15 ابريل 2024
مطلوب عريس دكتور غبي
مطلوب عريس دكتور غبي
قاص وسيناريست وصحفي سوري، له 22 كتاباً مطبوعاً وأعمال تلفزيونية وإذاعية عديدة؛ المشرف على مدوّنة " إمتاع ومؤانسة"... كما يعرف بنفسه: كاتب عادي، يسعى، منذ أربعين عاماً، أن يكتسب شيئاً من الأهمية. أصدر، لأجل ذلك كتباً، وألف تمثيليات تلفزيونية وإذاعية، وكتب المئات من المقالات الصحفية، دون جدوى...
يتمتع الثنائي الكوميدي قاسم وفريدة بخاصية قلما يتمتع بها رجل وامرأة متزوجان منذ نصف قرن، وهي إدخال المشاكل والأزمات في (المصهر) الخاص بهما، بقصد تحويلها إلى طرائف مضحكة تنتشر في البلدة، ويتناقلها الناس، ويحكونها لأولادهم ليسلوهم ويمتعوهم.
مما رواه الكوميديان الظريفان لبعض أهل البلدة أنهما كانا يعتقدان أن المرض البسيط الشائع الذي أصيب به "قاسم" يتطلب الذهاب إلى طبيب واحد، يشخصه، ثم يعالجه، وبعد ذلك توضع نقطة على السطر. ولكن الذي حصل فاق كل خيال، إذ اضطر قاسم أن يذهب برفقة فريدة إلى أكثر من خمسة أطباء، وكل واحد منهم كان يطلب منه تحليلَ دم، وتحليل بول، وصورة عادية، وصورة ظليلة، وصورة إيكوغرافية، وصورة رنين مغناطيسي، وطوال ما هو ماشٍ تراه حاملاً حقيبة النقود يسحب منها ويدفع، إلى أن وصل إلى وضع امتلك فيه كيساً كبيراً مملوءًا بعلب الدواء، ورزمة سماكتُها نصف متر من المغلفات التي تحتوي على الصور ونتائج التحاليل..
وعندما قرر هو وفريدة الذهاب إلى حلب، اضطرا أن يستعينا بعتال يحمل لهم الأكياس والمغلفات إلى السيارة، وفي حلب، دفعا للسائق مئة ليرة سورية زيادة عن المطلوب لقاء إيصال هذه الحمولة إلى الأوتيل، استعداداً لنقلها في اليوم التالي إلى الطبيب الحلبي الذي قيل له إنه أحسن طبيب مختص بهذا المرض في الشرق الأوسط.
في الأوتيل، بعد أن تناولا العشاء وشربا الشاي قالت فريدة: حبيبي قاسم، جاي على بالي إحكي لك حكاية وأنا متأكدة أنها تعجبك.
مما رواه الكوميديان الظريفان لبعض أهل البلدة أنهما كانا يعتقدان أن المرض البسيط الشائع الذي أصيب به "قاسم" يتطلب الذهاب إلى طبيب واحد، يشخصه، ثم يعالجه، وبعد ذلك توضع نقطة على السطر. ولكن الذي حصل فاق كل خيال، إذ اضطر قاسم أن يذهب برفقة فريدة إلى أكثر من خمسة أطباء، وكل واحد منهم كان يطلب منه تحليلَ دم، وتحليل بول، وصورة عادية، وصورة ظليلة، وصورة إيكوغرافية، وصورة رنين مغناطيسي، وطوال ما هو ماشٍ تراه حاملاً حقيبة النقود يسحب منها ويدفع، إلى أن وصل إلى وضع امتلك فيه كيساً كبيراً مملوءًا بعلب الدواء، ورزمة سماكتُها نصف متر من المغلفات التي تحتوي على الصور ونتائج التحاليل..
وعندما قرر هو وفريدة الذهاب إلى حلب، اضطرا أن يستعينا بعتال يحمل لهم الأكياس والمغلفات إلى السيارة، وفي حلب، دفعا للسائق مئة ليرة سورية زيادة عن المطلوب لقاء إيصال هذه الحمولة إلى الأوتيل، استعداداً لنقلها في اليوم التالي إلى الطبيب الحلبي الذي قيل له إنه أحسن طبيب مختص بهذا المرض في الشرق الأوسط.
في الأوتيل، بعد أن تناولا العشاء وشربا الشاي قالت فريدة: حبيبي قاسم، جاي على بالي إحكي لك حكاية وأنا متأكدة أنها تعجبك.
قال قاسم: أنت كل على بعضك تعجبيني. تفضلي.
قالت: أنت تعرف بنت عمتي "سلامة" الله يرحما؟
قال: ما بعرفها شخصي، ولكن سمعت عنها.
قالت: كانت سلامة متزوجة من رجل أصله من منطقة حارم، حلو كتير كتير.. أشقر بعينين خضراوين.. أنا بظن ما في أحلى منه رجل في هاي المنطقة.
