سنوات عطيات التي لم تكن مع عبدالرحمن الأبنودي (2)


سنوات عطيات التي لم تكن مع عبدالرحمن الأبنودي (2)


24 أكتوبر 2018
+ الخط -
في هذه الحلقة:

ـ رسائل الحب اليومية بين عُبَد الزفت وعبد العاطي ـ والد الأبنودي: هو في حد يخالف الرؤساء. هو يعني إحنا حنعرف أحسن منهم؟ ـ خناقة مع محرم فؤاد لأنه وصف الأبنودي بالزيبق ومع خيري شلبي لأنه لا يسأل ـ فشلنا في مقابلة هيكل وأحمد بهاء الدين وفتحي غانم ولطفي الخولي بسبب مديري مكاتبهم ـ أمين الشباب حسين كامل بهاء الدين قال لنا: ما فيش في إيدي حاجة ـ فيروز تلقت هدية من الأبنودي وسيد حجاب وهما في المعتقل.

.......

بدأت المخرجة التسجيلية الكبيرة عطيات الأبنودي كتابها الممتع الذي لم تتصور أنه سيكون مزعجاً ومثيراً للجدل (سنوات لم تكن معه)، بالحديث عن نشأتها في مدينة السنبلاوين ثم مدينة المنصورة وسط عائلة بسيطة، ثم تحدثت عن مجيئها في أواخر عام 1956 للالتحاق بكلية الحقوق بالقاهرة، حيث أقامت عند أخيها المتزوج في القاهرة، وبدأت مطاردة أحلامها الفنية التي تكونت من قراءة الروايات والكتب وسماع الراديو، وبعد شكاواها المتكررة من معاملة زوجة أخيها السيئة، انتقلت أمها للإقامة معها في شقة بالسيدة زينب، بعدها اضطرت ظروف الحياة عطيات لأن تؤجل حلمها بالتمثيل، لتعمل لاعبة في مسرح القاهرة للعرائس، وبعدها تقدمت للامتحان في فرق مسرح التلفزيون، ونجحت في الامتحان، وكانت أولى تجاربها الفنية السفر إلى الجزائر لعرض مسرحية (شيء في صدري)، حيث صافحت عطيات هناك الرئيس الجزائري أحمد بن بيلا، وتشي غيفارا بطل جيلها الأسطوري، الذي تصادف أن كان وقتها برفقة بن بيلا، حين ذهبت الفرقة المسرحية لزيارته والسلام عليه.

في تلك الفترة، تزوجت عطيات بنت الثامنة عشرة من مصطفى كامل مهندس ديكور مسرحية (الليلة الكبيرة) أشهر مسرحيات مسرح العرائس، واستمرت تجربة الزواج ثلاث سنوات، انفصلا بعدها بهدوء، ثم عاشت بعدها قصة حب باءت بالفشل، لأن من أحبته تزوج سيدة غنية وفضلها عليها، وبعدها تعرفت إلى الشاعر اللامع عبدالرحمن الأبنودي، في مكتب الأديب عبد الفتاح الجمل الذي لعب ـ من خلال موقعه في صحيفة (المساء) والملحق الأدبي الذي كان يحرره فيها ـ دوراً شديد الأهمية في حياة كل أدباء جيل الستينات، قبل أن يعرف أي منهم النجاح والشهرة.

تزوجت عطيات من عبدالرحمن بعد قصة حب جميلة، وكان الذي طلب يد عطيات لعبدالرحمن صديقه وبلدياته القاص يحيى الطاهر عبد الله، والذي قال لعطيات: "إذا لم توافقي على الأبنودي سأتزوجك أنا"، ولم يكن يحيى يعرف أن الزمن سيربطه بعطيات بشكل مختلف تماماً، حيث قررت عطيات بعد أن وافت يحيى المنية بعد حادث سير، أن تقوم بتربية ابنته أسماء، التي أصبحت ابنتها بالاختيار ونور عينها وبهجة حياتها حتى توفاها الله. أقام عبدالرحمن وعطيات في بيت أم عطيات لمدة شهرين، ثم سكنا في شقة بباب اللوق، وسكن يحيى الطاهر عبد الله معهما في غرفة من غرف الشقة الثلاث، كانت أغنية (عدوية) التي غناها محمد رشدي، هي أول أغنية تذاع للأبنودي بعد زواجهما، وكانا وقتها يزوران قرية الأبنودي في الصعيد، وبعد عودتهما إلى القاهرة بدأت الخلافات بين عطيات ويحيى، وانتهت بمغادرة يحيى إلى مكان آخر يسكن فيه، وبعدها بشهر تم القبض فجأة على صديقيهما الكاتب صلاح عيسى والروائي والكاتب الأردني غالب هلسا.

