ملاحظات نقدية على خطاب أيمن نور لتوحيد المعارضة

ملاحظات نقدية على خطاب أيمن نور لتوحيد المعارضة

31 مارس 2019
+ الخط -

قام المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب غد الثورة، أيمن نور، بالدعوة إلى مبادرة جديدة من أجل توحيد المعارضة، وذلك في كلمة متلفزة له على قناة "الشرق"، في ذكرى مرور مائة عام على ثورة 1919.

وتتمثل أبرز الملاحظات النقدية على الخطاب في:

1- محاولة توحيد المعارضة على أهداف واحدة مشتركة تتمثل في الاستقلال والدستور، فقد ركز الخطاب على ضرورة السعي لتحقيق استقلال الوطن، عبر التخلص من النظام القائم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، وضرورة مواجهة مساعي النظام لتعديل الدستور.

2- محاولة استغلال حالة الرفض الكبيرة من قبل غالبية القوى السياسية، وعلى رأسها القوى الليبرالية التي أصبحت صاحبة الصوت الأعلى لرفض فكرة التعديلات الدستورية، حيث تنظر القوى الليبرالية إلى الدستور باعتباره أهم المكاسب، بل والمكسب الأخير المتبقي لهم بعد 30 يونيو.


3- السعي إلى استغلال حالة التفاعل الكبير من قبل الشارع المصري مع ما قامت به قناة "الشرق"، خلال الفترة القليلة الماضية، والتي تمثلت في مبادرة معتز مطر "اطمن أنت مش لوحدك"، فقد أشار نور في خطابه: "إننا نقولها اليوم وللجميع اطمئنوا، وطمئنونا عنكم، وبكم، فلستم وحدكم، ولسنا وحدنا".

4- الاستفادة من عودة زخم الثورات التي ظهرت في الجزائر والسودان، وهو ما يتضح في لغة الخطاب التي تبدو أكثر ثورية، والتي أصبحت تراهن بصورة كبيرة على حراك الجماهير، بعدما شهد الرهان على تحرك الشارع تراجعاً كبيراً في الخطابات السابقة للمعارضة.

5- رغبة أيمن نور في تقديم نفسه كرمز للمعارضة القادمة، خاصة أن خطابه جاء في صورة رئيس يقوم بإلقاء بيان.

6- ركّز أيمن نور في خطابه على أن نقطة انطلاق الكيان الجديد للمعارضة هي ثورة 1919، وربما يرجع ذلك إلى:
أ- أن ثورة 1919 شهدت حالة من التحالف الكبير بين جميع أطياف الشعب المصري، وعلى رأسها التحالف بين المسلمين والمسيحيين، من أجل المطالبة بالاستقلال والدستور، ومواجهة محاولات تفتيت الدولة المصرية في ذلك التوقيت، والذي بلغ ذروته، بعقد المؤتمر القبطي الأول 1908، والمؤتمر القبطي الثاني 1911، الذي استهدف انفصال مصر وتقسيمها إلى دولتين إسلامية وقبطية.

ب- أن هذه الثورة كان يغلب عليها الطابع الليبرالي، والذي تمثل في صدارة سعد زغلول للمشهد، وبالتالي قد يسعى نور إلى إعادة التيار الليبرالي مرة أخرى إلى صدارة المشهد.

ج- أن هذه الثورة قامت قبل تأسيس جماعة الإخوان المسلمين بشكل رسمي (1928)، وبالتالي لم يكن للإخوان فضل في إطلاقها، وقد تكون إشارة من نور إلى حث الجماعة على الانضمام إلى الكيان الجديد بشكل فردي وليس بشكل تنظيمي.

د- الرغبة في تجاهل ثورة 1952، التي أسست لشرعية النظام الحاكم إلى الآن.

ذ- أن هذه الثورة كانت بداية لثورات عربية أخرى (مثل ثورة العشرين في العراق، وثورة الريف في المغرب 1921، والثورة في ليبيا، والثورة السورية الكبرى 1925 وغيرها)، في محاولة من نور للحث على الاستفادة من الثورات العربية الحالية (فى السودان والجزائر) مثلما استفادت هذه الدول من ثورة 19 في السابق.

ر- محاولة تجاوز الخلافات والانقسامات بين من يرى ضرورة الانطلاق من ثورة 25 يناير، باعتبارها الثورة الوحيدة، وبين من يرى ضرورة الانطلاق من ثورة 30 يونيو، باعتبارها ثورة مكملة وليست انقلابا.

ز- محاولة جذب الأقباط إلى جبهة المعارضة، عبر تذكيرهم باللحمة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين في الثورة، والتي تمثلت في تعانق الهلال والصليب داخل الأزهر الشريف، وذلك من أجل إفقاد النظام أهم مصادر قوته التي يقوم عليها، إلى جانب محاولة التأكيد على الطابع الجامع للمعارضة، ونفي اتهامات سيطرة الإسلاميين عليها.