الأبيض والأسود في حياتنا

الأبيض والأسود في حياتنا

21 اغسطس 2018
+ الخط -

الأبيض: ذاك اللون الرمادي الذي يُصرّ الكثيرون على اختياره وتقديسه، بعيداً عن اقتفاء الألوان الأخرى التي قد تكون أكثر تمازجاً، وربما قريبة إلى القلب، وفيها الكثير من السعادة!

الأسود: قراءة الألوان فيها الكثير من المزايا، وعندما تحاول أن تشير إلى ذاك اللون أو غيره، يتصدى لك في بغتة ما رجل مشاكس، وكل ما يريد قوله هو أن تلتزم بفكرته ورأيه، واللون الذي يغمزُ فيه من خلال قناته ورغبته.

الأبيض: أن نعيش الواقع بكل ما فيه من حبّ، وإن كنت تلامسُ فيه الكثير من المنغّصات!

الأسود: الكثير من الشباب يرفض الامتثال للواقع، بل يلتمسون دائماً العذر في أشياء بسيطة، ويرفضون كل ما هو قديم، وأكثر ما يحاولون التهميش ونبذ كل ما شأنه أن يُخالف رغباتهم وأهواءهم!

الأبيض: حبّ الرياضي للعبة التي يُمارسها، واستعجاله القفز لنيل الميدالية، وتفاخره في حمل الكؤوس!.

الأسود: ما مدى قابليته لهذه الميدالية، وهل من حقه نيل الجوائز، ما دام أنها لا تعني له شيئاً!.

الأبيض: ظهور الكثير من الأدباء، وتسابقهم نحو دور النشر، بهدف اقتناص الفرصة، لأخذ موافقة أصحابها على نشر رواية أدبية، أو كتاب ما!.

الأسود: إنَّ الكثير من الكتب المنشورة اليوم، وبصورة خاصة، الدراسات الفلسفية، والروايات والقصص، وما شابهها، صارت في دوّامة النسيان، ومن الأجدى أن تخفّف دور النشر الجري خلفها.. وأكثر ما يسعد القارئ في هذا الوقت متابعة كل ما ينشر، وباختصار من على شبكات التواصل الاجتماعي، التي أوقفَت، والى حدٍ ما، دوران المطابع وحدت منها.

الأبيض: أن تصنع معروفاً في موضعه الصحيح، وأن تلبي طلب محتاج هو أقرب منه إلى إكرام الضيف!.

الأسود: أن تمنحه العطاء، ومن ثم تسمع عنه استصدار كلماتٍ نابية، وإهانات مبتذلة توشك أن تضع العقل في الكف!

الأبيض: أن تحقّق مرادك في السفر، بعد جهد جهيد، والبحث عن التأشيرة ودفع المال، وبدون اكتراث!

الأسود: الهدف، التغنّي بالسفر من قبل الشباب، رغم بذلهم المزيد من الوقت، وإن تحققت رغباتهم في هذا المجال، تجدهم يعيدون الكرّة، ويخلقون الأعذار تلو الأعذار لترقيع حالة ما فيها الكثير من التفاخر، وأكثر ما يهمّهم التغزّل بالسفر، وكل هذا فقط من باب التسلية ليس إلّا!

الأبيض: أن تقدم دفعةً مالية لصديق أو قريب بهدف مساعدته، وبدون مقابل، لأجل إسداء خدمة ما.

الأسود: أن تطالبه بهذا المبلغ بعد فترةٍ زمنية، وهو في سريرته يدرك أنك لم تعد تفكر باسترجاعه، لكنه يتساءل بينه وبين نفسه، لماذا بادر بتقديم هذه الخدمة إذاً، والتي اعتبرها مساعدة لسد حاجة صديقه على تجاوز عسره، وبدون مقابل!

الأبيض: أن نحب وبكل صدق وعفوية، رغم تجاوز سنّ الزواج والإعلان عن موعد الخطوبة والزواج، وبكل تباهٍ وثقة بالنفس!

الأسود: الغياب الذي سجله الفريق الثاني، وبعد أن فرش الدنيا أمامك بالورود والياسمين، وأعلن موافقته على الزواج، يفاجئك باختلاق ذرائع تتضمن الكثير من حالات الاستغراب والتساؤل!.

الأبيض: أكثر ما يهيّمن عليك الشوق والحنين إلى الأهل والوطن الأم، والعودة إلى الذكريات وسلسلتها الطويلة.

الأسود: أن ينكر الكثير من المغتربين، وبصورةٍ خاصة الشباب منهم، دور الأهل في حياتهم، وألا يعني الوطن شيئاً بالنسبة لهم، فضلاً عن الحارة وأهلها والأصدقاء، وكل ما يثير في النفس من خواطر.. وحسرات.

الأبيض: أن تقوم بما يُطلب منك على الوجه الأكمل، وبضميرٍ حي، حتى في حال غياب صاحب العمل.

الأسود: يؤلمك من يهمل دوره، ويقتصر على تسوية بعض ما يُطلب منه، ويتمثل هذا بحضور صاحب العمل شخصياً!.

الأبيض: الأهل الذين لا يميزون في علاقاتهم مع أبنائهم، فالكل سواسية كأسنان المشط.

الأسود: تفاوت العلاقة بين الأخوة، والاهتمام بعَمِر أكثر من زَيد، وهذا ما يُؤجج من فحوى العلاقة بين الأخوة أنفسهم، وما يلحقها من علاقات سوداوية، الخاسر فيها الأهل أنفسهم!

الأبيض: أن نعيش في مدينة "الرَّقّة" الفراتية الجميلة الوادعة، وبكل تآلف ومحبّة وحرية، وتأمين متطلبات الحياة الخدمية الأساسية.

الأسود: ظهور بعض الصور التي شوّهت، وللأسف، الكثير من أحلام أبناء المدينة، ولم ينفع معها عويل وصراخ أهلها، وتحولها إلى التعرض للخراب والدمار!.

الأبيض: أن تبادر بالاحترام نحو من تحب، وبكل عفوية وصدق.

الأسود: أن تلقى صفعة موجعة من ذاك الحبيب، وهو أكثر اعتلاءً لذلك الجواد الأبيض الذي كان يحلمُ في يوم ما أن يكون أمل حياته برغد العيش.

الأبيض: أن تكون أكثر وداعة مع من تحب، وتواصل العمل الليل بالنهار من أجل إرضاء رغباته، بتوفير ما لذّ وطاب من مطالب حياتية ضرورية.

الأسود: لقاء ذلك بالجحود من قبل شريك الحياة، فهذا ما يدفع الزوج، في المقابل، إلى اتخاذ موقف سلبي حيال أمثال هذه التصرفات التي تثير الكثير من التساؤل!

الأبيض: أن تغامر، وبكل ما لديك من مبالغ مالية لأجل تحقيق هدف وغاية نبيلة.

الأسود: إظهارها من قبل الغير على أنها بمثابة صورة بغيضة ستحيل طريق مستقبلك الذي رسمت إلى جحيم!

دلالات

6C73D0E8-31A0-485A-A043-A37542D775D9
عبد الكريم البليخ
صحافي من مواليد مدينة الرقّة السوريّة. حصل على شهادة جامعيَّة في كلية الحقوق من جامعة بيروت العربية. عمل في الصحافة الرياضية. واستمرّ كهاوي ومحترف في كتابة المواد التي تتعلق بالتراث والأدب والتحقيقات الصحفية.