كشف حساب خفيف اللهجة لعام ثقيل الوطأة

كشف حساب خفيف اللهجة لعام ثقيل الوطأة

31 ديسمبر 2018
+ الخط -
كان هذا العام مليئاً بالكوارث والفواجع الهزلية والمساخر الدامية، ثقيل الوطأة كالأعوام التي سبقته، فقدت فيه سيدة من أحب الناس إلى قلبي هي والدة زوجتي الدكتورة فوزية الهلوتي عليها ألف رحمة ونور، وودعت أصدقاء خسروا معركتهم مع المرض والاكتئاب، ووقفت أراقب بحزن وقلة حيلة ما يحدث لأصدقاء خسروا حريتهم وأمانهم وأرزاقهم، لكنني قررت هذا العام أن أغير طريقتي في التعامل مع ما يدور حولي من أحداث على الصعيدين الشخصي والعام، وأن أقاوم بالعمل أكثر وأكثر، فعدت إلى الكتابة مع مطلع العام بعد انقطاع دام سنة وعشرة أشهر، وهي من أطول الفترات التي توقفت فيها عن الكتابة، ثم بدأت قبل ستة أشهر في هذه المدونة التي كانت حلماُ قديماً أتمنى أن تكون قد استمتعت بمشاركتي فيه، وبالطبع لم يكن سيساعدني على الكتابة المنتظمة، إلا أني بحمد الله قرأت كتباً مهمة وممتعة، وشاهدت أفلاماً ومسلسلات ومسرحيات جميلة، وسافرت إلى أماكن جديدة.

واصلت طيلة هذا العام تقديم برنامج (عصير الكتب) على شاشة (التلفزيون العربي) مستمتعاً بالحوار مع كُتّاب من أجيال وبلدان مختلفة عن تجاربهم في الكتابة والحياة، وأنجزت في رمضان الماضي تقديم الموسم الرابع من برنامج (الموهوبون في الأرض)، وبعد انقطاع دام لمدة عامين عن النشر، أصدرت كتاباً جديداً هو (سفاسف الأمور) الذي زيّنه الفنان وليد طاهر برسوماته، ونشرته دار المشرق التي أعادت طبع ثلاثة كتب لي هي (ضحك مجروح ـ السكان "الأصليين" لمصر ـ جمهورية العبث)، كما قمت أخيراً بإنجاز مجموعتي القصصية الرابعة (وصفة جديدة للرز بالشعرية) التي ستصدر قريباً عن دار الكرمة. 

لا أدري كيف كان هذا العام بالنسبة لك؟ أتمنى أن تكون قد اختبرت فيه أحزاناً أقل، أو وجدت طرقاً جديدة للتعامل مع تعب الحياة، وأن تكون قد قضيت أوقاتاً لطيفة مع أسرتك وأصدقائك، وأن تكون قد وجدت فرصة لقراءة كتب جميلة ومشاهدة أعمال فنية ممتعة، كهذه التي سأحدثك عنها الآن في هذا الكشف الشخصي الذي أتمنى أن تجد فيه بعض ما يحفزك على القراءة والفرجة والتخفف من حمولات الحياة، وأن تشرك أصدقاءك ومحبيك في مفضلاتك و"أعجبانياتك"، وأن تكون صادقاً مع نفسك في كشف الحساب الخاص الذي لا نحب أن يطلع عليه أحد. 

... 

أجمل ما قرأت من كتب صدرت هذا العام:

بسبب مقالب كثيرة تعرضت لها بكثافة في الأعوام الماضية، خصوصاً بعد أن صدقت مبالغات العديد من الأصدقاء حول كتب أصدرها أو ترجمها أصدقاؤهم، قررت هذا العام أن لا أركز في قراءتي أكثر على العناوين الجديدة، وأن أقوم بتقسيم جدول القراءات إلى ثلاثة أقسام بالتساوي: قسم لقراءة الكتب الكلاسيكية التي يمر العمر دون إنجاز قراءتها مثل (قصة الحضارة) للمؤرخ ويل ديورانت وكتاب (البداية والنهاية) لابن كثير، قسم آخر لإعادة قراءة كتب عظيمة قرأتها قبل سنين طويلة وشعرت أني محتاج لإعادة قراءتها مثل تاريخ الجبرتي وبعض كتب يحيى حقي وفؤاد زكريا وصلاح عيسى وعدد من روايات دستويفسكي ونيكوس كازنتزاكيس وهنري ميللر، وقسم للكتب الجديدة التي كان بعضها لطيفاً وبعضها مهماً، لكن ما يمكن وصفه منها بأنه ممتع ومهم وملهم كان قليلاً، وكان من أهمه العناوين الآتية التي صدرت في عام 2018:  