قال قاسم بضيق: إن كان حلو أو بشع نحن أيش تفرق معنا يا ست فريدة؟ الله يخليه لأهله.
قالت فريدة: المهم، سلامة وجوزا خلفوا بنت ما في أجمل منها في كل البلد. عينيها خضر متل عيون أبوها. ولما البنت كبرت، وتخرجت من الجامعة بلشوا الخطابين يتوافدوا عليها من كل فج وغميق. و"سلامة" أم العروس كانت ترفض، وإذا سألوها عن السبب تقول:
- ما في سبب كل الناس خير وبركة، ولكن أنا بدي أمِّن مصلحة بنتي، لذلك ما بجوزها غير لدكتور، وشرط يكون دكتور غبي، ما بيفهم!
ضحك قاسم وقال: دكتور ما بيفهم؟ يعني متل اللي رحت أنا لعندهم. بس والله هالقصة غريبة، ليش "سلامة" اشترطت أن يكون العريس الدكتور ما بيفهم؟
قالت: أنا رايحة اشرح لك. خود مثال أنت. كم من المال أنفقت على الأطباء خلال الشهر الماضي؟
قال: مو أقل من عشرين ألف ليرة.
قالت: هنا حطنا الجمال. لو كان الطبيب الأول الذي راجعته بيفهم، وعطاك الدوا الصحيح، وأنت شفيت؛ هل كان من الممكن أن يستفيد منك بقية الأطباء بشيء؟
قال: والله صحيح. لو كان الطبيب الأول بيفهم كانت قصتنا انقضت بألف ليرة.
قالت: هون بقى بتظهر أهمية عدم الفهم! والأطباء اللي ما بيفهموا كلون استفادوا. وحتى أطباء التصوير والتحليل، استفادوا، يعني، بهالحالة بيكون عدم الفهم مصدر دخل محترم. صح ولا لأ؟
قال: مو بس صح. هاد قمة الصح. أبوس روحك أنا.
قالت: أنت تعرف بنت عمتي "سلامة" الله يرحما؟
قال: ما بعرفها شخصي، ولكن سمعت عنها.
قالت: كانت سلامة متزوجة من رجل أصله من منطقة حارم، حلو كتير كتير.. أشقر بعينين خضراوين.. أنا بظن ما في أحلى منه رجل في هاي المنطقة.
قال قاسم بضيق: إن كان حلو أو بشع نحن أيش تفرق معنا يا ست فريدة؟ الله يخليه لأهله.
قالت فريدة: المهم، سلامة وجوزا خلفوا بنت ما في أجمل منها في كل البلد. عينيها خضر متل عيون أبوها. ولما البنت كبرت، وتخرجت من الجامعة بلشوا الخطابين يتوافدوا عليها من كل فج وغميق. و"سلامة" أم العروس كانت ترفض، وإذا سألوها عن السبب تقول:
- ما في سبب كل الناس خير وبركة، ولكن أنا بدي أمِّن مصلحة بنتي، لذلك ما بجوزها غير لدكتور، وشرط يكون دكتور غبي، ما بيفهم!
ضحك قاسم وقال: دكتور ما بيفهم؟ يعني متل اللي رحت أنا لعندهم. بس والله هالقصة غريبة، ليش "سلامة" اشترطت أن يكون العريس الدكتور ما بيفهم؟
قالت: أنا رايحة اشرح لك. خود مثال أنت. كم من المال أنفقت على الأطباء خلال الشهر الماضي؟
قال: مو أقل من عشرين ألف ليرة.
قالت: هنا حطنا الجمال. لو كان الطبيب الأول الذي راجعته بيفهم، وعطاك الدوا الصحيح، وأنت شفيت؛ هل كان من الممكن أن يستفيد منك بقية الأطباء بشيء؟
قال: والله صحيح. لو كان الطبيب الأول بيفهم كانت قصتنا انقضت بألف ليرة.
قالت: هون بقى بتظهر أهمية عدم الفهم! والأطباء اللي ما بيفهموا كلون استفادوا. وحتى أطباء التصوير والتحليل، استفادوا، يعني، بهالحالة بيكون عدم الفهم مصدر دخل محترم. صح ولا لأ؟
قال: مو بس صح. هاد قمة الصح. أبوس روحك أنا.
قاص وسيناريست وصحفي سوري، له 22 كتاباً مطبوعاً وأعمال تلفزيونية وإذاعية عديدة؛ المشرف على مدوّنة " إمتاع ومؤانسة"... كما يعرف بنفسه: كاتب عادي، يسعى، منذ أربعين عاماً، أن يكتسب شيئاً من الأهمية. أصدر، لأجل ذلك كتباً، وألف تمثيليات تلفزيونية وإذاعية، وكتب المئات من المقالات الصحفية، دون جدوى...