لا تقولوا أي شيء

لا تقولوا أي شيء

12 مارس 2018
+ الخط -
دَمْ،
تَتدفقُ مع الدمِ النُجوم

نَجمْ،
تَتناسلُ في ضوئهِ الهَزائمْ
ألِفنا الموتَ وأشياءه العَصية،
حَتى سَالت السَماء مع رَماد العين
تَفتتِحُ بي الأشياءُ طمأنينتها،
وافتتحُها سُقوفاً مذعورةً تَهويْ
كَالشمس، لا تملكُ إلا وعدَ المغيبْ
تأتي بِالنهارِ على جُثة العالم
وحَدسي يأتي من غيرِ رَجاء
لستُ الأكثرَ احتراقاً،
لكني صرتُ الأعمقَ خوفاً
مُذ صرتُ استَجدي المعنى
كلُ المعابرِ هَزيلة..
لا تَقولوا أي شَيء
لا تَفعلوا أي شَيء
فأنا هَبطتُ من دَمهم
كنتُ رَصداً لفناءِ وعيهم،

أتماهى بتكاثُفِ الغيمِ على جَبينهم
رَمتني أوجاعهم في مَوقدِ الذاكرة
فارتَديتُهم جَمراً وصلاة
هو ذا انبعاثُهمْ في التعب
حمائمٌ بأجنحةٍ من وردٍ وماء
نُبوءة لقَتامةِ النزف، تَنتمي
مَطروحةٌ في الشوارعِ،
ظِلالُ الصُراخِ والأنين
لعنةُ الدمِ البريء.
من ذا الذي يَقرأُ..
سَوادَ الفراشاتِ في تَباريحنا؟
وما الذي يَفتحُ صدرَ الأفقِ
عن ثقلِ اللامرئي،
عن خفقاتهمْ المبعثرة في الهَواء..؟
يَتناءى الوقتُ فَنهمي في حضرتهِ
تأويلاً ساخراً كَئيباً
هو جُرح،
تاهَ الشجرُ في خـضرتهِ
تمتدُ أغصانهُ حتى التَمزق
سابحةٌ وجوههم في عُلاه،
تبذرُ حُلماً لتقطفَ دمعاً

دَمٌ، نَجم..
ذاكَ المُقدس، في فراغهِ الخائب
يَتنصلُ اليقين من وحدتهِ،
أبعدَ مما يَهذيهِ الفضَاء
وأنا لستُ سِوى مَنفى،
منفى لتوغلِ البؤس في رُوحه!
لا انبجاسَ لغيرِ النهايةِ في كبريائهِ
لا صعودَ لغيرِ الرمادِ في الصور
يُومىء الطريقُ ويَشهقُني احتضاره
هو صوتُ البرق،
وأنا صدى موتهِ في الأبد
أنا أموتُ ، بياضَ موتهِ!
أعدني إليَّ،
لهويةِ الضوء
لصباحاتِ الطفولةِ
لوردِة الجرحِ النقية
عُد إليَّ مُحملاً بجنازةِ الحنين
فها هُم، يَجمعونَ خُطاهم ويَمضون
يَتشظى انتظاري، واتكسر
لا تقولوا أي شيء،
لا تفعلوا أي شيء،
الحربْ، سؤالٌ مُفعمٌ بالله
وأنا أبكي جوابهُ..
أنا في العدم، أبكيه.

دلالات

73659ADD-FAF3-4534-917E-15B33C80F7B2
غاردينيا الحسين

خريجة أدب إنكليزي قسم الترجمة - جامعة قطر، شاعرة سورية تهوى الرسم والتصوير، مقيمة حالياً في ألمانيا.

مدونات أخرى