كيف تهاجم الدول دون رصاص؟

كيف تهاجم الدول دون رصاص؟

18 يونيو 2018
+ الخط -
يطلق مصطلح الحرب السيبرانية على الهجوم الإلكتروني المدعوم من طرف دولة بقصد إلحاق الضرر بأخرى. قالت خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي في تقرير عام 2015: "على الرغم من عدم وجود تعريف عقدي واضح لـ"الحرب الإلكترونية"، إلا أنه(المصطلح) يُصوَّر عادة على أنه إجراء قائم على الدولة يعادل هجومًا مسلحًا أو استخدامًا للقوة في الفضاء السيبراني لتحفيز ردّ عسكري".

شكل التأثير
إصابة نظام كمبيوتر ببرامج ضارة، وتعطيله مع تدفق رسائل (ما يطلق عليه هجوم الحرمان من الخدمة) أو بيانات القرصنة لأغراض التجسس. مثال أكثر تطرفًا قد يكون هجومًا إلكترونيًا يهدف إلى تخريب، على سبيل المثال، اختبار إطلاق الصواريخ. تشمل الأمثلة الواقعية التلاعب الروسي في وسائل الإعلام الاجتماعية للتأثير في الانتخابات الغربية، وأبرزها انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016، وما يُطلق عليه اسم دودة ستكسنت، التي قيل إن وكالة الأمن القومي الأميركية والمخابرات الإسرائيلية، التي عملت على تخريب الأسلحة النووية الإيرانية، طورتها.

لماذا كل هذا القلق؟
إذا كان التأثير في الانتخابات مربكًا، فاعتبر ما يمكن أن تعني الحرب الإلكترونية الكاملة: الإغلاق الكامل والممتد لشبكة الكهرباء (وهو الأمر الذي ضرب أوكرانيا مرتين، ويفترض أن يكون ذلك على أيدي رجال روسيا في الحرب الإلكترونية). مسح مراكز البيانات عن طريق البرامج الفيروسية؛ سرقة السجلات المصرفية لتسبب الذعر المالي (جمد هجوم 2013 ثلاثة بنوك كورية جنوبية رئيسية)؛ التدخل في العمليات الآمنة للسدود والمحطات النووية؛ أو تعمية الرادار واستهداف أنظمة الطائرات المقاتلة.

من هم المقاتلون والمنافسون؟
بالإضافة إلى روسيا والولايات المتحدة، يُعتقد أن الدول التي تنشط في برامج للحرب الإلكترونية تشمل الصين وإسرائيل والمملكة المتحدة وإيران وكوريا الشمالية وأخيرًا تركيا.

هل يشن الحرب الإلكترونية جنود فعليون؟
بعض الأحيان. وأنشأت الولايات المتحدة وبلدان كبيرة أخرى وحدات للحماية الإلكترونية، تقوم بعمليات جمع المعلومات الاستخباراتية ودعم البعثات العسكرية. لكن "مزارع الترول" الروسية التي تتهم بالتدخل في الانتخابات الأميركية لعام 2016 هي كيانات منفصلة تشارك في ما يُعرف باسم حرب المعلومات، فإن التلاعب بآراء أفراد الجمهور أو الأشخاص في السلطة.

يمكن أن تكون هذه الجهات الفاعلة التي تعمل بشكل مستقل عن وكالة حكومية أو كمقاولين قادرين على الحفاظ على مسافة بعيدة من الأسلحة (لأسباب تتعلق بالإنكار) من منظماتهم الراعية. ويعتقد أن جيش القراصنة الشهير في كوريا الشمالية بدأ كجزء من الجيش. تخصصها، فريد إلى حد ما، هو كسب المال للنظام الحاكم.

كيف تجمع الحرب السيبرانية المال؟
في حالة كوريا الشمالية، تتراوح الطرق بين سرقة بيانات البطاقة المصرفية ومخططات أكبر بكثير. يُشتبه بأن قراصنة كوريا الشمالية كانوا وراء سرقة 60 مليون دولار من بنك الشرق الأقصى الدولي في تايوان في أكتوبر/ تشرين الأول 2017. وقالت الولايات المتحدة إن كوريا الشمالية كانت وراء الهجمات الإلكترونية التي شنت في مايو/ أيار 2017 والتي جمّدت الآلاف من أنظمة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الكثير من الشركات والخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، مطالبين بمبلغ 300 دولار من بيتكوين من كل ضحية لإزالة التشفير. من غير الواضح كم جمع هؤلاء المهاجمون.

هل يمكن فعل أي شيء للحد من الحرب السيبرانية؟
في إبريل/ نيسان، وافقت عشرات الشركات التكنولوجية، بما في ذلك شركة ميكروسوفت وشركة فيسبوك، على أنها "لن تساعد الحكومات على شن الهجمات الإلكترونية ضد المواطنين الأبرياء والمؤسسات". وقد شُبِه ما يسمى باتفاق تكنولوجيا الأمن السيبراني بنسخة رقمية من اتفاقيات جنيف، الاتفاقيات الدولية التي توجه العلاج الإنساني أثناء الحرب.

دلالات