عن الحرية والثورة والنظرة المختلفة إلى الحشود!

عن الحرية والثورة والنظرة المختلفة إلى الحشود!

26 سبتمبر 2018
+ الخط -
- "أظن أن أحد أسباب تمسك الناس بالكراهية إلى هذا الحد، وبهذا القدر من العناد، هو أنهم يشعرون بأن اللحظة التي يتخلون فيها عن الكراهية، سيضطرون للتعامل مع الألم"..
     الكاتب الأميركي من أصل أفريقي جيمس بالدوين من (ملاحظات ابن للسكان الأصليين 1955)

- "التاريخ مهم. إذا لم تعرف التاريخ فالأمر سيكون وكأنك ولدت بالأمس، وإذا ولدت بالأمس فأي شخص ذو مركز في السلطة يمكنه أن يقول لك أي شيئ، ولن يكون لديك أي وسيلة للتحقق مما يقوله"..
                       المؤرخ الأميركي هوارد زِن

- "ليست الحرية في أن تختار بين الأسود والأبيض وإنما في تجنب الخيارات المحددة مسبقاً"..
                       تيودور أدورنو

- "لم تعد نظرتي إلى الحشود كما كانت عليه، فقد أضحت أكثر تعقيداً والتباساً، كنت أحس بالتأثر البالغ أمام ما يختلج في الجموع من مشاعر رغم عدم اعتيادي المشاركة فيها. كنت ألقى فيها صوت الشعب العميق الحقيقي الواضح الصادق في وجه السلطات المركبة الغامضة التي يصعب عليّ الوثوق بها. لكن مع الوقت وفي مرحلة أولى فوجئت بقدرة الحشود على النسيان السريع. كانت تلك من أعمق خيبات ذاكرتي. تساءلت: كيف يمكن هذا الرجل أن يزول فور غيابه من وعي الجموع التي كانت تكن له خلال سنوات طوال حبا يشبه العبادة؟ وكيف يمكن تلك العقيدة الراسخة المعممّة أن تنتفي بسحر ساحر كأنها لم تكن؟ أعرف تماماً أن كل شيء خاضع للتحول، لكن المسألة لدي ليست في ذلك. المسألة هي في الحماسة والنسيان. كيف أن الحماسة الجماعية الطاغية المشتعلة تنطوي على هذا القدر من الهشاشة؟ في مرحلة أولى أصبحت الحماسة المشبوهة، كتبتُ في حينه تلك القصيدة التي مطلعها "ماذا يفعل الواقف وحيداً حين يعلقون على صوته الصور"؟ وفي مرحلة ثانية صرت أميّز بين الحشود، ما هو عفوي صادق منها وما هو مفتعل موجّه صادر عن الجهاز، وفي مرحلة ثالثة بات ينتابني حيالها الحذر، وأنا أنظر الآن إلى الحشود بمزيج من التأثر القديم والحيطة الجديدة يصعب الفصل بينهما"..
 من رواية (عبور الركام) للروائي اللبناني أنطوان الدويهي ـ صدرت عن دار النهار عام 2003

- "سيأتي الزمن الذي ستُحيّي نفسك فيه بغبطة، بعد الوصول إلى باب بيتك، وفي مرآتك سوف يبتسم كل منكما لترحيب الآخر، ويقول: اجلس هنا، كُل. وستحب مرة أخرى الغريب الذي كُنته، هَب نبيذاً، هَب خبزاً، أعد قلبك إلى نفسه، إلى الغريب الذي قد أحبك. فحياتك كلها، التي تجاهلتها من أجل الآخر الذي يعرفك عن ظهر قلب، أنزلت رسائل الحب من رف الكتب، الصور الفوتوغرافية، سجلات اليأس، اجلس، احتفل بحياتك"..
          ديريك والكوت من مختارات بعنوان (هنا يكمن الفراغ) ترجمة غريب إسكندر

- "قطعت كل صلة لي بكل شخص أعرفه، وذلك أن البشر شيء مرهق. حتى أولئك الذين لا أعرفهم قطعت صلتي بهم قبل التعرف عليهم. لا رغبة لدي في أي شيء سوى أكل التين وأحياناً العنب، وأحب أن أشم رائحة الياسمين، ولكن عندما تكون رائحته أقوى من اللازم أمقتها. أستمتع برؤية القمر. وحين يغيب عني أمقته كذلك. وإن أطال المكوث أترحم على الأيام التي كان يغيبها بها عني، لأعود وأشتاق إليه. كما ترى، حياتي مليئة بالهموم الصغيرة، ولا أريد أكثر من أن تمتد خيوط القمر الفضية إلي وتداعب شعري، لا أريد منها أكثر من أن تدرك حاجتي إلى النعاس والملل، وحاجتي إلى النوم والضجر، لا أريد أكثر من ذلك، بل إنني لا أفعل أكثر من العمل على ممارسة هذه الحاجة"..
                من رواية سارق النوم غريب حيفاوي للكاتبة الفلسطينية ابتسام عازم

