مما أعجبني في عشرين تسعتاشر (1 من 2)

مما أعجبني في عشرين تسعتاشر (1 من 2)

31 ديسمبر 2019
+ الخط -
أفضل ما قرأت من كتب في 2019:

واصلت خطتي في القراءة التي حدثتك عنها في نهاية 2018، والتي تقسم جدول القراءة إلى ثلاثة أقسام بالتساوي: قسم لقراءة الكتب القديمة والكلاسيكية التي يمر العمر دون قراءتها، وقسم آخر لإعادة قراءة كتب عظيمة قرأتها قبل سنين طويلة، وشعرت بالحاجة لإعادة قراءتها، وقسم للكتب الجديدة أصبح نصيب الكتب المترجمة فيه يزيد كل عام مقارنة بالكتب العربية، بسبب ما تعرضت له كقارئ من خيبات أمل، تدفعني لعدم المغامرة لأن العمر قصير كما تعلم، وإن كان استعجال كثير من دور النشر في إصدار كتب رديئة الترجمة، أدى لزيادة خيبات الأمل في العديد من الكتب، التي تكتشف للأسف أن عناوينها ومقدماتها وفهارسها أجمل مما فيها، ولأننا اتفقنا قبل ذلك على عدم إضاعة وقتك بالحديث عن الكتب الرديئة، سأكتفي بالحديث عن ما أحببته من كتب، مفوضاً أمري إلى الله فيما ضاع من وقت ومال على كتب لم تكن تستحق التوقف عندها.

في القسم المخصص لقراءة الأعمال الكلاسيكية استمتعت بقراءة ملحمة (الحرب والسلم) لليو تولستوي، والتي قام الدكتور سامي الدروبي بترجمة أول جزئين منها، ثم أكمل صباح الجهيم ترجمة الجزئين الثالث والرابع، وأحمد الله أنها لم تخيب أملي، لأنها أخذت مني وقتاً طويلاً في القراءة، وإن كانت أكدت انحيازي أكثر للعظيم ديستويفسكي لأسباب ليس هنا مقام شرحها. استفدت من قراءة كتاب (الأصول الاجتماعية للديكتاتورية والديمقراطية) لبارينجتون مور جونيور ترجمة أحمد محمود. استمتعت جداً جداً جداً بقراءة كتاب (عصر مثير: رحلة عمر في القرن العشرين) للمؤرخ إيريك هوبزباوم ترجمة معين الإمام. قرأت أربعة روايات قصيرة للكاتبة العظيمة أغوتا كريستوف هي (البرهان ـ الدفتر الكبير) من ترجمة محمد آيت حنا، و(الكذبة الثالثة ـ أمس) من ترجمة بسام حجار، وإذا لم تكن قد قرأت لها من قبل، أنصحك بأن تبدأ بقراءة كتاب قصير ورائع لها اسمه (الأمية: سيرة الكاتب) من ترجمة محمد آيت حنا، فقد كان مدخلي إلى عالمها المدهش، وربما لذلك أحببت العملين الذين ترجمهما آيت حنا أكثر، برغم محبتي لترجمات بسام حجار بشكل عام.

قرأت رواية (مارتن إيدن) للكاتب الأميركي جاك لندن من ترجمة أسعد الحسين، وأعجبت بها كثيراً، ومتلهف لمشاهدة الفيلم الإيطالي المأخوذ عنها والذي عرض مؤخراً. قرأت رواية (طبل الصفيح) للكاتب الألماني جونتر جراس من ترجمة حسين الموزاني، ولم أستمتع بها مثلما كنت أتمنى، ربما لأنني أعجبت بالفيلم الذي أخرجه فولكر شوندرهوف عنها، وظلت أجواءه مسيطرة علي أثناء القراءة. عشقت رواية (الشمندورة) للأديب النوبي محمد خليل قاسم، كنت أظن أنني قرأتها من قبل، ثم اكتشفت أنني لسبب ما لم أكملها حين قرأتها وأنا في الجامعة، وقد انبهرت بها هذه المرة وشغلتني كثيراً، ومن المؤسف أن عملاً عظيماً كهذا لم يتم تحويله بعد إلى عمل سينمائي أو تلفزيوني، أو ربما كان ذلك من حسن حظها، لا أدري. أكثر عمل استمعت به في هذا القسم كان رواية (مغامرات أوجي مارتش) للأديب الأمريكي سول بيلو من ترجمة الحارث النبهان، وهي رواية شديدة الجمال، أرجو ألا تفوتها.

