قِفا نبكِ من فرط الجوى بسياتلِ (1 - 2)

قِفا نبكِ من فرط الجوى بسياتلِ (1 - 2)

16 يناير 2019
+ الخط -
لم تكن زيارة (سام) من أولوياتي، ولذلك ذهبت إليه من باب تأدية الواجب الثقافي، أو لأنني لم أجد شيئاً مفيداً أفعله في يومي الأخير في (سياتل).

يطلقون عليه (سام) اختصاراً لاسمه القصير (متحف سياتل للفنون)، وبرغم كونه أعرق متاحف الفنون في المدينة الشهيرة الواقعة في أعلى الساحل الغربي الشمالي في الولايات المتحدة، إلا أن عدد زواره كان أقل بكثير من زوار متحف الفنون والثقافة الشعبية الذي لا يحتوي على أي قطع فنية نادرة أو ذات قيمة أثرية، ومع ذلك فقد كان كامل العدد بسبب معارضه الممتعة للرواد من مختلف الأعمار، والتي تستعرض أجمل تجارب الفنون والثقافة الشعبية الأمريكية. كان عدد زوار (سام) المسكين) أقل أيضاً من عدد زوار متحف العلوم ومتحف الكمبيوتر ومتحف تاريخ الصناعة، وهي أمثلة على المتاحف النوعية المتميزة التي تحفل بها المدينة، لكن زوار هذه المتاحف كانوا على أية حال أقل بكثير من زوار أول فرع تم افتتاحه من سلسلة مقاهي (ستاربكس) التي تنشر قهوتها الرديئة في جميع أرجاء العالم، وهي السلسلة التي يتباهى مسئولو مدينة (سياتل) بأنها كانت موطن ولادتها، مثلما يتباهون باستضافتهم للمقرات الرئيسية لشركات عملاقة مثل (ميكروسوفت) و(أمازون)، وهو تباهٍ لا يشاركهم فيه الكثير من سكان المدينة القدامى، الذين قلبت هذه الشركات العملاقة مدينتهم وحياتهم رأساً على عقب.

ذكّرني خواء أروقة متحف (سام) بحالة الخواء التي تعاني منها أروقة أغلب متاحف بلادنا، وهو خواء كان جديداً عليّ في كل ما زرته من متاحف غربية، ولم يفسر لي سببه أنني ذهبت إلى (سام) في منتصف الأسبوع، فقد كنا في عز الصيف حيث يصبح للمتاحف في أيام منتصف الأسبوع، زبائنها الهاربين من زحام نهايات الأسبوع الخانق، لأجد أن التفسير الأقرب لخلو المتحف من الزحام، أنه كما يفيد موقعه الالكتروني، لا يحتوي على أعمال كثيرة للأسماء الشهيرة التي تجذب الحشود إلى المتاحف، فليس به في قاعة الفن الأوروبي سوى لوحة لمونيه وأخرى لماتيس وثالثة لروبن، بالإضافة إلى عملين لجويا ورمبرانت، وكلها أعمال ليست من أكثر ما اشتهر لهؤلاء الرسامين الكبار، وهو ما ستجده أيضاً في القاعات المخصصة للفنانين الأمريكيين الذين كان أشهر من التقيت به منهم في المعرض هو أندي وارهول الذي يعرض له المتحف لوحة يلعب فيها على طريقته مع المطرب الأشهر ألفيس بريسلي، وضع المتحف بالقرب منها إشرافاً أمنياً، بدا ملفتاً للنظر في المتحف الذي لم أشهد في قاعاته حضوراً أمنياً مكثفاً، كالذي تلحظه العين في المتاحف الكبيرة التي أصبح المسئولون عنها مؤخراً، أكثر خشية من نوبات الجنون المفاجئ للرواد التي يمكن أن يدفع ثمنها أعمال فنية نادرة وشهيرة، فباتوا حريصين على ملء أركان القاعات بمشرفين أمنيين يقفون بالساعات الطويلة على حيلهم، تحسباً لأي هجمات مباغتة على اللوحات والتماثيل.



