن بيه على أن أحدًا لم يأخذ باله من سر تعمد عدم ذكر اسم البلاد في الخطاب. ذكرهم مذعن بيه بما كان غائبًا عنهم: «عدت على خير.. لكن المهم المرات اللي جاية خاصة المؤتمر الصحفي الذي سيعقد أثناء زيارة رئيس أيرلندا إلى البلاد بعد أيام»، فجأة ودون ذكر أسباب تم منع جميع صحفيّ المعارضة والصحف المستقلة ومراسلي القنوات الفضائية من حضور المؤتمر الصحفي لأسباب أمنية، في نفس الوقت تم عقد اجتماع سري مع مندوبي الرئاسة في وسائل الإعلام والصحف الحكومية لكي يتم تلقينهم ضرورة أن يتجنبوا ذكر اسم البلاد أمام سيادة الرئيس وأن يحاولوا التحدث عنها بضمير الغائب ما استطاعوا وفي حالة الزنقة القصوى عليهم أن يسموها «بلد سيادتكم»، كان أحد الخمسة الكبار قد أبدى تخوفه من أن يسأل أحد مندوبي وسائل الإعلام الحكومية عن سر هذه التعليمات، لكن مذعن بيه رد بابتسامة الواثق مؤكدًا أن أحدًا منهم لن يجرؤ حتى على مجرد الاستفسار، وكان مذعن بيه كالعادة على حق.

في ذلك اليوم أحب مندوب كبرى الصحف الحكومية أن يزايد على زملائه فقال في مطلع سؤاله لجلالة الحاكم: «لقد خطت البلد بتاعة سيادتكم خطوات جبارة في مجال الإصلاح الديمقراطي..»، أعجب سيادته للغاية بمصطلح «البلد بتاعة سيادتكم» لدرجة أنه لم يسمع بقية السؤال وبدا مفتونًا بذلك التعبير الذي قاله له مندوب كبرى الصحف بتاعة سيادته، منذ ذلك اليوم أصبح يجد لذة في أن يكرر جملة «البلد بتاعتي» في حواراته التليفزيونية ومؤتمراته الصحفية ولقاءاته الرسمية، بل إنه صار يطلب المزيد من اللقاءات والحوارات والخطب لكي يتلذذ بذكر تعبير «البلد بتاعتي».

لم يعد ممكنًا إخفاء الهوس الجديد للحاكم الثمانيني بالبلد بتاعته، وعندما بدأت الانتقادات على ذلك تتصاعد في العديد من المحافل العامة، كان لابد من تبرير، على الفور عقد مذعن بيه اجتماعات موسعة ومغلقة لرؤساء تحرير الصحف الحكومية وكبار الكتاب والإعلاميين الحكوميين، في اليوم التالي نشرت مقالات وأذيعت تعليقات تتحدث عن التماهي الذي حدث بين سيادته وبين البلد لدرجة أنهما صارا روحين حللا بدنًا واحدًا، وأنه لم يعد ممكنًا أن تفصل البلد وحاكمها عن بعضهما أبدًا ولو حتى على مستوى اللغة. لكن ذلك كله لم يكن مقنعًا لأحد، على الأقل لهيئة تحرير أكبر صحيفة معارضة خرجت على قرائها منتقدة ما يحدث بوصفه انحطاطًا سياسيّا لا مثيل له، صحيح أنها أغلقت بعد أيام بتهمة التخابر مع الولايات المتحدة، بعد أن نشرت صور لرئيس تحريرها مع من وُصف بأنه عميل بارز في المخابرات الأمريكية، لم تذكر الصحف الحكومية أنه لم يكن سوى مدير مكتب المخابرات الأمريكية في عاصمة البلاد وأنه التقى برئيس التحرير بصحبة لفيف من المسئولين الأمنيين.

