ما بعد سقوط الكومبين (7)

ما بعد سقوط الكومبين (7)

05 ديسمبر 2019
+ الخط -
كعادتي، تعلقت بالأمل أسرع من اللازم، وكعادة الدنيا معي، أيقظتني من أوهامي أسرع من اللازم...

قبل أن تقع الواقعة، كانت قد مضت ساعتان تقريباً، منذ بدأت قعدة العشاء في شقة محمود الصعيدي. تفنّنت رانيا في صنع وليمة بسيطة ولذيذة، أقسم محمود أن ما حدث معجزة، فأخته لا تدخل المطبخ إلا بالطبل البلدي، لذلك لا يصدق كيف صنعت كل هذه الأصناف في وقت قصير وبمزاج عالٍ، وهي ردت بأن عليه أن يكتفي بالأكل من سُكات، لأنه لن يفهم أبداً الفرق بين الطبخ بمزاج، والطبخ بالشخط والنطر، واستدعى الحديث كل ما يحضرنا من حكايات مضحكة عن الطبخ الردئ والذي منه.

أكلت بنهم وضحكت من قلبي، وأجبت على كل أسئلة رانيا المتلاحقة عن دراسة الإعلام وتخصصاتها المختلفة، مع أنني لم أكن أعرف الكثير عن قسم الإذاعة والتلفزيون الذي تحلم بالالتحاق به لتصبح مذيعة، لأن التخصص في كلية الإعلام كان يبدأ من السنة الثالثة، وأنا كنت لا أزال في السنة الثانية، لكنني ولكي لا أحبطها، لم أخبرها عن رغبتي في دراسة الصحافة، وكراهيتي لمادة (مدخل إلى علم الإذاعة والتلفزيون) التي كنا ندرسها، والتي كانت مليئة بالمصطلحات الفنية والهندسية التي يصعب حفظها، بل استعرضت عضلاتي وأنا أردد بعض ما أعرفه عن الإذاعة والتلفزيون، مؤجلاً البعض الآخر إلى وليمة تالية أخذت أمني النفس بها.


وقتها، قلت لنفسي المنتشية باللحظة، إن تقضية الأسابيع القادمة التي لا أعلم عددها في غرفة السطوح القميئة، ربما سيكون أسهل، بعد أن وجدت لنفسي مهرباً لبعض الوقت في هذه الشقة الجميلة، التي شعرت فيها لليلة الثانية على التوالي بدفء إنساني لم أشعر بمثله منذ فترة طويلة. دخلت رانيا قلبي بسرعة مثل أخيها، كانت من النوع الذي تحلّيه خفة ظله أكثر، واتضح أنها كانت تخفي خلف ملامحها الحادة المتجهمة روحاً حلوة وقدرة مدهشة على التريقة حتى من الأحزان التي عاشتها مع أخيها، فكبرا بسببها قبل أوانهما.

لم أكن أعرف أننا سنشهد بعد لحظات دخولاً مفاجئاً للأب الذي عاد إلى شقة أولاده ليلتها بعد خناقة لرب السماء مع زوجته، وحين فتح الباب ورآنا نشرب الشاي ونحن في غاية السخسخة، أدركت من ذهول محمود وفزع رانيا أنني وقعت في ورطة، وأن ما كانا يحكيانه عن معاناتهما مع أبيهما غريب الأطوار، لم يكن فيه مبالغة. صوّب الأب نحونا نظرات نارية بدت لي أقسى مما يتطلب الموقف، لكنها بعد قليل بدت أرحم بكثير من تلك الشخرة الطويلة الحادة التي سحبها، ووجّهها نحو محمود، قبل أن يقول له بعلو صوته: "مقعّد أختك يا عرص في انصاص الليالي مع راجل غريب وقاعد تضحك وتكركر".

لو أنك سمعت ما قاله من خارج الشقة، لتصورتنا نجلس داخل الشقة على أحد الأسرة في أوضاع مخلة بالآداب، نحتسي المنكر أثناء ممارستنا للفحشاء، وللعنت الدنيا التي تجعل أخاً لا يكتفي بالتهاون في شرف أخته، بل يراه أمراً مثيراً للضحك، ولم أكن سألومك لأنك لم تكن ستسمع صوت محمود وهو يرد على أبيه، ويدفع التهمة عن نفسه وعنا، فقد اكتفى بالصمت المحتقن، مبدّلاً نظراته الزائغة بين الأرض وحوائط الصالة، وبرغم أن والده اختصه بالغضب، بوصفه "راجل البيت"، إلا أن رانيا لدهشتي هي التي بادرت للرد على والدها بعد أن طال صمت أخيها، ولم يكن ردها هادئاً، بل شخطت في أبيها بجرأة، لأنه يتحدث معنا بهذه الطريقة التي لا تليق، وكأنه رآنا نرتكب جريمة، منبهة إلى أنني لست رجلاً غريباً كما وصفني، بل أنا جارهم الجامعي المحترم الذي سبق أن حدثاه عني أكثر من مرة، وأنه كان يجب عليه أن يرحب بضيفه أولاً قبل أن يتحدث بهذه الطريقة التي تسيئ إليه وإليهما.

