عندما تتحول الصداقة الافتراضية إلى واقعية

عندما تتحول الصداقة الافتراضية إلى واقعية

19 مارس 2018
+ الخط -
الافتراضي طاقة إيجابية، إذ استطاع على مدار عقدين من الزمن أن يحول الصداقة أو الحب من الافتراضي إلى واقع. وعندما تتجسد المشاعر على أرض الواقع، تتحرر من قيود الافتراضي المجحفة.

كانت فاطمة الزهراء فتاة جميلة؛ تبلغ من العمرِ سبعاً وعشرين سنة، أسيلة الخد، دقيقة الأنف، قصيرة القامة، سوداء العينين. تعرفت عليها لمدة سنة وبضعة أشهر في مواقع التواصل الاجتماعي. وشاءت الأقدار أن تتحول هذه الصداقة من الافتراضي إلى الواقع المعيش.

كانت فكرة اللقاء تراودنا، فذات يوم من شهر فبراير/ شباط، الطقس بارد، والسماء تلبدت بالغيوم، كل شيء كان جميلا، وما زاد ذلك اليوم جمالا هو إصرارها على المجيء وأن نلتقي، لتتحول الصداقة من عالم ضيق إلى واقع.


أرسلت رسالة في البداية، ثم مكالمتين هاتفيتين، ثم ظهرت أخيرا ولمحتها لأول مرة. كان لقاء بطعم خاص. تعانقنا عناقا جميلا. فرحت كثيرا بلقائها. إنها الفتاة الوحيدة التي أنتقدها دون أن يغير ذلك شيئا في مشاعرها تجاهي. توسلت لحظتها الوقت أن يتوقف حتى لا ينتهي استتماعي بلقائي بها.

الوقت يفسد اللحظات الجميلة لأنه يمر بسرعة كبيرة. سعدت بلقائها كثيرا، لحظة ربما لن تتكرر، فاللحظات الجميلة قلما تتكرر.

انتهى ذلك اللقاء الجميل بسرعة، لكنه سيبقى راسخا في أذهاننا. الحياة لحظات ومحطات تحتم علينا أن نعيشها. هي أعز فتاة على قلبي، أتشارك معها طرائفي ومشاكلي اليومية.

وصدق الإمام الشافعي حينما قال: سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا.

قضينا أمسية معفرة بنسمات الصداقة. انتهى لقاؤنا وخلف ذكرات لا تمّحي من أذهاننا. فاطمة الزهراء مثال يحتذى به، خير مثال للصداقة والأخوة.

دلالات

D0771653-5987-472A-9832-BC01A63DAA54
سفيان البراق

مدون مغربي... طالب جامعي في السنة الثانية شعبة الفلسفة. السن 19 سنة وأنحدر من منطقة هوارة نواحي مدينة أكادير.