بدأت المباحث في مراقبة شقة الأبنودي الذي كان وقتها ينتظر قدوم والده من الصعيد لزيارته، ليقتحم زوار الفجر شقته يوم وصول والده، وكالعادة قالوا لعبدالرحمن العبارة الشهيرة التي تسبق أي اعتقال طويل: "كلمتين وهترجع على طول إن شاء الله". لكنهم قبل أن يصطحبوه معهم، اقتحموا غرفة والده، وروعوا الشيخ الكبير، وفتشوا حقيبة سفره، وحين شاهد الضابط بروازين خاليين من الصور، كان عبدالرحمن وعطيات قد قررا تركهما خاليين بسبب جمال شكلهما الذي قد تفسده أي صورة توضع بداخلهما، قال لهما الضابط: "لحقتوا تخبوا صور زعيمكم لينين، وزعيمكم ماوتسي تونغ، وملأوا قفصاً أحضره أبو الأبنودي من البلد ببعض الطعام، ليملأوه بالكتب، وطلبوا من عبدالرحمن أن يحمل قفص الكتب بدلاً منهم، ليأخذوا معهم عبدالرحمن مساء التاسع من أكتوبر/تشرين الأول عام 1966.

استيقظت عطيات في الصباح على صوت بكاء والد الأبنودي، الذي قال لها إنه سيذهب ليقيم في فندق بجوار أولياء الله في الحسين، ليدعو لابنه بالفرج والخلاص، وحين تفقدت عطيات مخلفات غارة المباحث على شقتهما، وجدت وسطها ورقة كان قد كتبها الأبنودي بخط يده، قال فيها:

إلى كل إخوتي البشر

وإلى كل الأصوات المزعجة ذات القلب الطيب

وإلى كل شيء

أرجو عدم، عدم، عدم إيقاظي

الأبنودي

بعدها بأيام كتبت عطيات على نفس هذه الورقة:

13 أكتوبر 1966

عبدالرحمن، في مثل هذا اليوم من العام الماضي، ارتبط مصيري بمصيرك إلى الأبد، والآن حيث لا أعلم مكانك، وحيث لا أعلم ما تفكر فيه أو حتى إذا كنت تتذكر عيد زواجنا، كنت أتمنى أن نحتفل بهذا اليوم معاً، وأن تفتح على الباب وتنادي "عبد العاطي" أو "عطعوط" أو "طاطا"، وأن تكون بجانبي ولكنك هناك الآن، وحتى لا أدري ما هي حدود هذا "الهُناك"، ولكنني أعدك يا أعز إنسان، في هذا العالم المقفر بدونك، أعدك أن أنتظرك حتى تعود، وأن يظل بيتك مفتوحاً باسمك، أعدك أن تعود فتجدني أكثر نضارة وأكثر إنسانية، وأكثر فهماً وإدراكاً للأمور، وكأني كنت أعرف أنك ستذهب بعيداً، وكأنك كنت تعرف فقلت لي أشياء عظيمة عن حياتنا معاً ومستقبلنا معاً، ليلة أن اعتقلوك. كنت أتمنى ألا تخونني أعصابي وأبكي وأنا أكتب لك هذه الرسالة، لأني أعرف أنك تكره البكاء، ولكن بكائي الآن لأني عاجزة تماماً عن أن أصنع شيئاً. عاجزة تماما يا حبيبي".

في ذلك الوقت كان يحيى الطاهر عبد الله هارباً من المباحث، التي لم تكن تعرف أي شيء عنه ولا حتى ملامحه، فاصطحب ضباط المباحث واحدة من جيران شقته القديمة في بولاق الدكرور لكي تدلهم على شكله مقابل 50 جنيهاً، واستدعت المباحث عطيات بعد ثلاثة أيام لسؤالها عن يحيى الذي رأت المباحث أنه كادر متفرغ سياسياً، وينفق عليه الأبنودي بأمر من التنظيم الشيوعي المزعوم الذي تم اعتقال الأبنودي ورفاقه بسببه. وفي تلك الأيام، بدأت عطيات تقاوم أحزانها وأشواقها إلى عبدالرحمن، بكتابة مذكراتها، التي بدأت كتابتها من يوم الأحد 23 أكتوبر 66.

كانت عطيات قد تقدمت في تلك الفترة لامتحانات معهد السينما، وفوجئت بعدم قبولها، تقول لعبدالرحمن في مذكراتها تعليقاً على ذلك: "لست ابنة أو أخت أحد المشاهير من الكتاب والممثلين حتى يقبلوني، عموماً أفضل أن أكون زوجتك"، ذهبت عطيات إلى مكتب وزير الثقافة ثروت عكاشة للتظلم، فقالوا لها إنه مسافر، ذهبت للإذاعة لتقبض باقي مستحقات الأبنودي عن كتابته لأغاني مسلسل (الضحية)، وقابلت بالصدفة هناك بليغ حمدي الذي كان قد عاد لتوه من لندن، "فوجئ بخبر اعتقالك وكاد يبكي بالفعل وقال كلاماً كثيراً عن حبه لك". جاء إلى عطيات في المساء شخص اسمه نبيه سرحان، ادعى أنه صديق الأبنودي وعرض عليها أموالاً وصفتها بأنها طائلة، رفضتها، اعتبرته إنساناً مريباً، فأبلغته رغبتها في عدم وجوده إطلاقاً في بيتها، ليتضح بعد عامين تقريباً أن عطيات كانت محقة في حدسها، لأن نبيه سرحان الشاعر والصحفي ـ اسمه في الأصل يوسف سمير ـ هرب في عام 68 إلى إسرائيل، حيث عمل بها مذيعاً في إذاعة صوت إسرائيل، وظل مقيماً هناك.