في القسم المخصص لإعادة القراءة، استمتعت بإعادة قراءة كتاب (البيان والتبيين) للجاحظ بتحقيق عبد السلام هارون، وكتاب (مثالب الوزيرين) لأبي حيان التوحيدي بتحقيق د. إبراهيم الكيلاني، و(ترام القاهرة) لمحمد سيد كيلاني، وثلاثية هنري ميللر (مدار السرطان ـ ربيع أسود ـ مدار الجدي) ترجمة أسامة منزلجي، و(الكارثة التي تهددنا) لصلاح عيسى، و(المحاكمة) لفرانز كافكا بترجمة إبراهيم وطفي، وكتاب (استعمار مصر) لتيموثي ميتشل ترجمة بشير السباعي وأحمد حسان، وكتاب (فتح أمريكا مسألة الآخر) لتزفيتان تودوروف ترجمة بشير السباعي، وكتابَي (حرق الدم) و(الحزينة تفرح: من باب مسك السيرة) للكاتب العظيم محمد مستجاب، وخاب أملي حين أعدت قراءة (رباعية الإسكندرية) للورانس داريل من ترجمة فخري لبيب، حتى أنني توقفت عن استكمال قراءة الجزء الثاني، على أمل استكمال الرباعية في وقت لاحق، مع أنني أذكر أن تجربة قراءتها لأول مرة في التسعينات كانت تجربة جيدة، أو هكذا كنت أظن.

في القسم الثالث المخصص للأعمال حديثة الصدور التي تمكنت من الحصول عليها هذا العام، استمتعت بقراءة الكتب التالية:

ـ رواية (1234) لكاتبي الأمريكي المفضل بول أوستر: صدرت عن منشورات المتوسط بترجمة ومراجعة وتحرير أحمد م. أحمد، اشترك في الترجمة سوسن سلامة وحسام موصللي، ولهم وللناشر جزيل الشكر على سرعة إتاحة هذه التجربة الروائية المدهشة، فهي أجمل ما قرأت في الأعوام الأخيرة، وأسوأ ما فيها بالنسبة لي أنها انتهت، مع أنها تقع في أكثر من 800 صفحة من القطع الكبير، لكنك ستحزن على فراقها، في حين تتمنى فراق روايات أصغر حجماً بسبب ثقل ظلها وعقم خيالها.

ـ خطابات محمد خان إلى سعيد شيمي (الجزء الثاني): صدرت عن دار الكرمة، لم يقل هذا الجزء سحراً وإلهاماً عن الجزء الأول، وأنتظر الجزء الثالث بفارغ الصبر.

ـ اليوميات لليف تولستوي: الجزء الأول من يوميات الكاتب الروسي الكبير التي كتبها بين عامي 1847 ـ 1857، ترجمها يوسف نبيل وصدرت عن دار آفاق، وهي جزء من مشروع مكون من ستة أجزاء تتضمن يوميات تولستوي التي ظل يكتبها حتى وفاته في عام 1910، بذل المترجم جهداً رائعاً في وضع حواشي تضع القارئ في سياق تفاصيل اليوميات. أعترف أنني لم أكن متحمساً لقراءة هذه اليوميات، لولا أن إعجابي برواية (الحرب والسلم) دفعني لاقتناء الجزء الأول للتعرف أكثر على تولستوي، وقد استمتعت بما قرأته واستفدت منه جداً، وأنتظر الحصول على بقية الأجزاء بشغف، إذا كنت مهتماً بالكتابة أو مخنوقاً من الحياة سيعني لك هذا الكتاب الكثير، مع أنه، أو لأنه لا يوجه لك نصائح مباشرة عن الكتابة والتعامل مع قرف الحياة، وسيدفعك ذلك للتجاوز عن التفاصيل المكررة أو العادية أو غير المهمة التي تحفل بها يوميات لم تكن معدة للنشر.  