ـ خطابات محمد خان إلى سعيد شيمي (الجزء الأول): كتاب ساحر وملهم يضم الرسائل التي أرسلها المخرج الكبير إلى صديقه مدير التصوير الكبير، والذي قام بالتعليق على الخطابات بشكل رائع. صدر الكتاب عن دار الكرمة، وحين تقرأه ستبدأ في عد الأيام حتى تقرأ الجزء الثاني الذي صدر مؤخراً والحمد لله.  

ـ أولاد حارتنا سيرة الرواية المحرمة: عمل ممتع ومهم أبدعه الكاتب محمد شعير، ليثبت أنه ليس هناك ما يسمى "موضوع قُتِل بحثاً"، بل هناك عيوب قاتلة هي التي تغلب على الكتابات الثقافية في بلادنا، هي الاستسهال والطلسقة وانعدام الرغبة في البحث والإتقان. لا تقلق حين تقرأ كل ما كتب فيه من مديح، فهو يستحق كل كلمة قيلت في مدحه، بل وأكثر. صدر عن دار العين للنشر. 

ـ الجين تاريخ حميم: كتاب من أعظم وأمتع وأهم ما يمكن أن تقرأه في حياتك، ومن حقك أن تعتبر هذا الوصف مبالغة، لكن رأيك هذا لن يصمد بعد قراءة خمسين صفحة من الكتاب، بل ودعني أبالغ أكثر، وأقول أنك ستسقط في غرام الكتاب بعد قراءة عشرين صفحة منه، ولن تتركه حتى تنهيه، الكتاب من تأليف الأمريكي من أصل هندي سيدهارتا موكوجري وترجمه إيهاب عبد الحميد وأصدرته دار التنوير. 

ـ الطباخ: رواية ممتعة وفاتحة للشهية الأدبية والغذائية والجنسية أيضاً، من تأليف الكاتب الألماني مارتين زوتر ترجمة سمير جريس، صدرت عن الكتب خان.  

ـ قلق السعي إلى المكانة، الشعور بالرضا أو المهانة: كتاب غير تقليدي من تأليف آلان دوبوتون صاحب كتاب (عزاءات الفلسفة)، يصعب تصنيفه في مجال محدد، برغم عنوانه الخادع الذي يقربه من كتب التنمية الذاتية الحافلة بالنصب، لكنك ستخوض معه رحلة ممتعة تتأمل فيها نفسك ومشاعرك ومن حولك، من ترجمة محمد عبد النبي وصدر عن دار التنوير. 

ـ المولودة: سيرة ذاتية أبدعت في كتابتها نادية كامل عن حياة والدتها المناضلة ماري روزنتال، لكنها بذكاء وبراعة تتجاوز السيرة الشخصية والعائلية إلى ما هو أبعد وأعمق من ذلك. عمل مدهش بمعنى الكلمة. صدر عن دار الكرمة.   

ـ لحسن الحظ صدرت لكاتبي الأمريكي المفضل بول أوستر أربعة روايات هذا العام، كلها صدرت عن دار المتوسط، وصلني منها ثلاثة روايات، استمتعت جداً بقراءة روايتين منها هما (صانسيت بارك) من ترجمة سامر أبو هواش، و(تمبكتو) من ترجمة محمد عبد النبي، وفي انتظار وصول الرواية الرابعة (1234) التي يقال إنها أفضل ما كتبه في حياته. 

ـ اللون أرجواني: رواية عظيمة تحولت من قبل إلى فيلم ناجح، وتأخرت ترجمتها إلى العربية كثيراً، ألفتها الكاتبة الأمريكية آليس ووكر وترجمها سيزار كبيبو بمراجعة زياد عبد الله، صدرت عن دار المدى.

ـ الجمال جرح: رواية ممتعة من نوع لم يعد متوفراً بكثرة، هو نوع الروايات التي تأسف لأنك انتهيت من قراءتها بسرعة، كتبها الكاتب الأندونيسي إيكا كورنيوان وترجمها أحمد شافعي وصدرت عن الكتب خان. 