بدا لي غريباً أن يطلب مسئولو (سام) من مشرفة الأمن ألا تقف إلى جوار لوحة أندي وارهول الأغلى ثمناً، بل أوقفوها في مواجهتها، إلى جوار لوحة فن حديث ضخمة الحجم، أطلقت عليها اسم (صفار مسودّ)، لكنها في الوقت نفسه بدت لي أكثر معقولية من لوحات حديثة أخرى ـ بفتح الألف ـ رأيتها في متاحف سابقة، وعرفت أنها أغلى ثمناً وأكثر قيمة، مع أنها تدخل في رأيي تحت بند المثل الشعبي القائل: "ربك بيرزق العبيط عشان يغيظ الناصح"، وهو رأي لم أعد أصارح به أصدقائي من ممارسي الفن الحديث ومتذوقيه، منعاً لنشر العداوة والبغضاء واحتراماً للأذواق، حتى وإن كانت لا تستحق الاحترام ببصلة، لكنني في الوقت نفسه حرصت على تطبيق نصيحة أصدقائي الذوّاقة، التي تطالبني بأن أشتبك إنسانياً مع أي لوحة لا تروق لي، لأصنع من اشتباكي معها تجربة خاصة، حيث لفت انتباهي قبل مغادرة القاعة أن ضوء النهار القادم من نوافذ القاعة، انعكس على اللوحة فزادها صفاراً، وزاد وقوف مشرفة الأمن إلى جوارها عبثية، وهو ما حرصت على تسجيله في صورة أتذكر بها ذلك المتحف، الذي بدا لي حتى ذلك الوقت مقلباً يثبت أن المتزاحمين على زيارة المتاحف "لا يجتمعون على باطل".



وسرعان ما أكد لي (سام) مشكوراً خطأ ذلك الإثبات، لأكتشف أن المتخاذلين عن زيارته حرموا أنفسهم من كثير من الجمال، الذي لا يرتبط بالأسماء الشهيرة، التي يستحق أغلبها شهرته المبنية على تميز حقيقي، لكن من يربط نفسه بتلك الأسماء الشهيرة وحدها، يحرم نفسه من رؤية جمال حقيقي كالذي رأيته في العديد من جنبات وأروقة (سام)، وعلى رأسها مساحته المخصصة للفن الإفريقي التي جاءت مفاجأة منعشة لي، حتى أنني لم أعد مهتماً بقراءة اللافتات المثبتة إلى جوار كل عمل لأعرف أصله وفصله، بل تركت نفسي للاستمتاع بالفرجة على ما حوته القاعة من لوحات وتماثيل وأزياء ومفروشات ومنسوجات، لأعود بعد ذلك إلى أعمال بعينها، فأعرف حسبها ونسبها، فيدهشني أن بعض ما شاهدته من أعمال أبدعه فنانون معاصرون، بعضهم لم يبلغ عامه الثلاثين بعد، وربما ما كانوا ليجدوا مساحة كبيرة تتيح لهم فرصة لعرض أعمالهم، في متحف مزدحم بالأسماء الشهيرة التي تخطف الأبصار عن كل ما حولها.



لفت انتباهي أن مسئولي (سام) اختاروا أن تكون المساحة المخصصة للفن الأفريقي في ممر فسيح يفضي إلى قاعة الفن الأوروبي التي توجد فيها لوحات ماتيس ومونيه وغيرهما من المشاهير، فلم أدر هل جاء ذلك الاختيار عفوياً، أم كان مقصوداً منه أن يتم اختيار مساحة لا يمكن لأي زائر للمتحف أن يتجاهلها، لأن ما سيراه من جمال خلال عبوره إلى ما يتوق إلى رؤيته، سيجبره على التوقف أكثر، وهو ما حدث لي وللقلائل الذين عبروا الممر من بعدي. أخذت أراجع الطريقة التي كنت أفكر بها خلال زياراتي لكل ما زرته من متاحف، حيث أبحث في دليل المتحف عن أشهر وأهم ما لديه، لأقضي أغلب الوقت في تأمله، ثم أخصص ما تبقى من وقت وطاقة لمشاهدة المعرض الذي يلفتني موضوعه، مفضلاً اللوحات على الآثار، والرسومات على التماثيل، والكلاسيكي على الحديث، مذكراً نفسي بأن الحياة أقصر من أن يحيط الإنسان فيها علماً بكل شيء، وأن قدرة الركبتين على المشي والوقوف أضعف من قدرة العينين على الفرجة.

لذلك قلت إن تمهلي لمشاهدة ما حفلت به المساحة المخصصة للفن الأفريقي من أعمال، لم يكن لأنني أجبرت على السير وسط تلك الأعمال، بل لأنني كنت خالي البال خلال تجوالي في المتحف، غير مندفع إلى رؤية ما سبق أن اتفق الجميع عليه أنه رائع ونفيس ويستحق الفرجة، ولولا ذلك لما حصلت لي هذه الحالة من (المزمزة) الفنية التي جعلتني حين اكتشفت أن هناك ممراً صغيراً به أعمال فنية حديثة، لا أتجاوزها إلى ما سواها، بل أدخل إلى الممر لعلي أجد فيه جميلاً يستحق الفرجة، فوجدت عملاً فنياً عبارة عن ثلاثة خوازيق معدنية متقاطعة مع بعضها، لفت حولها أسلاك شائكة وضعت بداخلها إضاءة ملتوية، فلم أجد نفسي هذه المرة ميالاً للسخرية مما رأيت، بل فكرت أن وجود هذا العمل في متحف بمدينة (سياتل) بالذات، ربما كان يحيل إلى ما جرى في المدينة من معارك شوارع عنيفة بين قوات الشرطة والمحتجين على سياسات العولمة والنيوليبرالية، خلال مجيئ أبرز ممثليها إلى المدينة لحضور اجتماع منظمة التجارة الدولية في عام 1998، ولكي لا يخيب تفسيري قررت ألا أراجع بطاقة بيانات العمل، معتبراً أنني حققت بذلك اشتباكي الخاص معه.



