الطريقة "البيومية"

أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي على الإطلاق، وأنت لك هدف ترجو تحقيقه؛ أليس كذلك؟ التمسك بالهدف مع وجود التحديات أحد أوجه النجاح؛ فالبعض يستسلم للتحديات دون مقاومة أو عزيمة. المنهزمون أمام التحديات كمن يعبد الله على حرف، بمجرد أن يتعرض لتحدٍّ في طريقه، يعلن انسحابه ويلعن الظروف وينبري في سرد المبررات السخيفة.

على النقيض، فإن الشخص المؤمن بقدراته الواثق بنفسه يواصل سعيه نحو هدفه بثبات، ويحرص على بلوغ هدفه مهما طال به الوقت. الشخص المكافح في سبيل هدفه، يدرك تمامًا أن الهدف الكبير يتطلب من المجهود الكثير؛ فلا يتبرم عند تأخر النجاح أو يغيّر هدفه.

في كل مناحي الحياة ترى أناسًا حققوا نجاحًا ملموسًا بعد سلسلة من التحديات، وبظهورهم على الساحة خطفوا الأنظار، حتى أن الأذكياء من رجال المال والأعمال يلجأون لهؤلاء الناجحين بشكل متكرر. من بين الأمثلة على ذلك الفنان بيومي فؤاد الذي ذاعت شهرته إلى الحد الذي جعله يتواجد في الكثير من الأعمال الفنية وفي توقيت متزامن.

" أنت تملك كل مقومات النجاح، وأمامك أمثلة حية لأناسٍ لم يرضخوا للإحباط والإرجاف؛ فاتخذهم درعًا وسيفًا تحارب به لحظات القنوط التي تهاجمك بين الحين والآخر "

البعض يعيب على بيومي فؤاد حضوره في كل عمل! إذا كنت تمتلك قطعة أرض زراعية، وقد خدمت الأرض بالرعاية والعناية؛ فإنك لن تفعل ذلك إلا للانتفاع بخيرات الأرض. الموهبة التي انقطع الوقت في إتقانها نأمل أن تدر علينا نفعًا ماديًا كان أو معنويًا، وهذا ما يفعله بيومي فؤاد ببساطة؛ فالرجل استثمر وقته في فنه وواظب على إتقان عمله، وحانت ساعة الحصاد التي يبحث عنها كل عاقل.

الشهرة في الوسط الفني تختلف نوعًا ما؛ فالمعهود أن ظهور الفنان يصاحبه اهتمام الجمهور والإعلام به، لكن لكل قاعدة استثناء حتى في الفن. لعلك تذكر عددًا ممن اشتهروا في فترة متأخرة من نشاطهم الفني، ومع ذلك تركوا بصمات لا تمحى في تاريخ الفن والأدب والسياسة وغيرها.

أبدع الفنان، حسن حسني، في فترة متأخرة، وعرفه الخليجيون في الثمانينيات وأطلقوا عليه لقب "الممثل الطائر"؛ لانتقاله من استوديو لآخر ومشاركته بكثافة في الأعمال الفنية. الفنان حسن عابدين اشتهر متأخراً وجاء من بعده على ذات النسق يوسف داود ولطفي لبيب وخالد الصاوي.

دخل سيد رجب عالم المسرح التجريبي أوائل الثمانينيات، وكان أول ظهور له في السينما عام 2009 في فيلم إبراهيم الأبيض. فترة النضج مطلوبة، وكلما كان الإعداد متقنًا كان النجاح أكبر والتأثير أعمق. وهذا ما حققه سيد رجب بعد صبرٍ طويل وإصرار على بلوغ الهدف.

بلال فضل في برنامجه "الموهوبون في الأرض" استعرض عددًا من النجوم الذين لمع نجمهم في مرحلة متأخرة في حياتهم. من بين هؤلاء النجوم المبدع عبد الله غيث، وفي نجاح أمثال هؤلاء العمالقة ما يعزز أهمية ملاحقة الهدف وإن تأخر. اليأس يعربد في النفوس الضعيفة، في حين لا وجود له في قلوب الأقوياء؛ فكن واثقًا من نفسك وواظب على مسيرتك. كثيرون قطعوا شوطًا طويلًا في طريق النجاح، وقبيل تحقيق النجاح انهاروا! هؤلاء أفرطوا في النظر خلفهم، وضخموا من بواعث الاستسلام؛ فأضاعوا على أنفسهم فرصة النجاح، وقعدوا على الطريق يثنون غيرهم عن مطاردة أحلامهم وأهدافهم.

أنت تملك كل مقومات النجاح، وأمامك أمثلة حية لأناسٍ لم يرضخوا للإحباط والإرجاف؛ فاتخذهم درعًا وسيفًا تحارب به لحظات القنوط التي تهاجمك بين الحين والآخر. من ينتقدون الظهور المكثف لبيومي فؤاد لم يكافحوا كفاح الرجل، والعقل يقول إنه يتعين عليك اقتناص الصيد؛ ومن الحماقة أن تضيع صيدًا ظفرت به بعد انتظار وتحضير. ضع الطريقة البيومية أمامك؛ لتجابه اليأس وستنجح.