كنت قد فغرت فمي من الدهشة فور هجوم الأب المباغت، ولم يعد لدي متسع للمزيد من الدهشة بعد هجوم رانيا المضاد على أبيها، لكن دهشتي استحالت إلى ذهول، حين لم يستوعب الأب شيئاً مما قالته رانيا، مقرراً تصعيد الموقف أكثر، حين أخذ يصرخ بهستيريا وهو يشير نحوي قائلاً: "يعني إيه مش راجل.. أمال الشنب اللي في وشّه ده إيه.. راسمه بقلم كوبيا.. ما تنطق يا أخينا.. انت راجل ولا مش راجل.. تكونشي مرة وأنا مش واخد بالي.. ما تنطق وتسمعني صوتك"، وقبل أن أنال فرصة في التفكير في رد مناسب على سعار الأب، قام محمود بتصعيد جديد، حيث قام برمي كوب الشاي الذي كان في يده نحو أبعد جدار عنه، ليرتطم بالجدار وتتناثر شظاياه مع "تِفل الشاي" في كل اتجاه، ثم بدأ محمود يخبط بكلتا يديه على رأسه، وهو يصدر أصواتاً غاضبة غير مفهومة، وبعد لحظات من الذهول، عادت رانيا للصراخ في وجه أبيها: "عاجبك كده.. عاجبك كده؟"، ظننت وقتها أن محمود مصاب بالصرع، وأنني على وشك أن أشهد تعرضه لنوبة من نوباته، ولذلك تحركت نحو محمود الذي لم يكن بعيداً عني، فقد كانت الصالة التي نجلس فيها شديدة الضيق، وكان كل ما جرى فيها خلال الدقائق التي أعقبت دخول الأب، أكبر من احتمالها.

اعترض الأب حركتي ممسكاً بذراعي بغلظة، فتحفزت متوقعاً أن يدور بيننا اشتباك ما، لكنه ابتعد عني وفتح باب الشقة مشيراً لي بأن أخرج، وحين نظرت إلى محمود، لا لكي أستطلع رأيه في طردي المهين، بل لكي أطمئن عليه، وجدته يواصل التخبيط على رأسه، قبل أن يسرع نحو غرفته، ويقوم برزع الباب من خلفه، في حين واصلت رانيا صراخها في وجه أبيها، وأتت فجأة بسيرة زوجته: "يعني هي تكرشك البيت تقوم جاي تطلّع غلّك فينا"، وكلام من هذا القبيل الذي يعقد الأمور أكثر مما يهدئها.

كنت أبحث وقتها عن شبشبي لأرتديه وأخرج على الفور، لكنني حين سمعت ما قالته تحفزت وتباطأت بعض الشيئ، لأنني توقعت أن يرتكب الأب حماقة جديدة، فيقوم بمد يده على رانيا، وحينها سيكون علي أن أدافع عنها مهما كانت العواقب، لكنه على العكس تجاهلها تماماً برغم قوة ما كانت تقوله، وظل يسدد نظراته الكارهة نحوي، وهو يواصل التلويح بسبابته، مشيراً إلى الباب، لأسارع بالخروج فور عثوري على الشبشب، الذي قاومت نفسي بقوة ألا أنهال به على الأب، بعد أن صك مسامعي وأنا خارج فحيحه في أذني: "لو شفتك مع حد من عيالي تاني هاطلّع دين أمك".

ظلت دماغي تغلي لساعات وأنا موزع ما بين استعادة تفاصيل الموقف المهين بالحركة البطيئة، لعلي أفهم ما دفع الأب إلى تلك العدوانية الغريبة، وما بين رغبتي في الاطمئنان على محمود ورانيا بعد ما نابهما من نكد مباغت. كانت محاولة فهم ما جرى أسهل، بعد أن تذكرت ما حكاه لي محمود عن الخناقات التي لم تكن تنقطع بين أبيه وأمه، بسبب غيرة الأب الشديدة عليها، لدرجة أنه كان يحظر عليها نشر الغسيل في البلكونة، ويجبرها على انتظاره من العمل، لكي يقوم هو بنشره، وكانت كل خروجة للعائلة في عيد أو مناسبة عائلية، تتحول قبل نهايتها إلى محزنة أو معركة، حتى جعلتها الخناقات التي لا تنقطع، تتعامل مع جمالها بوصفه لعنة، وحمدت الله أنها لم تنتقل منها إلى ابنتها، لكي لا تعيش ما عاشته أمها من معاناة، في حين كانت ابنتها كما سمعتها قبل قليل، تلعن اليوم الذي ورثت فيه مناخير والدها، وتسخر من أخيها الذي لم يقدر كونها يتيمة، وسطا على نصيبها المفترض في الجمال.