تكتب عطيات في مذكراتها مخاطبة عبدالرحمن ليعيش معها أيامها التي عاشتها بدونه: "آمال قالت لي إنه لا يوجد أي اتهام ضدك حتى الآن، ولم يذكرك أحد في أي تحقيق وأنك عامل جو مع الناس في المعتقل.. لم يحضر بليغ حمدي في السادسة كما وعدني، سمعت أغنياتك "آه يا أسمراني اللون" و"آه يا ليل يا قمر". جاء نبيل سالم صديق الملحن عبد المنعم البارودي، وبعد تقديم الشاي سألني عنك، كان يعتقد أنك في مشوار خارج البيت، أخبرته باعتقالك، كاد أن يسقط من على السلم وهو خارج واغرورقت عيناه بالدموع، الناس تحبك، لا أستطيع أن أصف ولا أقول، تصور أني اضطررت لأن أقول للأخ نبيل: لا تتأزم، الأبنودي سيخرج بعد عدة أيام بالكثير، أنا التي أعرف أنه من الممكن أن تظل لمدة عشر سنوات، كثير من الناس اضطررنا لمواساتهم فيك. إحساس بالعجز التام.

في مواضع متفرقة من مذكراتها تكتب عطيات إلى زوجها المعتقل عبدالرحمن الأبنودي:

الثلاثاء 25/10: عبدالرحمن، في العادة أكتب لك بعد استيقاظي في الصباح حتى أستطيع أن أقول لك اليوم السابق كاملاً، ولو كتبت لك عن كل إحساس أشعر به وكل ما يمر بي، وكل كلمة أقولها وأنت هناك، لملأت صفحات وصفحات، أنا أحاول أن أحكي لك خطوات الأيام، أما ما في داخل هذه الخطوات من انفعالات فلا أستطيع.. إنني أعيشها وأتحول إلى شيء آخر وأتعلم لأكون، واليوم تذكرت كلمات كنت قد قلتَها: "إن ما فعلته خيرا في حياتك يقابلك كذنب"، كان هذا بمناسبة موقف المطرب محمد رشدي منك، وأنا أذكر دائما الآن هذه الكلمات وأرى فعلا أن كل ما فعلته أنت خيرا في حياتك يواجهك كذنب..أنا أحاول أن أمحو كل الذنوب التي تواجهك وأراك من جديد.. أنت أخي وأبي لأني لم يكن لي أب حقيقي في يوم ما، وأنت حبيبي وزوجي وأريدك معي حتى ولو كانت جميع الصباحات بدون تبادل كلمات بيننا، حتى لو فيها أطباق مكسرة وتكشيرات على الوجه، أو أي شيء، أي شيء، ولكن تعال فقط، أنت لا تتصور كيف أنتظرك.. أنتظرك.. ولو كانت هذه الكلمة وأنا أكتبها الآن تستطيع أن تخترق الصفحات والمكتب والأرض وتنزل، وتنزل وتعبر في كل القاهرة وتقول لك إنني أنتظرك، فأنا أكتبها بهذا العنف.. أحبك.

الخميس 26/10: الأربعاء كان يوما فظيعا، استيقظت في الخامسة كالعادة وبدأت العمل فورا في البيت وتنظيف وكنس ومسح، سمعت ضجة أمام الباب، عندما فتحت، وجدت رجلين واقفين أمام الشقة المقابلة المفتوحة الأبواب عند هدى جارتنا، وكان الرجلان ممسكين بفرش دهان الحوائط، كانت ملابسهما أنظف قليلا من ملابس المبيضين، بدأ الشك يراودني وحتى نهاية اليوم كان قد حُسم، كانا من المباحث العامة ويتظاهران أنهما من العمال، وبدون مناسبة سألني أحدهما: بتشتغلي إيه؟ قلت له: محامية تحت التمرين. في منتصف اليوم كانا يتظاهران بأنهما يعملان في شقة هدى، وأخذا يدقان على الجدار المشترك مع غرفة نومنا، نزل البياض ووقع الجدار في غرفتنا. كدت أبكي، واكتفيت بالصراخ مع عاملَي المباحث، أحدهما قال بغضب: الآنسة عصبية جداً، قلت له: أنا مش آنسة، أنا متجوزة وجوزي صورته متعلقة قدامك، فقال: متجوزة عبدالرحمن الأبنودي؟ قلت له: هو أنت تعرفه؟ حكاية طويلة وعريضة سأحكيها لك بالتفصيل عندما تعود، عرفتهم أني أعرف أنهما من المباحث وأنهما ليسا ذكيين بما فيه الكفاية. تعبت.