قادني الممر الصغير بدوره إلى مساحة خصصها مسئولو سام لرواد المتحف، ليمارسوا فيه الرسم بأنفسهم على أجهزة الكترونية متخصصة في الرسم، ليصبح من حقهم بعدها أن يحتفظوا بما رسموه أو يرسلوه لأنفسهم على البريد الإلكتروني، فقررت أن أجرب الرسم، بعد أن كان الفن الأفريقي الجميل قد روّق مزاجي، وجعلني أسير في المتحف الخاوي دون "صربعة" كما اعتدت في سائر المتاحف. كان مصممو (سام) قد وضعوا إلى جوار كل جهاز عدداً من الكتالوجات وكتب الفن، كأنهم يقولون لزائر المكان: لا بأس لو حاولت تقليد ما تراه، إن لم تكن راغباً في رسم شيئ جديد. رأيت إلى جوار أحد الأجهزة كتالوجاً يضم بعض رسومات سلفادور دالي البديعة، تذكرت زيارتي قبل سنوات لمعرض في لندن ضم أجمل لوحاته، وكيف خرجت من المعرض متأثراً بما رأيته، لدرجة أني ظللت لمدة أيام أقلده برسومات كانت تستحق سخرية بناتي من فرط رداءتها، فقررت أن أستغل روقان المكان والمزاج لتحديهن بمحاولة أكثر إتقاناً، مستغلاً ما وفره لي (سام) من إمكانيات، ولم أكتشف إلا بعد أن انتهيت من رسمتي أنني تأثرت أكثر من اللازم بعمل الخوازيق المتقاطعة، ولذلك اشتبكت معه فيما رسمته، لكنني لم أفهم لماذا قررت أن أضع لبطل لوحتي عضواً ذكرياً أصفر خرجت منه قطرات سوداء، حين انطلقت نحوه رصاصات زرقاء، خرجت من مسدس غامض لا يحمله أحد، ولا لماذا حمل بطل اللوحة على رأسه شمعداناً يخرج منه هلال وصليب ونجمة داود لم يكتمل رسمها من باب مقاومة التطبيع ربما، ولا لماذا كتبت في لوحة سوداء أحرف ورموز غير مفهومة، لكنني برغم كل تلك الألغاز شعرت بتقدير كبير للوحتي، ومع ذلك عزمت على ألا أريها لبناتي، على أن أهديها لأي صديق متخصص في التحليل النفسي للفن، تاركاً له مهمة إطلاق اسم عليها يلخص دلالاتها المشحونة أو الخاوية، لا أعلم.



عاودت التجوال في أروقة (سام) بروح مختلفة عن تلك التي دخلت بها إليه، فأنا الآن لم أعد مجرد متذوق متعجل، بل صرت زميلاً لهؤلاء الفنانين، الذين لا يفرقني عنهم سوى الحظ الحسن والتفرغ الكامل والموهبة الفياضة، لكن ذلك الإحساس لم يعش طويلاً بعد أول عشرة لوحات شاهدتها في قاعة الفن الأوروبي، التي حفلت بأعمال إعجازية لم أسمع بأسماء فنانيها من قبل، لأبدأ في تسجيل أسمائهم، لأبحث عن أعمالهم في متحف (جوجل) الدائم الذي ربما عزّاني عن خيبة أملي في لوحتي البائسة، أنها على الأقل ستنضم إلى أروقته الافتراضية بعد نشر هذه السطور والصور.