ـ زمن مستعمل ـ نهاية الإنسان الأحمر: كتاب كاشف ومهم وغير عادي، اعتذرت بسببه بيني وبين نفسي للكاتبة سفيتلانا أليكسفيتش التي انسقت وراء موجة التقليل من شأنها بعد فوزها بجائزة نوبل للآداب، لأن كتبها لا تقدم أدباً بل صحافة استقصائية، بل وأصبحت أظن أنها كانت واحدة من أصوب الاختيارات التي قامت بها لجنة جائزة نوبل في السنوات الأخيرة، صدر الكتاب مطلع هذا العام بترجمة الدكتور نزار عيون السود عن دار ممدوح عدوان.   

ـ مآزق لينين: كتاب شديد الإمتاع والأهمية، تتضاعف أهمية قراءته في هذا التوقيت بالذات، ينصح به بشدة للمصابين باليأس المزمن والمبتلين بالأمل المجاني ولمتوهمي حسم المعارك من أول جولة، وأيضاً لهواة تسخيف كل شيء. أبدع في تأليفه الكاتب البريطاني/الباكستاني طارق علي وترجمه أمير زكي وصدر عن الكتب خان. 

إذا كنت ترغب في سؤالي عن أسوأ ما قرأته من كتب صدرت هذا العام، فأنا للأمانة لم أصدم في كتب كثيرة هذا العام، ربما لأنني أصبحت أفكر ألف مرة في اقتناء الكتاب، لكي لا يضيع عليّ ثمن شحنه "الفادح"، أو لكي لا يضيع تعب الصديق الذي حمله معه دون فائدة، ومع ذلك فقد جاءت عدة كتب أقل بكثير مما تمنيت أو توقعت، لن أقول لك أسماءها، لأنني لم أعد شغوفاً بالتنبيه إلى ما أراه أسوأ، وأصبحت أميل إلى الحديث عما أراه أفضل وأجمل، ليس فقط احتراماً لاختلاف الأذواق، ولكن لأن الحياة أصبحت أقصر من تضييعها في الاعتذار لآخرين لأنك قلت رأيك في أعمالهم بصراحة. 

...

ـ أجمل ما شاهدت من أفلام عُرضت هذا العام:

كنت حسن الحظ مع الأفلام الجميلة والممتعة التي شاهدتها هذا العام، لم أذهب إلى السينما بنفس القدر الذي اعتدته في أعوام سابقة، فضلت أن أتفرغ لمشاهدة أفلام قديمة أتيحت لي فرصة مشاهدتها في قنوات بث الأفلام على الإنترنت والتي جاء تنافسها في صالح من حرموا من قبل من مشاهدة أفلام عظيمة لم تكن الفرجة عليها متاحة، ومع ذلك سألتزم بالاختيار من بين ما تم عرضه هذا العام لأول مرة، مختاراً فقط ما قمت بمنحه تقييماً فوق الثمانية درجات على موقع IMDB، مع أهمية التذكير بحقيقة بيولوجية هي أن الأذواق لا تناقش، ومحبة الأفلام لا تبرّر ولا تفسّر، وأفلامي المفضلة لهذا العام هي:  

The Ballad of Buster Scruggs تحفة سينمائية متكاملة زادتني محبة وتقديراً للأخوين كوين، من الأفلام القليلة التي تستحق درجة من درجات التقييم لا توفرها المواقع السينمائية، درجة "فيلم مافيهوش غلطة ومالوش زي ولا يمكن تفسير أسباب محبته". 

The Death of Stalin ممتع ومبهج، كنت أحلم دائماً بأن أقدم عملاً يعيد كتابة الأحداث التاريخية بطريقة ساخرة تجعلك تعيد قراءة التاريخ، وبعد أن شاهدت هذا الفيلم الذي فعل ذلك، أصبحت أكثر شغفاً بتحقيق هذا الحلم. 

Shoplifters فيلم ياباني بديع وعذب، لا تفوت فرصة مشاهدته إن أتيحت لك، شاهدت لمخرجه هيروكازو كوريدا قبله فيلمين يلعب فيهما "على الضيق" بلغة الكرة في مناطق صعبة، وأبهرني في الأفلام الثلاثة بقدرته على تقديم أفلام عذبة وممتعة، دون أن يتورط في الإكليشيهات المرتبطة بموضوعات الأبوة والفقر والظروف الاقتصادية وحياة المدينة. 