حين هدأت دماغي قليلاً، بدأت أحاول تفهم موقف الأب الذي دخل شقته فجأة، فوجد فيها شحطاً لا يعرفه، يبدو منسجماً في الهيئ والميئ مع ابنيه، الذين لم يشركا والدهما في تلك الصداقة الجديدة، لعله تجاوز في رد فعله، لأنه كان محتقناً من آثار خناقته مع زوجته صعبة المراس التي طلّعت فيه ذنب سابقتها، ولعله لم يكن سيغضب بذلك الشكل، لو كنت قد دخلت الشقة في حضوره، خاصة وأنا أعلم من سابق تجربتي في السكن المفروش، كيف تقلق العائلات من سكن الطلبة العزاب بجوارهم، وربما لذلك كنت أحتاج إلى أن أتخلى عن صمتي الذي حافظت عليه طيلة الخناقة، لأقول للأب بأقصى ما يمكنني من لطف إنني أتفهم غضبه، وأنني أعتبر محمود أخاً لي، وأعتبر رانيا مثل أختي الصغيرة، لعلي أذكره أنها طفلة ولا تشكل مطمعاً لي، لعل كلماتي تهدئه، أو لعلها تجذب غضبه نحوي، بدلاً من أن ينصبّ على محمود، ومن يدري ربما تمكنت كلماتي من فتح حوار ما بيني وبينه، قبل أن يتطور الموقف بذلك الشكل، لكنني لم أبالغ في لوم نفسي، لأن ما جرى كان موقفاً جديداً ولم يكن ليخطر لي على بال، لكي ألوم نفسي على التقصير في التعامل معه.

للأسف، لم أتمكن من الاطمئنان على محمود ورانيا في اليوم التالي، ولا في الأيام التي تلته، فقد اختفى الاثنان تماماً، ولم يكن ذلك غريباً، فلو كنت مكانهما لاختفيت محاولاً نسيان الموقف. لا أدعي أن علاقتي بمحمود بلغت من القوة حداً يجعلني أفهم شخصيته وأتوقع ردود فعله، لكنني تصورت أن أكثر ما سيدفعه للاختفاء عن ناظري، هو شعوره بالخجل لأنه لم يبادر إلى التصدي لأبيه، كما فعلت رانيا، بل انهار أمامنا ثم انسحب من المشهد. كنت أتمنى أن تتاح لي فرصة الحديث معه، لأقول له إنني أتفهم ما فعله، وأنني كنت يوماً ما مكانه بالضبط واختبرت قسوة مشاعره المتضاربة، ولذلك أدرك أنه أحسن حين انسحب من المشهد ولم يقم بمواجهة أبيه، لأن والده ربما تقبل صراخ رانيا وتطاولها لأنها كانت الأصغر، أو لأنه رأى ضربها أمامي أو ضربها في المطلق عيباً، لكنه كان بالتأكيد سيشتبك مع محمود، لو وجّه غضبه إليه بدلاً من الحائط الذي قذفه بكوب الشاي، ولكنت بعد ذلك كله، اعتذرت لمحمود لأنني لم أحسن تقدير الموقف، حين سارعت إلى قبول دعوة العشاء، لأخفف عن وطأة ما أشعر به من ضيق، فإذا بي أزيده، وأجلبه للآخرين.

الغريب أنني توقعت اختفاء محمود، ووجدته طبيعياً، لكنني استغربت اختفاء رانيا، ووجدته غير متسق مع شخصيتها الجريئة، لم أكن أتوقع طبعاً أن تصل جرأتها حد الصعود إلى السطوح للحديث معي، لأنها مع أب كأبيها كانت ستنتهي دون شك مرميّة منه، لكنني توقعت أن أجدها مثلاً تنتظرني على بسطة السلم أو في مدخل العمارة، إما قبل ذهابي إلى الكلية، أو بعد عودتي منها، خاصة وهي تعلم الموعدين جيداً، لكنني لم أصادفها أبداً، وحين عدت بعد يومين من الكلية، ووجدت ورقة على باب غرفة السطوح، سارعت إلى قراءتها متلهفاً، وأنا أتوقع أن تكون رسالة قصيرة أرسلتها رانيا بشكل ما، لتطمئنني عليها وعلى محمود، لكنني وجدتها رسالة من مؤمن يخبرني أنه أضاع مفتاح الغرفة، وأن علي إذا خرجت، أن أترك له المفتاح عند أصدقائه الأسوانيين، الذين لم أتبادل مع أحدهم أكثر من التحيات الباردة منذ تعارفنا المرتبك.