بعد ذلك لم يكن أحد آخر من قادة الصحف المعارضة والمستقلة مستغنيًا عن شرفه السياسي لذلك لم يشر أحدهم ثانية لهذا الموضوع، لكن المعترضين وجدوا أماكن أخرى للتعبير عن غضبهم على بلادهم التي أصبحت بتاعة سيادته. ما هي إلا أيام وامتلأت حوائط المدن الكبرى باسم البلاد مكتوبًا بالخط العريض كأنه إعلان وجود، لم يكن هناك ثمة هتافات صارخة أو شعارات ساخطة، كل ما تمت كتابته كان اسم البلاد التي لم يجرؤ حاكم يومًا ما على أن ينسبها لنفسه. انتشرت عناصر الأمن في كل الشوارع تحمي مجهودات عناصر البلدية التي أخذت تمحو اسم البلاد من كافة الحوائط، لكي لا يمر سيادته ولو صدفة من شارع ما فيجد اسم البلاد أمامه فيسأل عن معناه وينفضح الأمر.

لم يكن الأمر سهلا على الخمسة الكبار. كلما كانوا يخرجون من مشكلة بفضل تدابير مذعن بيه كانت تواجههم مشكلة أخرى. يكفي أنهم اضطروا لإلغاء حضور سيادته للاحتفال السنوي لرفع علم البلاد على آخر نقطة محررة منها، فلم يكن ممكنًا أن يجبر الحاضرون على تحية العلم بقولهم: «تحيا البلد بتاعة سيادته». لم يكن ممكنًا أن تحيا البلاد باسمها أمامه فتثور بداخل سيادته مشاعر الحيرة والاضطراب. من يومها حتى المدارس لم يعد أحد فيها يحيي العلم ولا يصدح باسم البلاد. كل الأغاني الوطنية التي تذكر اسم البلاد اختفت في ظروف غامضة، لم يبق منها إلا كوبليهات مثل: «لكن أجمل من بلدي لا... يا أحلى البلاد يا بلادي.. بلادي زمانًا طويلا أذلك الغاصبون». حتى النشيد الوطني تم الاكتفاء بالبيت الأول منه وحذف البيت الثاني الذي يحتوي على اسم البلاد الأصلي. لم تعد تذاع في وسائل الإعلام المشاركات الرياضية الدولية التي كان الجميع مضطرًا لذكر اسم البلاد فيها تجنبًا للفضيحة الدولية، وأصبح ما يذاع من تلك المشاركات على القنوات الفضائية مواد ممنوعة يتناقلها الناس سرّا عبر الموبايلات هي والأغاني الوطنية الممنوعة والأفلام الحربية التي تهتف باسم البلاد، حتى المناهج الدراسية تم تغييرها على عجل فلم تعد تذكر اسم البلاد إلا بوصفها البلد بتاعة سيادته. وبعد أن أثار الأمر انتقادات واسعة من المنظمات التربوية الدولية تم إلغاء مادة التاريخ في كل الصفوف الدراسية بزعم التركيز على المستقبل وعدم النظر إلى الخلف، قوبلت الاعتراضات الشعبية بسياسة خلطت بين الإعلان عن علاوات اجتماعية ومالية لكل أفراد الشعب وبين إجراءات قمعية سحلت المعترضين في الشوارع. اضطر الناس إلى الهروب إلى السخرية متحدثين عن البلد اللي ما تتسمى والبلد اللي بالي بالك. أصبح الناس يلتقون سرًا في البيوت والغرز لكي يغنوا لبلادهم ويرددوا اسمها. الأطفال كانوا يتلقون دروسًا خصوصية سرية في التاريخ تذكرهم ببلادهم التي أصبح لزامًا عليهم أن يكتبوا اسمها كل يوم قبل النوم لكي لا ينسوها. تعايش الناس مع الوضع شيئًا فشيئًا، صار اسم البلاد اسمًا سريّا يتداوله الناس فيما بينهم همسًا، لم ينمح اسم البلاد إلى الأبد، لكن ذلك لم يغير أبدًا من الحقيقة المؤسفة التي فرضها سيادته، حقيقة أنك لم تعد تستطيع كمواطن أن تذكر اسم بلادك جهارًا نهارًا، فقد صارت البلد وحتى إشعار آخر بتاعة سيادته.

ـ نُشرت لأول مرة في عام 2006 وهي جزء من مجموعتي القصصية (ما فعله العيّان بالميت) التي يعاد طبعها قريباً بإذن الله ـ
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.