لم أخرج فترة الصباح، جاء صديقي الممثل توفيق عبد اللطيف وسدد لي دينا عليه 8,5 جنيهات، وكان شهماً ولم يرض أن يقتطع مبلغ جنيهين أعطاه لك من الدين قبل ذلك، اشتريت كيلو زبدة بلدي ودفعت 70 قرشاً، لن نأكل سمنا صناعيا بعد الآن، سأطبخ لك أكلاً لذيذاً جداً بالسمن البلدي كما تحب، وسأنتظرك. الجميع الآن في القاهرة يكيلون الاتهامات لبعضهم، وأقل تهمة فلان مخابرات، وفلان مباحث وأسماء لا حصر لها مطروحة في سوق الإشاعات.

ذهبنا إلى معهد الموسيقى أنا وإيفلين زوجة سيد حجاب ـ فنانة تشكيلية سويسرية كانت زوجة الشاعر الكبير في ذلك الوقت ـ إلى حفل فيروز، محمد أخو عبد الله وأخته من الكويت جاءا أيضاً إلى معهد الموسيقى لمشاهدة فيروز تغني، حضرنا حفل الشاي، قابلت أحمد فؤاد حسن ـ المايسترو وقائد الفرقة الماسية ـ قلت له: أنا زوجة الأبنودي، قال: أهلا وسهلا، بحرارة، سألته إن كان لك فلوس عنده، قالك حتى لو ما لوش فلوس، فوتي علي في مكتبي بكره، كلمة ورد غطاها وشكراً، سأرسل له كمال الأبنودي. نزلنا للصالة، فيروز لن تغني، بل هم الذين سوف يغنون لها، حاجة مؤسفة. الحجاجي قال: تغني إيه، احنا عاملين لها أحسن بروجرام، شكوكو وشريفة فاضل وفايدة كامل، ولم يكن في استقبالها من الفنانات غير السيدتين. كان ترتيب الحفل الستات في ناحية من الصالة وحدهم، والرجال في الناحية الأخرى وحدهم، شربنا الحفل حتى النهاية ثم ذهبنا أنا وإيفلين لمقابلة فيروز، أعطينا لها دواوين الشعر، إيفلين كتبت لها بالفرنسية، وقالت: في صفحة 32 من ديوان (صياد وجنية) قصيدة كتبها سيد حجاب من أجلك، لو كان موجودا لكان سيعطيك هذا الديوان بنفسه، أنا كتبت على ديوان (الأرض والعيال): إلى فيروز، لو كان الأبنودي موجوداً لأهدى لك أحلى أشعاره لتغنيها، ولكنه غير موجود فلا أملك غير إهدائك ديوانه الأول. التوقيع زوجته عطيات الأبنودي". لا تتصور كم كنا سعداء بذلك.

الإثنين 30/10: زارني منير عامر ـ الكاتب الصحفي بمجلة صباح الخير وصديق الأبنودي وعبد الحليم ـ لأول مرة منذ اعتقالك، كنت أتعجب من غيابه الطويل، قدم لي كثيراً من الاعتذارات والأعذار، أما محمد عبد الغفار صديقك المحامي فاعتقلوه لمدة ثلاثة أيام واستجوبوه كما يجب، جاء لزيارتي وحكى لي ما حدث له، حاولت أن أفهم لماذا تتم هذه الاعتقالات ولحساب من، كان رأيه أن أجهزة الأمن تتضارب، وأن هناك صراعات فوقية هنا أو هناك في الحكومة، إلى آخر هذه التحليلات. ظل معي حتى الثانية عشرة والنصف مساءاً، كنت متعبة نفسيا ولكن استرحت قليلا بعد هذا الكلام، يبدو أنه رجل عاقل، ولكن ما يدور في ذهني مختلف، أنا زوجة اعتقل زوجها، هذه حقيقة، ماذا يعنيني بالصراعات الفوقية والصراعات السياسية هنا أو هنا أو هذا الجهاز يضرب هذا الجهاز، ما يهمني بالفعل متى تعود إلى بيتك وعملك وحياتك؟ متى؟؟ يصيبني الصمت لأن الكلام متضارب ولا أحد يعرف متى ينتهي هذا الموقف، ولهذا فأنا لا أملك شيئا غير الانتظار لأنك الوحيد الذي يستطيع أن يقول لي شيئا في هذا الموضوع. نمت في الواحدة صباحا.