مع كل قاعة أدخلها من قاعات (سام)، تبدى لي جمال الأوقات التي يمكن أن تقضيها في متحف رائق غير مزدحم، يعني هل كان يمكن أن تجلس هذه الشابة متأملة على أقل من مهلها في تفاصيل لوحة جميلة في قاعة الفن الأمريكي المعاصر؟ هل كان يمكن أن يتاح لي أن آخذ راحتي على الآخر في تأمل المنمنمات والزخارف والرسوم البديعة التي حفلت بها قاعة الفن الإسلامي الصغيرة والفاتنة؟ ألا تضطر عادة إلى أن تلقي نظرة خاطفة على كل قطعة تمر بها، لتترك فرصة لمن يكاد يلتصق بك من فرط الزحام؟ فإن وجدت ما يخطف قلبك قررت أن لا تلقي لجارك بالاً، وتظل متسمراً في مكانك أمام القطعة التي تحب أن تتأملها، لتترك له الخيار: هل يشغل نفسه بتأمل عمل مجاور وينتظرك حتى تفرغ، أم يشاركك في تأمل نفس القطعة حتى ولو تضايق كلاكما من ذلك، أم يتجاوزك على أمل العودة إلى العمل ثانية حين يصفو المكان له؟



أليس جميلاً أن تتذكر أنك لست مضطراً إلى الإسراع في تطوافك بالأركان والأروقة، لأن المتحف كله على بعضه محندق ملموم، تكفيه وزيادة ساعات الزيارة المحددة، دون أن تضطر للخروج منه حزنان أسفاً، لأن موعد سفرك قد حل دون أن تطوف سريعاً سوى بأكبر واشهر قاعاته؟ أليس جميلاً أنك أصبحت تملك علاقة شخصية ببعض لوحات هذا المتحف وأعماله، لدرجة أنك تستطيع أن تصفها من الذاكرة لصديق، أو تستحضرها في خيالك دون أن تبحث عنها على الإنترنت أو في كتالوج أو كتاب، في حين أنك اضطررت إلى معاودة التأمل على الإنترنت في تفاصيل لوحات شهيرة، كنت قد رأيتها معلقة على حوائط هذا المتحف الكبير أو ذاك، لكنك لم تقض في مشاهدتها إلا ثوان معدودة محشورة بين الأكتاف والأنفاس والروائح التي لا تملك حق الاعتراض على الزاعق منها، أملاً في أن تجد من يتجاوز عنك، في الأيام التي تعمل الرطوبة عمايلها مع الكل.

لحسن الحظ، احتفظ (سام) لي بأجمل ما لديه، بعد أن كدت أنتهي من تطوافي به، فلم أدر هل ألومه لأنه لم ينبهني إلى ذلك، لكي لا أطيل تجوالي بباقي قاعاته، أم أشكره لأنه ختم زيارتي له خير ختام؟ كان أجمل ما لدى (سام) هو قاعة فنون السكان الأصليين الذين تعودنا أن نطلق عليهم استسهالاً اسم (الهنود الحمر)، والتي ظننت لأول وهلة أن كل ما تضمه في جنباتها الواسعة أعمال قديمة من تراث السكان الأصليين، لكنني سرعان ما أدركت خطأ ظني، حين رأيت عملاً فنياً جميلاً تم وضعه في صدارة القاعة، كان عبارة عن عدد من علب "السيريال" من ماركات شهيرة، اشتبك معها فنان من السكان الأصليين اسمه سوني آسو من مواليد عام 1975، وقام بتحويلها إلى قطع فنية تعبر عن الأكاذيب والخدع التي مورست على السكان الأصليين، وتشير إلى بعض القضايا والمظالم التي كانت سبباً في نزاعات دامية خاضوها مع السلطات الفيدرالية التي اغتصبت أراضيهم.



عدت إلى تحية مسئولي (سام) والثناء على حسن اختيارهم، حين لاحظت أنهم بنفس الطريقة الرائعة التي تم بها تصميم قاعة الفن الأفريقي، لم يقوموا بترتيب الأعمال المعروضة في القاعة الكبيرة طبقاً لقدمها أو لقيمتها التاريخية، بل قاموا بوضع أعمال حديثة مثل علب سوني آسو، إلى جوار أعمال يعود عمرها إلى مئات السنين، ليتركوا لك الاختيار، هل ترغب في قراءة اللوحة المثبتة إلى جوار كل عمل لتعرف تاريخها، أم تترك نفسك للجمال المنساب في أرجاء القاعة؟ لتدرك بعدها حين تعود إلى التدقيق في التفاصيل، أن الروح المبدعة التي قامت قبل مئات السنين بحفر رسومات بديعة على قطعة خشب أو على حجر، لا زالت حية وحاضرة في إبداع شباب يستلهمون تراث أجدادهم ويعيدون صياغته في أعمال مبهرة، ليضفي ذلك الامتزاج والاندماج بين الأجيال المتعاقبة مزيداً من الجلال والجمال الذين اكتسبتهما القاعة التي فقدت هدوئها فجأة حين دخل إليها بطلنا الباكي وصديقته المرتبكة.

نكمل غداً بإذن الله
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.