ـ النادي الميتافيزيقي، قصة الأفكار في أمريكا: رحلة ممتعة تقضيها مع لويس ميناند في سيرة حياة وأفكار وتحولات أربعة من أكبر مفكري أمريكا المؤثرين في تاريخها ونخبتها السياسية والفكرية، حين تبدأ القراءة ربما تجد صعوبة في تذكر الأسماء الكثيرة التي تتوالى صفحة تلو الأخرى، لكنك مع قليل من الصبر، قليل جداً، لأن ما تقرأه مليئ بالتفاصيل الممتعة، ستكتشف أن الكتاب أبعد بكثير من أن يكون عن أولئك  المفكرين الأربعة فقط، أو عن تاريخ الأفكار في أمريكا وحدها، وأنك بصدد عمل كاشف وملهم عن الإنسان ومواقفه وأفكاره وتحيزاته وضلالاته المهلكة. صدر الكتاب بالإنجليزية في 2001 وحصل على جائزة بوليتزر، ترجمته فاطمة الشملان وصدر بالعربية في مطلع 2019 عن دار جداول ومؤسسة ريم وعمر الثقافية.

ـ جوائز للأبطال: أول رواية للكاتب أحمد عوني، صدرت عن دار المحروسة، وهي مفاجأة هذا العام بامتياز، يظلمها من يصفها كرواية عن الثورة فقط، فهي أكبر من ذلك، ويمكن قول الكثير في ذلك، لكنه سيظل أقل أهمية من الرواية، الأهم بالنسبة لي أنها رواية ممتعة، برغم أنها تلعب في الجراح، أو هي ممتعة لأنها تلعب في الجراح بجدية وذكاء، حين بدأت قراءتها لم أتمكن من تركها، واصطحبتها معي إلى المترو الذي أخصصه للقراءات الإلكترونية، وبعد عودتي من المشوار الذي ذهبت إليه، تصورت أنني فقدتها، فنمت وأنا في غاية النكد، وبدأت أتخيل مصائر أبطالها، ولما اكتشفت أنها كانت مختبئة في زخانيق الشنطة، كنت في منتهى السعادة، ولم أفارقها حتى أنهيتها، وهو ما يندر أن يحدث مع عمل أول، ولذلك أنتظر العمل الثاني لكاتبها بشغف.

ـ مذكرات فتوة: تأليف المعلم يوسف أبو حجاج، وتحقيق الكاتب الكبير صلاح عيسى، صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهو إعادة نشر لـ "قصة فكاهية انتقادية تعطيك صورة جلية من أخلاق وعادات وآداب واصطلاحات اختصت بها طبقة من عامة طبقات المصريين وهم الذين يلقبون بالفتوات"، كان حسني يوسف صاحب ومحرر جريدة (لسان الشعب) قد نشرها في أواخر العشرينات من القرن الماضي، وقد أضاف الأستاذ صلاح عيسى بشروحه وحواشيه الكثير من المتعة إلى الكتاب الممتع والمحرض على الكثير من الكلام عما كنا فيه وما صرنا إليه، بالإضافة إلى الكثير من المعلومات اللغوية للمهتمين بالعلاقات المتبادلة بين الفصحى والعامية.

ـ رحّالة: أول رواية تترجم إلى العربية للكاتبة أولغا توكارتشوك الحاصلة على جائزة نوبل للآداب، ترجمها إيهاب عبد الحميد، وصدرت عن دار التنوير، وقد شكلت بالنسبة لي مدخلاً رائعاً لعالم أولغا، وشجعتني على اقتناء أعمالها القادمة.

ـ خطط طويلة الأجل. مجموعة قصصية رائعة لمحمد فرج صدرت عن دار العين. هناك عدة مجموعات قصصية بها قصص متميزة صدرت هذا العام، لكن هذه هي المجموعة الوحيدة التي أعجبت بها من الجلدة للجلدة، وأنتظر القادم من كاتبها بشغف.