استيقظت صباح الأحد كما قلت لك حتى جاء والدك، وعرفت أنه سيسافر 12 ظهرا، تكلمنا كثيرا إلى أن قال: هو حد يخالف الرؤساء، هو يعني إحنا حنعرف أحسن منهم، كتبت لك خطابا وكتب هو فيه كلمتان لك: "إن بعد العسر يسرا"، جاء كمال لاصطحابه إلى القطار، جهزت بعض السندوتشات لوالدك ليأخذها معه في السفر، كان قد أحضر لي كيلو من اللحم معه بالأمس، تأثر كثيراً من حكاية السندوتشات، وعندما سلم علي قابلته مرتين فبكى، وقبل أن يغادر البيت سألني إذا كنت غير قلقة أو مستريحة لهذا الوضع، قلت له: لست مستريحة ولكني غير قلقة، وأنا متوقعة لهذا دائما، ولن تكون آخر مرة يعتقل فيها، إلا إذا خرج من المعتقل راجل رجعي، وعيّنوه مدير عام أوساط الشعر والأغاني، وضحكت حتى أخفف عنه، تمنيت في زيارته القادمة لنا أن تكون موجودا ووعدته أن نسافر لزيارتهم فور خروجك عن قريب.

في السادسة مرت آمال وعصمت وصافي أخت آمال للذهاب إلى زينب بنت عصمت في المستشفى بعد أن أجرت العملية، أخذت لها معي هدية كولة بيضاء من الفرو التي كنت أملكها، كانت سعيدة جدا كطفلة صغيرة، جاء إلى المستشفى المطرب محرم فؤاد ليزورها أيضا، وكادت أن تقع خناقة بيني وبينه عندما قال: "أنا ما صدقتش عبدالرحمن لما قال لي إنه اتجوز، أصله زي الزيبق ما عرفش أمسكه"، رديت على الفور: "أنا ما أسمحش إنك تتكلم عن عبدالرحمن بالطريقة دي، الزيبق ده في الوسط بتاعكم، لكن عبدالرحمن مش منكم، ولو كان عبدالرحمن زي ما بتقول، ما كانش يبقى في المكان اللي هو فيه دلوقت"، كل هذا في جملة واحدة، اعتذر لي على الفور وقال: أنا ما أقصدش المعنى السيئ لكلمة الزيبق لكن هو صاحبي وحبيبي"، قلت له: "لا صاحبك ولا حبيبك"، قال: "طيب يصح إنه يدي أغاني لناس تانية غيري مع إنه كان متفق عليها معايا؟" سألته: "باعها لك؟" قال: "لأ بس ده كلام رجالة". قلت: "آه وانت بتعمل بكلام الرجالة؟"، قال: إيه قيمته محمد رشدي، ده زي قماش الدمور ـ نوع قماش شعبي رخيص الثمن ـ إنما أنا وعبد الحليم وزي القماش الموهير والفنانون العالميون فعلا هم أم كلثوم وصباح وفايزة وشادية وأنا وعبد الحليم، ابتسمت، نظر إلي وقال: "عالميون يعني العالم العربي، أما المدعو، ولم يذكر اسمه هذه المرة، فده عبارة عن تحت البدروم، بيغني في الفرح بـ 15 جنيها أو حتى 10 جنيهات"، هذا العالم يا عبدالرحمن كما قلت في إحدى قصائدك "قمصانهم البيضا وبدنهم الرخام"، لو حكيت لك عن كيف يتصرفون وكيف يتكلمون، ولكنك تعرف أكثر مني.

الخميس 3/11 صباحاً: في الصباح أستمع لأغنيتك "بالسلامة يا حبيبي بالسلامة تروح وترجع بالسلامة" في مقدمة ونهاية برنامج المرور الذي تقدمه آيات الحمصاني من البرنامج العام، وأضطر أسمع البرنامج من أوله لآخره، طول النهار أسمع أغانيك في الراديو، إنك لم تغب عن الناس.

السبت 5/11 السابعة وعشر دقائق: في صباح الخميس ذهبت إلى أكثر من مكان لشراء جزء من القائمة التي أرسلتها لي، أمي ذهبت إلى السيدة زينب فنحن في بدايات الشهر وعليها أن تدفع الإيجار والتزامات البيت. قابلنا أحمد فؤاد حسن أنا وكمال، البنا بفرق الحساب، فقد أخذ منه كمال 30 جنيها وباقي 20 جنيها، قال الحاج أحمد فؤاد حسن: المحاسب مش موجود دلوقت، وإذا كان فيه غلط في الحساب فإنشاء الله لما ربنا ياخد بيد الأستاذ عبدالرحمن نتحاسب معاه، فقلت له: ليه هو مريض حياخد بيده؟ كان هناك المطرب محمد طه، سلم على كمال وسأله: هو الأبنودي مريض؟ فقال له كمال: الأبنودي في المعتقل، فقال بحزن شديد: يا حول الله والنبي تسلموا لي عليه.