ـ كفر ناحوم: فيلم جميل للمخرجة اللبنانية نادين لبكي التي تزيدها التجارب تطوراً، هناك ملاحظات على الفيلم من أهمها أن رغبة المخرجة الواضحة في عدم الدخول في جدال سياسي أساءت إلى الرؤية العامة للفيلم، وجعلتها تتماس مع خطاب المواطنين الشرفاء في بلادنا، والذين يطالبون الفقراء بعدم الإنجاب، مع أن الفقر والظلم الذي يعيشه فقراء بلادنا لم يولد من فراغ، بل جاء نتيجة لسياسات حكومية إجرامية، بالطبع لم أكن لأطلب من الفيلم أن يشير إلى ذلك في خطبة أو مونولوج، لكن الإشارة إلى هذا المعنى وتوضيحه كان ممكناً بأكثر من وسيلة سينمائية ذكية، لكن المخرجة على ما يبدو أرادت ألا تدخل في جدل يؤثر على استقبال فيلمها، وهو ما أثر على مستواه الفني العام، ومع ذلك فقد نجحت نادين لبكي باختيارها الذكي للممثلين غير المحترفين وتوجيهها البديع لهم وتمكنها من أدواتها الفنية، في تقديم عمل يحبس الأنفاس ويحرك الوجدان. فيلم مشرف ويثير الحزن على أحوال السينما المصرية المختنقة تحت الرقابة العسكرية الأمنية.  

Fahrenheit 11/9 عمل شجاع للمعلم الملهم مايكل مور، ليس فقط لأنه يهاجم دونالد ترامب بحدة وقوة، ولكن لأنه يشرح كيف ساهم باراك أوباما ومؤسسة الحزب الديمقراطي في وصول ترامب للسلطة بشكل شديد الوضاعة والإجرام.  

Searching   قراءتك لطريقة وظروف صنعه ستزيدك إعجاباً به وتسامحاً مع بعض "تويستاته" الدرامية. 

Roma فيلم جميل لكني شعرت أن هناك قدراً من المغالاة في الاحتفاء به، وربما أكون مخطئاً. 

Latin History for Morons تصوير لعرض مسرحي رائع للممثل جون ليزجيمورو يقدم فيه تاريخ أمريكا اللاتينية والأمريكيين من اصل لاتيني بأسلوب ساخر وشجاع استلهمه من طريقة كتابة المؤرخ العظيم هوارد زن للتاريخ الشعبي للولايات المتحدة. 

They’ll Love Me When I’m Dead فيلم تسجيلي رائع عن السنوات الأخيرة في حياة المخرج الأسطوري أورسون ويلز بكل ما حفلت به من مشاريع وإحباطات ونزوات. 

On My Skin فيلم إيطالي جميل ومؤلم عن وحشية الشرطة ووساخة المجتمع ومواطنيه "الشرفاء". 

Mission Impossible: Fallout الهلس الهوليودي في أبهى صوره التي ستعيدك إلى الأيام الخوالي التي أحببت فيها سينما الأكشن والمؤثرات الخاصة وتوم كروز. 

The Tale فيلم جميل وموجع عن أشباح الطفولة التي تظل تطاردنا طيلة عمرنا، تمثيل مبهر من لورا ديرن. 

Kodachrome فيلم طريق لطيف سيزداد تقديرك له إذا كنت ممن يمتلكون تساؤلات مريرة عن علاقة الآباء بالأبناء، وإذا كنت من محبي الممثل الجميل إد هاريس. 

A Quiet Place فيلم رائع. 

Bombshell فيلم مدهش عن قصة حياة نجمة هوليود الأسطورية هيدي لامار. 

I Tonya يستحق كل ما ناله من احتفاء وجوائز وترشيحات واهتمام إعلامي. أداء تمثيلي مبهر لكل من شارك في الفيلم. 

Molly’s Game أول فيلم يخرجه باقتدار السيناريست الكبير آرون سوركين. 

The Leisure Seeker فيلم طريق من ألطف ما يمكن، لو كنا في زمن أفلام الفيديو التي يتم فيها تغيير عناوين الأفلام، لأسميته (في دايرة الرحلة)، أغنية عبد الرحيم منصور وأحمد منيب الجميلة، أداء جميل من القديرين هيلين ميرين ودونالد سوذرلاند. 