لأكثر من مرة فكرت خلال مروري اليومي بجوار شقة محمود، أن أطرق الباب لأسلم عليه وأسأل عن أخباره وأخبار رانيا، لكنني لم أكن أعرف، هل طالت خناقة الأب مع زوجته، وهو ما كان سيطيل بقاءه في الشقة، وبالتأكيد سأدخل معه لو رآني في خناقة أعنف، ستدور هذه المرة على بسطة السلم، وستصل أخبارها إلى الحاجّة أم عادل، فتتخذها تلكيكة لطردي من العمارة بأكملها، فضلاً عن وصولها إلى مسامع حماة الضابط، التي لم يساورني الشك أنها تابعت أصداء الخناقة السابقة من ثقب الباب، وابتهجت بطردي المهين من الشقة، ومن يدري ربما استخدمت كل ذلك ضدي بشكل ما، حين أعود مستقبلاً لطلب المزيد من الكتب، أو للتساؤل عن سر تعثر زوج ابنتها في إعادة شقتنا إلينا.

استبدلت قرار الطرق على باب شقة محمود، بالتلكؤ أكثر من اللازم حين أمر إلى جوار شقته، لأتصنع أنني أقوم بربط حذائي الذي لم يكن له رباط أصلاً، أو أقوم بإسقاط بعض الكتب على السلم، ثم أتباطأ في جمعها، أو أطيل الوقوف لالتقاط أنفاسي، برغم أنني لم أصعد سوى دور واحد، وفي كل مرة كنت أقرب أذني نحو جدار الشقة، وأصيخ السمع محاولاً التقاط أي أصوات ترد منها، فلم يكن يأتيني منها سوى الصمت، لكن ذلك طمأنني نوعاً ما، وجعلني أشعر أن اختفاء محمود وأخته، ليس وراءه خجل مني أو نفور من رؤيتي، وإنما فيما يبدو انتقال مفاجئ إلى شقة خالتهما، للهروب من مواجهات أخرى مع الأب المطرود من شقة زوجته.

كنت سأستغرب تعلقي السريع بمحمود ورانيا، وقلقي عليهما، وأنا لم أقضِ معهما سوى بضعة ساعات، لو كانت الأوقات اللطيفة فقط هي التي جمعتنا، لكن تلك التجربة المؤسفة التي شهدناها، قربتني منهما بشدة، ليس فقط لأنها أثارت تعاطفي معهما، بل لأنها أعادتني إلى ذكريات سيئة في طفولتي ومراهقتي، كنت قد شغلت عنها بما عشته مؤخراً من تجربة مريرة تلو الأخرى، ولذلك تمنيت أن أعاود اللقاء بمحمود ورانيا، لأحكي لهما هذه المرة الكثير عن طفولتي، وأشاركهما في أحزان لم أكن أستطيع أن أشرك فيها أصدقائي في الكلية، الذين لم تكن علاقتي بهم قد توثقت بعد، ولم أكن لأشارك فيها مؤمن البارع دائماً في تسخيف أحزان غيره، وتضخيم أحزانه التي يظنها وحدها الجديرة بالأسى والاجترار.

مع مرور الوقت الذي تواصل فيه غياب محمود ورانيا، أصبحت أستسخف نفسي حين أتلكأ أمام بابهما، أو حين أطيل التفكير فيهما، وأقول لنفسي مؤنباً ومنبهاً إن حل مشاكل وحدتي وتعاملي مع ذكريات طفولتي، لن يكون بالهروب إلى تجربة عابرة، أصبحت أعطيها أكبر من حجمها بشكل مثير للشفقة، ولذلك بدأت أسلط على نفسي سلاح السخرية لعلها تتلمّ، وأصبحت أطيل فترات الابتعاد عن العمارة، فلا أفوّت فرصة لزيارة صديق في بيته، أو للجلوس معه على المقهى، أو الذهاب إلى فعالية ثقافية أو فنية من اللواتي كانت القاهرة تشغي بهن في تلك الأيام، وحين تمكنت من تحجيم مساحات التفكير التي كنت أخصصها لمحمود ورانيا، ووضعتهما فيما بدا لي أنه حجمهما المناسب، ظهرا من جديد في حياتي فجأة، في الوقت الذي اكتسبت فيه صديقاً جديداً، لم يكن يخطر لي على بال، هو عبد الحميد الأسواني، جاري الجديد، الذي لم يؤلف البانجو ما بين قلبينا، ولكن ألّفت بيننا السينما، بعد صدفة لا زلنا نستلقي على قفانا من الضحك، كلما تذكرناها.

.....

نكمل الأسبوع القادم بإذن الله.
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.