مؤتمر الكويت... الفرص الضائعة

مؤتمر الكويت... الفرص الضائعة

19 فبراير 2018
+ الخط -
مهما اختلفت التسميات بشأن المؤتمر وما إذا كان مؤتمر منح أو قروض أو استثمار، إلا أن ثمة من يصفه بأنه خطوة صحيحة وتاريخية من شأنها إعادة العراق إلى ما كان عليه قبيل دخول تنظيم "داعش" الإرهابي للمناطق وتدميرها، إذا ما تم استغلاله بالشكل الصحيح.

ورأى إياد علاوي زعيم ائتلاف الوطنية أن مؤتمر الكويت للدول المانحة كان ضمن الفرص "الضائعة الكثيرة" التي كان من شأنها أن تساهم في إعادة الإعمار وتحريك عجلة الاقتصاد، موضحاً أنه "بدلاً من الذهاب إلى المؤتمر بمطالب والتزامات محددة تخدم المناطق المحررة من التنظيمات الإرهابية وغيرها، حضر العراق المؤتمر بوفد ضم أطرافاً لا علاقة لها بالموضوع من قريب أو بعيد، وقدم مطالب مبعثرة أضاعت حقوقه واستنفدت قدرة الدول الصديقة على مد يد العون، فتحولت المنح إلى ديون سيادية تنهك العراق وترهن مستقبله".


المؤتمر إذاً أفرغ من محتواه الذي بني على أساسه ولأجله، وبدل أن يبني العراق، زاده ديوناً وقروضاً يرى كثيرون أنها ليست في مصلحة العراق الذي دمرته الحروب والتنظيمات الإرهابية.

خيبة الأمل لم تقتصر على المدنيين فقط حتى إن مسؤولين عراقيين استغربوا من نتائج أعمال مؤتمر إعادة الإعمار، والذي خرج بتعهدات لم تتجاوز قيمتها 30 مليار دولار، تشكل نحو 34% من الاحتياج الفعلي للبلاد.

ولم تلبِ النتائج التي خرج بها مؤتمر المانحين في العراق طموح الداعين له الذين توقعوا جمع تبرعات وجلب استثمارات والحصول على قروض مالية بقيمة لا تقل عن 88 مليار دولار للشروع بعملية الإعمار.

ومع المبالغ "المتواضعة" التي خرج بها المؤتمر، يرى خبراء في الشأن العراقي، أن الفساد المالي المستشري في البلاد، وتصدر العراق وفقاً للمنظمات الدولية قائمة الدول الأكثر فساداً، إضافة إلى الخلافات السياسية الداخلية، وعدم استقرار الأوضاع الأمنية، عوامل ساهمت بشكل كبير في فشل مؤتمر المانحين بالكويت.

التنوع المذهبي والطائفي والعرقي في الوفد الذي مثل العراق، عكس للدول المانحة والمستثمرين عدم وجود رؤية عراقية موحدة لمستقبل قادم، وأيضاً أكد للحاضرون أن الفساد المالي موجود بصورة واضحة وحقيقية مما أدى لتخوف الحاضرين على مصير أموالهم مما دفعهم لعدم المساهمة في المؤتمر.

مهما اختلفت التسميات أقيم مؤتمر الكويت، وحصل ما حصل، وفرح البعض وأصيب آخرون بالإحباط، بل وذهب آخرون بأن العراق كان يعطي ولا "يستجدي" ولكن بسبب السياسات الخاطئة بعد عام 2003، تحول العراق الى بلدٍ متأخرٍ مدمر بكافة المجالات.

إيران، اللاعب الأقوى في العراق في هذه المرحلة، حضرت بوزير خارجيتها إلى المؤتمر ولكنها لم تتبرع بأي مبلغ يذكر، مما وضع العراق والمعولين عليها بحرجٍ كبير حيال ذلك.

ويبقى السؤال الأهم، هل ستعقد مزيد من هذه المؤتمرات قريباً، وعلى ماذا سيحصل العراق حينها إذا كان المؤتمر الذي انعقد في الكويت أممياً وبحضور كبير لعشرات الدول وآلاف الشركات الأجنبية والعربية وخرج بتلك النتائج؟
07D307A2-B830-4C46-8993-BF50EB79F3A1
عبد اللطيف الزيدي

ماجستير إذاعة وتلفزيون، عملت في عدد من القنوات الفضائية والصحف.يقول: لا ترتجي خيرا ممن يعتبر رفع الصوت وسيلة للإقناع.