لبنان دولة... دون استقلال!

لبنان دولة... دون استقلال!

21 نوفمبر 2019
+ الخط -

يحتفل لبنان باستقلاله الـ76 هذا العام وهو الاستقلال عن الانتداب الفرنسي، وذلك عشية إطلاق سراح رئيس الجمهورية اللبناني بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح من الاعتقال في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1943، وكل عام نحيي هذه الذكرى من خلال عروض واحتفالات.

ولكن هذا الاستقلال فعلياً لم يتحقق حتى اليوم، لأن الشعب اللبناني ما زال يقاوم لتحقيق استقلاله، فلبنان ما زال تحت الوصايات الخارجية من هنا وهناك، والاستقلال لا يكون فقط بالتحرر من الوجود العسكري، الاستقلال الفعلي يكون في سياسة الدولة.

لبنان تحرر من الانتداب الفرنسي في 1943، ويحتفل اللبنانيون اليوم بهذا الاستقلال، ولكن بعد هذا الاستقلال، هناك حالات انتداب واحتلال ووصايات مختلفة.


حالات الاحتلال التي مر بها لبنان بعد الاستقلال، كانت من الاحتلال الإسرائيلي بين عام 1978 حتى عام 2000، دفع لبنان دماء مئات الشهداء، ولعب دوراً أساسياً في ذلك المقاومة الوطنية.

أما الاحتلال الثاني، فكان الاحتلال السوري، حيث صمد اللبنانيون حوالي 30 عاما بين عام 1976 وعام 2005، وتراجع السوري إلى وطنه بسبب ثورة الأرز التي أتت إثر "استشهاد" الرئيس رفيق الحريري.

إننا نتحدث هنا عن الاستقلال النظري من هذين البلدين بعد الانتداب الفرنسي، ولكن لم يشهد لبنان منذ استقلاله النظري عام 1943، حتى يومنا هذا أي استقلال فعلي، وسيطر عليه نفوذ دول خارجية، تتحكم بسياساته الداخلية والخارجية منذ ذلك الوقت.

من سيطرة الناصرية، إلى مراحل الحرب الأهلية، حتى تمويل الحرب عبر المليشيات لدول مختلفة حسب مصالحها، خلال الحرب الأهلية، إلى اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية عام 1989، ونتج عنه ما يسمى: الاتفاق السعودي السوري حول لبنان، إلى الصراع الأميركي الإيراني، والصراع العربي الإيراني منذ عام 2005. حتى اليوم، فعن أي استقلال نتحدث؟

لبنان اليوم بحالة انتداب داخلي وخارجي، الانتداب الداخلي هو دكتاتورية الطوائف، حيث ما يميز دكتاتورية لبنان عن غيره، أنه في لبنان لا يوجد دكتاتور واحد إنما دكتاتوريات وفي هذه الدكتاتوريات كل يغني على ليلاه، والبعض منهم يغني على ليالي الدول الخارجية التي تمشيه وتتحكم فيه من الخارج.. فعن أي استقلال نتحدث؟

ولكل طائفة مرجع ولكل مرجع مرجع، حتى كتاب التاريخ في لبنان ليس موحداً، فعن أي استقلال نتحدث؟

ما يجري اليوم من احتفالات بهذه الذكرى، مجرد مناسبة لذكرى 1943 ولكن معظم اللبنانيين يعلمون هم ومختلف الساسة، أنها مناسبة فولكلورية فقط ليس أكثر، لأنه لا استقلال في لبنان.

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل ثورة 17 تشرين سوف تضع أسساً أو خارطة طريق لتحقيق استقلال لبنان الفعلي؟