دفعت حساب الجرائد والمجلات لهذا الشهر جنيهاً واحداً، لأنني امتنعت عن شراء كل الجرائد والمجلات، كما تعودنا من باب التوفير، ذهبنا إلى بيتنا أنا وآمال، كانت تسبقنا على السلالم خطوات خشنة رتيبة، ثم سمعنا خبطا شديدا على باب شقتنا، قلت لآمال: "وصلوا"، طلعنا بهدوء، وجدنا أفندي شيك، سألناه: عاوز مين؟، قال: "مدام عطيات.. انتو رايحين لها؟"، آمال قالت له أيوه، أخرجت المفتاح من حقيبتي وفتحت الباب، قال متعجباً: مين فيكو مدام عطيات؟"، قلت له: اختار، فاختار آمال، طبعاً لأنها الأحلى، وفي رأي الراجل إن زوجة الأبنودي لا بد أن تكون الأحلى، تكلم مع آمال على أنها زوجتك، كنت مبسوطة، لكن في نفس الوقت خائفة من هذه اللعبة، وخاصة أنا لم أعرف بعد هوية هذا الرجل، قال: "مدام عبدالرحمن الأبنودي مطلوبة الساعة 11 صباحاً في مكتب منير محيسن لإن فيه رسالة من الأستاذ عبدالرحمن الأبنودي علشانها. تماماً بنفس الطريقة التي أخذوا بها كمال عندما قالوا له تعالى استلم عبدالرحمن، وكانت الساعة 2 بالليل، وتذكرت ما قال كمال للضابط: "يعني عبدالرحمن بقى له شهر عندكم لازم واحد ييجي يستلمه والساعة 2 بالليل، خليه للصبح يا سيدي وهو ييجي لوحده".

الخميس 17/11: اصطحبت إيفلين إلى المكتب الرئيسي للبريد في ميدان العتبة، لإرسال طلبات سيد، حسب الكشف الذي بيدها، وكتبنا العنوان على معتقل طرة، نحن سعداء بأنك أنت وسيد حجاب الآن في غرفة 3 عنبر 6، قابلنا فريدة صلاح عيسى في نفس المكان، كانت تطمئن على وصول الطرد الذي أرسلته لصلاح، فهي ترسل الطرود مسجلة وبعلم وصول، كانت متعبة جداً، وسوداوية جداً، وتكاد تجن من الغيظ، تكلمت معها كثيراً، طوال فترة الانتظار في مكتب البريد، ثم تجولنا في الشوارع ثلاثتنا، قضينا معها أنا وإيفلين حوالي ساعتين، ولم يكن هناك أية فائدة في تغيير مزاجها على الإطلاق، قالت في النهاية: "أنا مخلصة مع نفسي كده، أنا لا أدعي الحزن، ما أقدرش أعمل غير كده"، وظلت تتساءل والدموع في عينينها: "يا ترى بياكل إزاي وبينام إزاي"، قلت لها: يا فريدة هم مش رايحين يتفسحوا، إيه أهمية التفكير يأكلوا إزاي ويناموا إزاي أو هل بيستحموا أم لا؟ ده سجن، مش حديقة، السجن يعني سجنا، ودي متاعب لا ضرورة للتفكير فيها، وعلى الإنسان أن لا يعيش بهذا الإحساس المدمر بالانتظار والتفكير في هذا الذي حدث وليه وعشان إيه وما بيفرجوش عنهم ليه، كنت أحدثها وكأنني أحدث نفسي.

أنقد نفسي نقداً ذاتياً، لأنني لم أفكر في تقديم عريضة جماعية للرئيس التشيكي الذي كان يزور مصر هذه الأيام، ماذا أفعل ربما استطعت أن أتدبر الأمر. جاء لزيارتي يوم الجمعة عبد العظيم عبد الحق أكثر الله من أمثاله، يسأل عنك وقال: "أنا أخوكي ومراتي أختك وإحنا تحت أمرك، وعبدالرحمن أنا بحبه وباحترمه، ولو إن فيه شوية جنان". عندما تعود سوف تسمع "قفف" من النصائح وسوف تسقط على دماغك "بلاش كده وبلاش كده وأنا قلت لك وانت قلت لي"، أنا طبعا يصيبني منها الكثير من مثل "لو طلع عبدالرحمن ما تسمحيلوش بكذا وما تسمحيلوش بكذا وسامحي له بكذا لأنه لازم يعقل وياخد باله من نفسه"، ولاد المجنونة، يعقل قال؟

الأربعاء 16/11 صباحاً: عبدالرحمن.. واحشني.. جداً.. كل الوجوه في الطريق كانت أنت.. تذكرت رسائلك التي كنت تكتبها لي في حياتنا اليومية "كلي حب.. بس إصحي.. توقيع عبد الزفت"، "الورد على المخدة.. بس عاوزك تنضفي البيت"، "عبد العاطي أنا بحبك"، "لما أروح السجن عاوز ورايا راجل"، أنا عارف إن دورك حيكون هام وأنا في السجن".

