صديقي القمر...

صديقي القمر...

28 نوفمبر 2019
+ الخط -
الحياة ليست سيئة جداً كما نتخيلها حين نغضب، وليست جميلة جداً حين نتخيلها حين نسعد. إنها بين بين.. تماماً كما ننام تعبين ولا نستيقظ إلا بعد ظهر اليوم الموالي بشعور بالراحة والذنب معاً.

أعتقد أنه أفضل تشبيه أستطيع الوصول إليه في هذه الليلة الحارة التي تمنع النوم خصوصاً مع تفشي ظاهرة الالتفاف بالبطانيات الشتوية بين أهل الدار. أنا أراك الآن، وأنت تراني.. لكنك لا تعرف أنني أكتب رسالة لك.

طالما ظن كلارنس أنك تسيطر علينا نحن البشر، لكنك كنت أنيساً طيباً لنا، أو على الأقل الشعراء. وأنا لست شاعرة، والشعراء أطفال في النهاية، وأنا طفلة. يمكنني أن أكون سعيدة بهذا الإنجاز البسيط حتى الآن.

لا أصدق ما يقوله العلم عن أنك مجرد حجر كبير يدور حول الأرض ويهددها بالزوال إن هو ابتعد. أحياناً أتمنى لو تفعل ذلك وتريح البشر من بعضهم. لكنك تحب الأطفال والشعراء. ماذا عساك تفعل لهم؟ لو أنك استطعت حملهم إليك لأغمضت عينك عن هذه الأرض دون ذرة ندم. ثم تجول بهم عبر الكون ونتعرف على كل مجرة، وهكذا تعثر على شعر كثير واندهاش وضحك لا يتوقف من الأطفال.

هل أبدو الآن كمن يعقد صفقة؟ لكن.. حسنا.. اعتبرها كذلك. وافق من أجلي.. ستعترضنا مشكلة صغيرة وهي كيف سنرفع الأطفال والشعراء إليك؟ هل سيفي السُّلم الذي يخص قصة زكية والذئب لهذا الغرض؟

صغيرتك:
زكية.
مع شوقي