أبو علي بوتين لا يحب الأوادم

أبو علي بوتين لا يحب الأوادم

23 سبتمبر 2017
+ الخط -
أبدى الرئيسُ الروسي فلاديمير بوتين الملقب بـ(بو علي أبو تين) استغراباً شديداً من أن هناك أناساً في الهيئة العليا للتفاوض ما زالوا يطالبون برحيل الرئيس ابن حافظ الأسد عن سدة الحكم في سورية!

ويبدو أنه قد توصل إلى قناعة مفادُها أن القوات المسلحة الروسية (الباسلة) قد تمكنت، خلال السنتين الفائتتين، من إفهام السوريين، بالقوة والبطش، أن ابن حافظ الأسد، مثل "داعش"، باقٍ، ويتمدد، فكيف يجرؤ "ابنُ أنثى" على التفوه بمثل هذه العبارات البذيئة بخصوص رحيله، وما رحيله؟      

ذَكَّرَني تصريحُ الأخ "بو علي" هذا بحكاية مسلية قديمة كنتُ شاهداً عليها. فقد كان لي، خلال إقامتي الطويلة في مدينة إدلب، صديق اسمه "أبو عبدو" يعمل في تجارة المواد الغذائية بالجملة. كنت أزوره في أوقات استراحتي من الكتابة، فنجلس أمام الدكان، نشرب الشاي، ونتسامر، ونحكي بحق الزمان بعض الحكايات، ونضحك عالياً حينما يروي أحدُنا للآخر طرفة مؤثرة. ذات مرة، قال لي: 

اسمع هذه القصة، يا أبو مرداس، وخذ منها عبرة، وإذا أعجبتك اكتبها في الجريدة. فقبل حوالي سنة تَرَتَّبَ لي في ذمة أحد تجار المفرق مبلغ من المال، طالبتُه به عبر الهاتف مرة ومرتين وعشراً، وهو يسوِّف ويتهرب ويتذرع بضيق يده، حتى طفح بي الكيل فتركتُ دكاني وذهبت إليه. وجدته يدفع لاثنين من الدائنين ديونهما، وبعد انصراف الدائِنَيْن ازدادت حالتي عصبية وقلت له: أريد أن أسمع منك جواباً على سؤال واحد فقط، هو: كيف يخطر لك أن تدفع لغيري ممن لهم عليك ديون، وأنا لا تدفع لي؟ فقال لي، من دون مواربة، ما معناه أن الرجلين اللذين كانا في زيارته لم يتركا له مجالاً للتسويف والمماطلة، فمذ وصلا باب دكانه باشرا بإطلاق الشتائم والمسبات عليه، وعلى زوجته وأخته وأمه، وهدداه بالضرب، وأحدهما كور قبضته وقربها من وجهه قائلاً إنه سيفتح في وجهه شوارع وأنفاقاً إذا لم يدفع.

وأضاف: لعلمك فإن هؤلاء أناس وسخون لا يتورعون عن الضرب وإطلاق الشتائم.. وبما أنك أنت إنسان آدمي فأنا مضطر لأن أؤجل دفع ما لك بذمتي ما استطعت! 

خطيب بدلة
خطيب بدلة
قاص وسيناريست وصحفي سوري، له 22 كتاباً مطبوعاً وأعمال تلفزيونية وإذاعية عديدة؛ المشرف على مدوّنة " إمتاع ومؤانسة"... كما يعرف بنفسه: كاتب عادي، يسعى، منذ أربعين عاماً، أن يكتسب شيئاً من الأهمية. أصدر، لأجل ذلك كتباً، وألف تمثيليات تلفزيونية وإذاعية، وكتب المئات من المقالات الصحفية، دون جدوى...