عبدالرحمن.. واحشني وأريدك أن تملأ البيت ضجيجاً مرة أخرى.

الاثنين 22/11 صباحاً: عبدالرحمن.. لا أعرف ماذا جرى لي.. استيقظت من النوم كأن العالم فوق رأسي.. صداع رهيب وعيناي مرهقتان وتزدادان احمراراً، مع أني نمت بالأمس في الحادية عشرة والنصف. جاءت إيفلين صباح الأمس وبدأنا الترحال، توجهنا إلى مبنى الأهرام، أولا إلى مكتب علي حمدي الجمال، ثم إلى مكتب محمد حسنين هيكل، وأخيراً مكتب لطفي الخولي، وكانت الإجابة من سكرتيرات الجميع "ما تقدروش تقابلوهم:، الأول بسكرتيرته الساحرة والمعجبين حولها قالت باستخفاف: كيف عرفتم أن البرقيات وصلت إلى مكتبنا؟ اتنرفزت عليها وقلت لها: "ليه هو سر حربي"، عند مكتب هيكل وجدت برقيتي لم تعرض عليه، وبرقية إيفلين بحثوا عنها وجدوها في مكتب علي حمدي الجمال، أما مكتب لطفي الخولي فقالوا إنه لن يحضر إلى مكتبه قبل السادسة مساء.

ذهبنا إلى دار الهلال، قابلنا على الفور رئيس مجلس الإدارة مصطفى بهجت بدوي، لم يكن لديه أية فكرة عن هذه الاعتقالات، وكانت آخر معلوماته أن الشيوعيين قد خرجوا من المعتقلات، أعلمناه بموضوع صلاح عيسى وفصله من عمله ومسألة ربع المرتب الذي يصرف للموظفين المعتقلين، تأذى الرجل كثيراً وقال إن لديه مواعيد مع ناس مهمين سوف يقابلهم الإثنين والجمعة وسيرد علينا يوم السبت. كتّر خيره. أحمد بهاء الدين رئيس تحرير مجلة المصور لم يكن موجوداً في دار الهلال في هذا اليوم. توجهنا إلى فتحي غانم رئيس تحرير جريدة الجمهورية، قالت السكرتيرة بابتسامة ملحوظة إن البرقيات وصلت لفتحي بك وهي على مكتبه، طلبنا مقابلته، دخلت السكرتيرة غرفته بعد أن كتبت اسمينا على ورقة صغيرة، وخرجت بسرعة مكفهرة الوجه وقالت: "فتحي بك مش ممكن يقابلكم"، سألتها: "يعني مش ممكن خالص ولا دلوقت بس؟"، قالت: "مش ممكن خالص"، قلت لها: "المفروض أعرف ليه مش عاوز يقابلنا.. ممكن يقول ابعدوا عني أنا مش قد الحاجات دي أو أنا مشغول النهارده ويحدد لنا ميعاد تاني بعد شهر أو بعد سنة، لكن يقول مش ممكن أقابلكم خالص، دي غريبة، أنا عارفة إن ما فيش في إيده حاجة لكن المفروض يقابلنا ويعتذر لنا.. يعمل أي حاجة"، ردت السكرتيرة بخجل وقالت: "أصل فتحي بيه لسه جديد في الدار ومش عارف حاجة".

يوم الجمعة الماضية قابلت خيري شلبي، "إيه يا خيري ما بتسألش عن مرات الأبنودي ليه؟ أصل كنت جاي وقالوا لي البيت متراقب"، طبعا انفجرت بعتاب شديد حتى فرت من عينيه الدموع، يعني خيري شلبي وسيد موسى وآخرين وآخرين وراهم إيه حتى لا يسألوا مجرد سؤال عن أحوالنا. مرة أخرى ذهبنا إلى مكتب لطفي الخولي، قابلنا ميشيل كامل مدير تحرير مجلة الطليعة بدلاً منه، قال: "إحنا يا جماعة بنشتغل كويس من أجل إنها الموضوع لإنه بيهددنا كلنا، وكان فيه قائمة أخرى بها 200 من الأسماء والرئيس عبد الناصر أوقفها، وبقاء الجماعة دول في المعتقل بيهددنا كلنا من الناحية الشخصية ولازم نلاقي حل واطمئنوا"، قلت له: "ده دفاع عن الحكومة وعن مشروعية هذه الإجراءات؟"، رد بالنفي.

