محمد صلاح لم يكن صلاح الدين!

محمد صلاح لم يكن صلاح الدين!

12 اغسطس 2018
+ الخط -
تأهلت 4 منتخبات عربية لكأس العالم التى استضافتها روسيا، وهي مصر والسعودية والمغرب وتونس، اعتقد العرب أنهم أمام فرصة تاريخية لم يسبق لها مثيل لتحقيق الحلم العربي بعبور أحد منتخبات العرب للدور الثاني مثلما فعلت المغرب في مونديال 1986 والسعودية عام 1994 والجزائر في نسخة 2014، ولكن الأحلام العربية اصطدمت بصخور الواقع على أرض الملاعب الروسية.

رفعت الفرق العربية الأربعة المناديل البيضاء مودعة كأس العالم، لم يكن الوداع صعبا ولا مؤثرا، بل أمرا متوقعاً وعاديا جداً، فقد تهيأ اللاعبون نفسيا هم وكل الجماهير العربية لتلقي الهزيمه بكل صدر رحب باعتبارها أمرا طبيعيا..

فقد ترسخت في عقولنا صورة الإنسان الغربي الخارق للطبيعة المتفوق القادر على فعل المستحيل، فهو المخترع والمبدع والمتألق دائما، لذلك يكفينا أن نتواجه مع هولاء اللاعبين القادمين من الفضاء ونحن البشر العاديين نلعب معهم على ملعب واحد نتشارك معهم كرة واحدة، يا له من أمر عظيم.


الهزيمة أمامهم شرف نحتفل ونفتخر به.. هي يا إخواني ثقافة الهزيمة وتفوق الجنس البشري الآخر.. أسباب هزائمنا بالحروب بالعلم بالتكولوجيا بكل شيء..

المرهق جدا، هو سماع ثرثرة المحللين الرياضيين وهم يتناقشون ويحللون أسباب خروج العرب المبكر من المونديال، يا ساده كرة القدم حرب ناعمة فيها انتصار وهزيمة ليس هناك خروج مشرف ولا هزيمة مشرفة، الخسارة هي الخسارة وجهها أسود لا تبيضه المبررات ولا الحجج.

في ظل هذه الهزائم والانكسارت العربية بزغ لنا فجر محمد صلاح، لم يكن المصريون أنفسهم يعبأون به وهو يلعب في أنديتهم، فقط عندما احترف في ليفربول وتفوق وأصبح حديث الصحافة الإنكليزية والعالمية.

لسوء حظه توجهت إليه الأنظار في كل العالم العربي وأصبحنا نهتم ونشجع ليفربول ولأجله فقط تخلينا عن برشلونة وعن ريال مدريد وعن كل الانتماءات الكروية، فهو البطل العربي السوبر الذي سيمسح عن جبين الأمة العربية سواد الهزائم، وهو القادر على فك عقدة التفوق الغربي التى تحتل تفكيرنا.

هو من سنغزو به الغرب ونداري به انكساراتنا المتتالية، هو من سيغير وجهة نظر الغرب بنا ويثبت لهم أننا بشر طيبون ولسنا إرهابيين، صلاح سيفعل كل شيء.

تناسينا أن محمد صلاح إنسان عادي لا يملك قدرات خارقة، هو فقط إنسان لدية طموح ذاتي وعشق حقيقي لكرة القدم وموهبة فذة صقلت بالاحتراف في أندية الغرب الكروية.

الحقيقة أننا حمّلنا الرجل حملا فاق طاقته، يا عرب دعوا الرجل وشأنه، دعوه يعيش بحرية بلا قيود عربية، هو إنسان له كامل الحرية باختيار مسارات حياته.

وليتجه القائمون على شؤون الكرة في العالم العربي وبسرعة نحو بناء أجيال جديدة تعشق كرة القدم مؤمنه بثقافة التفوق والانتصار، أجيال محاربة تلعب لتفوز، وهذا طبعا لا بد أن يكون بتعاون صادق بين الاتحادات الكروية والمسؤولين في حكومات الدول العربية ووضع خطط قابلة للتطبيق على الأرض والاهتمام الجاد بالرياضة في المدارس الحكومية والخاصة والتركيز على إنشاء مدارس كروية مماثلة لتلك المدارس القائمة في البرازيل والأرجنتين وكثير من دول العالم.