Jane Fonda in Five Acts أنا من عشاق أفلام السير الذاتية، ومن عشاق جين فوندا، لذلك أحببت هذا الفيلم التسجيلي كثيراً، وعلى غراره أحببت أيضاً فيلم Quincy عن الحياة الحافلة والملهمة للموسيقي كوينسي جونز.  

...

ـ أجمل ما شاهدت من أعمال تلفزيونية عرضت هذا العام: 

Who Is America?  حلقات "كوميتسجيلية" ممتعة وكاشفة قدمها ساشا بارون كوهين على غرار فتوحاته السابقة في أعمال مثل Borat وغيره، توقيت عرضها زادها أهمية وإدهاشاً.   

Wild Wild Country حلقات تسجيلية من إنتاج شبكة نيتفليكس مستوحاة من أحداث حقيقية، لو رأيتها مجسدة في مسلسل درامي لاتهمت صانعيه بالمبالغة.  

Seven Seconds دراما جميلة وموجعة وليس لها علاقة بعالم الأبيض والأسود والخير المطلق وعدالة السماء التي تنزل على ستاد باليرمو. 

Ozark الموسم الثاني جاء متماسكاً، وإن كان أقل من الموسم الأول بعض الشيء، لكن الحنين إلى مسلسلات فيها بعض من رائحة Breaking Bad سيجعلك تستمتع بالمتابعة. 

Last Week Tonight Show جون أوليفر يواصل التفوق على نفسه في كل حلقة ويواصل باقتدار حمل رسالة المعلم جون ستيوارت في تقديم مزيج مدهش من السخرية السياسية والصحافة المرئية والبحث العلمي. 

Collateral دراما تشويقية ممتعة في أربع حلقات من إنتاج بريطاني كتبها الأسطى ديفيد هير مع طاقم تمثيل متميز على رأسه كاري موليجان. 

Wayatt Cenac’s Problem Areas تلميذ آخر من تلامذة جون ستيوارت يقدم عملاً محترماً وجاداً عن قضايا شائكة في الواقع الأمريكي. بداية مشرفة، ربما كانت نبرة السخرية أقل مما تتوقعه، لكن مع قضايا مثل التي يقدمها البرنامج لا يمكن أن تلوم وايت سيناك لأن الجدية تغلبت عليه بعض الشيء.  

Succession ممتع لكنك لو كنت قرأت بعض الشيء عن طريقة إدارة روبرت ميردوخ لامبراطوريته ستشعر أن العمل كان يمكن أن يكون أفضل بكثير، طاقم تمثيل مبدع رفع من مستوى العمل، من بينه الممثلة الفلسطينية المتميزة هيام عباس. 

The Americans ختام مشرف لعمل تلفزيوني ممتع شاهدت كل مواسمه السابقة بشغف وتقدير، سيزيد تقديرك لصانعيه حين تشاهد المواسم الجديدة من House of CARDS  و Narcos التي ستتجاوز إحباطاتك من مستواها، لتكمل مشاهدتها من باب أن العِشرة لا تهون إلا على أولاد الحرام. 

Patriot Act with Hasan Minhaj بداية واعدة لتلميذ آخر من تلامذة جون ستيوارت، لا زال أمامه الكثير ليقدم صوتاً مختلفاً بالكامل عما يقدمه جون أوليفر، وعما قدمه جون ستيورات من قبل، لكن المحتوى ممتع ومهم ويدفعك للمتابعة كل أسبوع. 

Mosaic دراما تشويقية من تسع حلقات يعود بها ستيفن سودبرج إلى الإخراج التلفزيوني، وتعود بها شارون ستون إلى تمثيل أعمال يمكن مشاهدتها، ربما أعجبني أكثر من اللازم، لأنني قرأت عنه آراء محبطة للغاية قبل أن أشاهده. 

Evil Genius عمل وثائقي مدهش من أربع حلقات أتحداك لو قمت بعمل شيء قبل أن تنتهي منها كاملة.  

...

كان هذا ما لدي عن حصاد هذا العام من القراءات والمشاهدات، كل سنة وانت طيب أنت وأسرتك وأحبابك، وأراك بخير في العام المقبل، غداً بإذن الله. 

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.