كانت أيضاً فريدة الشوباشي زوجة علي الشوباشي موجودة في مكتبه لنفس السبب، قالت فريدة: "انتو تعرفوا أن إبراهيم فتحي هو السبب؟ ـ الناقد الأدبي الكبير ـ أنا سمعت الكلام ده من بعض الناس، قلت لها: إبراهيم فتحي دلوقت موجود في السجن معاهم، وممكن الإشاعات دي تكون خطة لتشويه سمعة إبراهيم فتحي من ناس يهمهم تشويه سمعة إبراهيم، أنا فيه واحد قال لي إن إبراهيم هو اللي بلغ عن عبدالرحمن، وقال للمباحث إن الأبنودي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي المكونة من أربعة أحدهم الأبنودي، ولم أصدقه لأن هذا غير حقيقي، أعتقد دي حركات المباحث حتى توقع بالناس في الخارج أو في السجن".

الثلاثاء 22/11: بعد منتصف الليل، فتحت الدولاب وأخذت قمصانك البيضاء المكوية، ووضعتها على صدري بقوة وأخذت أشم رائحتك فيهم، وبكيت، بكيت بشدة.

الأربعاء 23/11 الحادية عشرة والنصف مساء: كانت الجولة هذه المرة في مبنى الاتحاد الاشتراكي في ميدان التحرير، جاءت إيفلين وبدأنا بمكتب أمين الشباب الدكتور حسين كامل بهاء الدين في مبنى الاتحاد الاشتراكي، قال سكرتيره أن لا أمل في مقابلته، فقلت له إنه من الضروري أن يقابلنا، وهذا حقنا عليه بصفته المسؤول عن الشباب في مصر، فقال لي إنه لا يعرف شيئاً عن موضوع اعتقالكم، قلت له الدكتور يعرف وأنا أعرف إنه يعرف، لأنه أحد كبار المسؤولين، ونحن نريد تفسيراً منه عن الذي يحدث في البلد، حاول السكرتير أن يفهمني أن لا داعي لعمل إحراج للدكتور، وطلب مني أن أكلمه في التليفون حتى يحدد لي موعداً معه، قلت ما الفائدة لأنك تستطيع أن تحدد لي موعداً، وعندما نأتي إلى هنا تقول إن الدكتور لديه اجتماع، ووصلت إلى حل وسط مع نفسي، وبالفعل لا داعي لإحراج أمين الشباب، قلت له حتى أنهي الموقف: "على العموم أنا أفتكر زي ما حضرتك بتقول إنه الدكتور ما فيش في إيده حاجة، هل ممكن تعطيه هذه العريضة، أنأ اريدها فقط أن تصل إلى يديه شخصياً"، وافق على الفور.

الجمعة 25/11 في الظهر: لا أستطيع أن أمنع دموعي، أعرف انك تكره الدموع، ولكن ماذا أفعل، هذا العجز هو الذي يقتلني. الآن شاهدت آخر حلقات مسلسل (الضحية) واستمعت إلى المقدمة الغنائية التي كتبتها: "ياللي انت ماشي ع الطريق بمداس، ما تدوسش أحسن تحت منك ناس"، شاهدت اسمك في العناوين، بكيت وفرحت، بل فرحت جداً، ما زال صوتك عالياً في كل مكان، في الإذاعة والتلفزيون، وفي السجن أيضاً، خطر في بالي أن أذهب إلى المخرج نور الدمرداش لآخذ منه ملخص الجزء الثاني من الحلقات، وأرسله لك في السجن لكي تكتب له أغنيات المقدمة والنهاية، وإذا لم يمكن أستطيع أن أبحث في أوراقك، أو في ديوانك (الأرض والعيال) عن أبيات تصلح لمقدمة ونهاية الحلقات القادمة، مجرد فكرة، وسنرى.

الأربعاء 30/11 صباحاً: بالأمس كنت ضجرة للغاية، طوال النهار في البيت، زهقت، خرجت حوالي السادسة والنصف، مريت على كمال في الشغل، نزل معي واشترينا يوسفي ورجعنا إلى البيت. حلمت إنك رجعت، كنت في البيت، خالع القميص، ولابس الفانلة، كنت ممسكاً بفردة حذاء وبالإبرة وبالخيط وتحاول إصلاح الحذاء، كان يحيى الطاهر في الحلم هو أيضاً يلبس فانلة سوداء بحمالات، وكان يفعل نفس الشيء، حلم غريب جداً، حلمت أيضاً أن أمي ماتت وفي اللحظة التي كنت أكتب نعيها، استيقظت هي وظلت تقبلني وتقول لي: إنتي بس اللي بتحبيني من دون إخواتك. لو ماتت أمي سوف أحزن عليها إلى الأبد.

أنا متعبة وأحس بالقرف، لكن سرعان ما ستتغير هذه الحالة وأفيق.

كتبت رسالة لعبد الناصر وسوف نذهب بها إلى مكتبه".

........

نكمل قراءة مقتطفات من كتاب عطيات الأبنودي الأسبوع القادم بإذن الله.

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.