ـ الجماهير والسلطة: كتاب مهم للكاتب إلياس كانتي الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1981، ترجمه محمد أبو رحمة وراجعه عبد الحميد مرزوق وصدر عن دار المحروسة والمركز القومي للترجمة. ربما يظلم هذا الكتاب وصفه بأنه "دراسة" فهو لا يتبع الشكل التقليدي للدراسات العلمية، كما أن مضمونه أوسع بكثير من عنوانه، حيث يبتعد في بعض أجزائه عن سياق العنوان، ويذهب إلى استطرادات مختلفة، لكن قراءته تظل ملهمة ومهمة في هذا التوقيت بالذات، مع أنه نشر لأول مرة سنة 1960، وأتمنى أن يتحمس الأستاذ محمد أبو رحمة لترجمة بقية أعمال هذا الكاتب الذي لم يترجم له إلى العربية ـ على حد علمي ـ سوى هذا الكتاب، وكتابه الجميل (أصوات مراكش).

ـ كافكا عربياً، أيقونة تحترق: كتاب جميل نشرته منشورات المتوسط، من تأليف الدكتور عاطف بطرس العطار عن تأثير الكاتب العظيم فرانز كافكا على الكتابة العربية، وهو حصيلة مشروع بدأه الكاتب منذ عام 2001 للحصول على درجة الدكتوراة في الأدب المقارن، توقفت بشكل خاص عند الأجزاء التي رصد فيها الكتاب التفات عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين المبكر إلى تجربة كافكا، وتأثر الكاتب السوريالي العظيم جورج حنين بأدب كافكا، لكن الدكتور عاطف ـ ربما بسبب الطابع العلمي للكتاب ـ لم يخصص فصلاً للكتابات العربية البشعة التي يتصور أصحابها أن غرائبيتها وتفككها، يمكن أن تمنحهم شرعية كافكاوية لإهدار وقت القارئ وأعصابه، وهو ما يصلح موضوعاً لكتاب آخر.   

ـ قد لا يبقى أحد، أغاثا كريستي.. تعالي أقل لك كيف أعيش: سيرة روائية مهمة ومؤلمة للكاتب السوري هيثم حسين، مع أنها بشكل أو بآخر سيرة أي كاتب عربي يعيش تجربة المنفى داخل وطنه أو خارجه. صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر.

ـ رسائل مارسيل بروست: صدرت عن منشورات الرافدين بترجمة ربيع صالح، وهي جزء من مشروع جميل تتبناه الدار لنشر مراسلات الكثير من الكتاب المهمين، يغطي الكتاب رسائل الكاتب الفرنسي الكبير من سنوات شبابه الأولى وحتى السنوات التي سبقت موته، ستستمتع بقراءة كثير من الرسائل، وستحرضك على قراءة روايته الأهم (البحث عن الزمن المفقود)، أو استكمال قراءتها إن كنت قد توقفت بفعل الزهق.

ـ تشريح الفاشية: كتاب مهم للكاتب الأمريكي روبرت أون باكستون، صدر عن دار ابن النديم ودار الروافد الثقافية، يقدم محاولة لفهم الفاشية وجماهيرها تمزج بين الأدب والعلم والتاريخ بشكل ممتع، ربما تجد مشكلة مع بعض الاختيارات اللغوية للمترجمة عهود بنت خميس المخيني، لكنها لن تمنعك من مواصلة القراءة والتأمل.

ـ حانة العادات: مجموعة قصصية شديدة الجمال للكاتب الفرنسي فرانز بارتل، ترجمها الأستاذ عادل أسعد الميري وصدرت عن سلسلة الجوائز التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، إذا لم تعجبك جميع قصص المجموعة، فهناك اختلاف كبير في ذوقينا، لا يمكن حله مستقبلاً، لكن يمكن التسامح مع الأمر إذا لم تعجبك ثلاثة قصص على أقصى تقدير.

ـ تاكيكارديا: مشاهد من السيرة الذاتية للكاتب السوداني الكبير أمير تاج السر، يحكي فيها عن بعض تجارب عمله كطبيب في السودان، وقد وصف نصه الممتع بأنه "يقارب السيرة إلى حد ما"، واختار له عنوان (تاكيكارديا) وهو تعبير لاتيني عن حالة تسارع دقات القلب. صدر عن دار نوفل.