- "العالم لا يحصى. مليء بالأشياء والكتب، والكتب التي تتحدث عن الأشياء، العالم يراكم والكتب تراكم ما يراكمه العالم، وإذ يرى المرء طاولته حيث تتراكم الكتب، والمزيد من الكتب المصورة وكتب الفن والكتب التي تتحدث عن كتب أخرى، ويستعد بدوره لكي يضع العالم على صفحة. تلك المراكمة اللعينة للثرثرة، لكي يضيف إلى الكومة صداه الخاص"..
                من رواية (هامر كلافيير) لـ ياسمينة رضا ترجمة نزار آغري

- "إن المتاعب الكبرى التي تواجهنا في الحياة هي التي تحتاج إلى الأخلاق القويمة، وكل إنسان في إمكانه أن يقابل أية أزمة أو مصيبة بشجاعة، ولكن قل لي بالله عليك: كيف يواجه المرء المضايقات اليومية الصغيرة بروح مرحة منطلقة، أعتقد أن هذا يلزمه عزيمة من حديد. هذه العزيمة هي التي سأحاول تنميتها، سأتظاهر بأن الحياة ليست سوى لعبة يلزمني فيها أن أمارسها بمهارة وشجاعة بقدر الإمكان، إن خسرت فسأهز كتفي وأضحك وهذا ما أنوي عمله عندما أنجح"..
   من رواية (أبي طويل الساقين) للكاتبة الأمريكية جين وبستر، ترجمة سمير محفوظ بشير

- "بالنسبة لميشيل فوكو الطابع الثوري للثورة ليس هو ما يجعل منها حدثا استذكارياً وبرهانياً وتشخيصياً للتقدم، أي ليس مأساة الثورة نفسها واستنزاف قوى الثورة، ولكن الطريقة نفسها التي تصبح فيها الثورة فرجة، أي الطريقة التي يستقبل بها الجماهير الذين لا يشاركون في هذا الحدث ولكنهم مجرد مشاهدين متفرجين بحماس ممتزج بالخوف، ويتنبأون بالفشل والنجاح في نفس الوقت، ويهبون أنفسهم للثورة دون إكراه، كما أن عنف الثورة ليس هو ما يشكل برهانا على التقدم لأنه لا يقوم إلا بقلب الأشياء والشاهد على ذلك أنه لو افترضنا أن هناك أسبابا تدعو إلى إعادة هذه الثورة لما استطاع هؤلاء الثوار أن يعيدوها كما فعلوا من قبل، ولذلك يقول كانط "ليس المهم في ثورة شعب ممتلئ بالآمال والذي شاهدناه عن قرب في أيامنا هذه هو هل نجحت أم فشلت، كما أنه لا يهم إن كانت سببا في البؤس والفظاعة والشراسة بالنسبة لإنسان كان يعاني منها وأراد أن ينتقل إلى ما هو أفضل غير قابل للانهيار والتصدع، خاصة وأنه خاض التجربة لما لها من ثمن"، المهم أن هناك تعاطفا ومشاركة وجدانية.. ما يهم في الثورة ليست هو الثورة نفسها ولكن ما الذي يدور في فكر أولئك الذين لم يشاركوا في الثورة أو على الأصح أولئك الذين ليسوا أبطالا رئيسيين فيها ولكن العلاقة التي تربطهم بهذه الثورة"..
              من كتاب العالم العربي في ضيافة العدمية للدكتور عزيز الحدادي

- "كلما شاهدت فيلماً أو قرأت خبراً عن رجل محكوم عليه بالإعدام كنت أتخيل نفسي مكانه، غابطاً إياه على ما يتفتق في ذهنه، لقد تراءى لي أن أولئك المساجين الميؤوس من مستقبلهم يمتلكون منفذاً إلى العالم الذي تتحقق فيه الذات ويُستقى منه الإلهام، ذاك الموطئ الخصب الذي يحوز فيه الكتّاب شيئاً يقولونه. إن أفظع ما في الأمر كما أدرك الآن، ليس ليلة تنفيذ الحكم، بل ذاك الانتظار الثقيل الطويل الذي لا يخلو من الأمل، يقضي المحكوم عليه بالإعدام ستة أشهر على الأقل محبوساً قبل التنفيذ، وهي فترة كافية لاحتمال صدور عفو أو تخفيف. لكنه أفظع أنواع الأمل ذاك الذي يدرك المرء أنه على الأرجح لن يتحقق، ويُحرَم به حتى أن يستسلم. هكذا ينخرط المرء في ضرب من التصرفات الصاخبة اللا مبالية، في محاولة لإقصاء ذاته بأكبر مسافة ممكنة عن المصير المنتظر. ليس ثمة صفاء ذهني في هكذا انتظار، ليس ثمة تدفقات تعبيرية خالدة، ولا اندلاعات فكرية ثاقبة، ولا تجليات متوهجة بشعور اقتراب الموت، ليس ثمة إلا ترقب قلق ينخر الروح ويتركها متحفزة خاوية"..
               من رواية (الحالة الحرجة للمدعو ك) للكاتب السعودي عزيز محمد

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.