ـ العلموي: رواية جميلة للكاتب العراقي مرتضى كزار، صدرت عن دار الرافدين، تطور مستمر وملفت في مسيرة هذا الكاتب الذي أحببت كل أعماله السابقة.

ـ درب الإمبابي: رواية ممتعة تعلن عن ميلاد حكّاء متميز اسمه محمد عبد الله سامي، أهداها إلى أمه "أعلم أهل الأرض"، ولعب فيها دور الراوي الشعبي ببراعة، وأتصور أنها بداية لمشروع كبير عن حكايات أهله وناسه ومنطقته، لكنك ستشعر بأنه يحكي عن بعض أهلك وناسك وعن منطقتك. صدرت عن دار المحروسة.

ـ بيت حافل بالمجانين، زيارة ثانية: الجزء الثاني من مشروع مهم يترجم فيه الشاعر والمترجم القدير أحمد شافعي بعضاً من حوارات مجلة (باريس ريفيو) مع العديد من الكتاب المهمين، صدر الجزء الأول عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، أما هذا الجزء فقد صدر عن دار مدارك للنشر، ويحتوي حوارات ممتعة مع ويليام فوكنر وجون شتاينبك وخوزيه ساراماجو وفلاديمير ناباكوف وهاروكي موراكامي وماريو بارجاس يوسا وسيمون دي بوفوار وأليس مونرو.

ـ مؤنس الملك: رواية ممتعة كتبها بالفرنسية الروائي والفنان التشكيلي المغربي ماحي بينبين، ترجمها أدونيس سالم وصدرت عن دار نوفل، لأنني أحببتها جداً، كنت أتمنى لو طالت أكثر من 120 صفحة، ومن المؤكد أنني لن أتردد في قراءة العمل المترجم القادم لهذا الكاتب.

ـ البيت الذهبي: من أجمل ما كتبه الروائي الكبير سلمان رشدي في السنوات الأخيرة، صدرت عن منشورات الجمل وترجمها المترجم القدير خالد الجبيلي. أدهشني فيها قدرة سلمان رشدي على أن يقبض على روح اللحظة اللعينة التي يعيشها العالم في السنوات الأخيرة، دون مباشرة ولا ابتذال، وبكثير من الضحك المجروح.

ـ مسيرتي في التأليف، مذكرات هذه الصنعة: كتاب جميل للكاتب الأمريكي الشهير ستيفن كينج، حتى لو لم تكن تحب كل ما يكتبه، ستقضي وقتاً لطيفاً مع هذه المذكرات، ولو كنت مهتماً بالكتابة، أتصور أنها ستفيدك، ولو حتى بالابتعاد عما يمكن أن تتصور أنه "أسرار الصنعة" التي نقلت ستيفن كينج من الضنك والبؤس إلى النعيم والهنا.

ـ مذكرات صحفي استقصائي: السيرة المهنية للصحفي الأمريكي البارز والمثير للجدل سيمور م. هيرش، صدرت عن الدار العربية للعلوم، بترجمة مزعجة للدكتور محمد جياد الأزرقي الذي خصص 45 صفحة من الكتاب لمقدمة تنتمي إلى مدرسة "وفسّر الماء بعد البُعد بالماء"، لكنه لم يخصص أي مجهود لتقديم حواشي أو إيضاحات لبعض ما كان ينبغي إيضاحه للقارئ العربي، فضلاً عن قراره بأن يقوم بتعريب الأسماء الإنجليزية بشكل عجيب، سيدفعك حتماً إلى قراءة النص بالإنجليزية لو استطعت. إذا كنت من العاملين بالصحافة في بلادنا أو من المهتمين بأحوالها، يستحسن أن تقرأ المذكرات بوصفها عملاً روائياً، حرصاً على ما تبقى من صحتك وأعصابك.

...

نلتقي في عام 2020 لأحدثك عما أعجبني من أعمال سينمائية وتلفزيونية في عام 2019، أراك غداً بإذن الله.

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.