16 اغسطس 2017
جنود "طيبون" وشوكولاتة
جنود "طيبون" وشوكولاتة
قاص ومعلم فلسطيني. مواليد القدس عام 1964 ويقيم في رام الله. له عدد من المجموعات القصصية المنشورة.
أعلن المحتلون منع التجوال، فرغت المدينة الصغيرة من الناس، صار هناك برج عسكري، ينتصب، قرب آخر بيوت المدينة المحاطة بالجبال، لمراقبة المدينة ورصد تحركات المقاومين. داخل البرج كان هناك جندي، يطلق النار بين الحين والآخر على مناطق بعيدة داخل المدينة.
في البيت الذي يطل عليه البرج كان يعيش أب وأم وطفل عمره خمس سنوات، خارج البيت تحت البرج مباشرة، كان هنا دكان يملكها صاحب البيت الممنوع من الخروج، في الدكان كان هناك شوكولاتة وقرطاسية ومكسرات.
أحياناً كان يشعر طفل العائلة المحاصرة بالملل، كذلك كان جندي البرج يشعر بالملل، سمح الجندي لأطفال الحارة، باللعب أمام بيوتهم على أن يظلوا تحت مرمى بصر بندقيته، فرح الأطفال بشوكولاتة لذيذة سقطت عليهم من أعلى البرج، نظر الأطفال إلى فوق، فشاهدوا جندي البرج يبتسم، مواصلاً رميهم بالشوكولاته. ركض الأطفال الى أمهاتهم: "يما يما الجندي أعطانا شوكولاتة.. شوفي شوفي".
نظر أب آخر بيوت المدينة والأقرب إلى البرج للوح الشوكولاتة اللذيذ الذي يلتهمه طفله وصعق.. وبدا وكأنه على وشك البكاء، فهمت زوجته الحكاية واكتفت بتنهيدة طويلة وإطراقة رأس.
كل صباح كان الأطفال يتجمعون تحت برج الجندي "الطيب" وهم يرفعون أيديهم منتظرين طلته المبتسمة، ليلقي عليهم ألواحاً جديدة من الشوكولاتة. بعد شهرين أعلن المحتلون السماح بالتجوال، اختفى البرج وتراجع الجنود إلى مواقعهم فوق الجبل، فتح الأب دكانته، كل شيء كان في مكانه تماما، ما عدا ألواح الشوكولاته، فقد اختفت عن الرفوف تماماً.
في البيت الذي يطل عليه البرج كان يعيش أب وأم وطفل عمره خمس سنوات، خارج البيت تحت البرج مباشرة، كان هنا دكان يملكها صاحب البيت الممنوع من الخروج، في الدكان كان هناك شوكولاتة وقرطاسية ومكسرات.
أحياناً كان يشعر طفل العائلة المحاصرة بالملل، كذلك كان جندي البرج يشعر بالملل، سمح الجندي لأطفال الحارة، باللعب أمام بيوتهم على أن يظلوا تحت مرمى بصر بندقيته، فرح الأطفال بشوكولاتة لذيذة سقطت عليهم من أعلى البرج، نظر الأطفال إلى فوق، فشاهدوا جندي البرج يبتسم، مواصلاً رميهم بالشوكولاته. ركض الأطفال الى أمهاتهم: "يما يما الجندي أعطانا شوكولاتة.. شوفي شوفي".
نظر أب آخر بيوت المدينة والأقرب إلى البرج للوح الشوكولاتة اللذيذ الذي يلتهمه طفله وصعق.. وبدا وكأنه على وشك البكاء، فهمت زوجته الحكاية واكتفت بتنهيدة طويلة وإطراقة رأس.
كل صباح كان الأطفال يتجمعون تحت برج الجندي "الطيب" وهم يرفعون أيديهم منتظرين طلته المبتسمة، ليلقي عليهم ألواحاً جديدة من الشوكولاتة. بعد شهرين أعلن المحتلون السماح بالتجوال، اختفى البرج وتراجع الجنود إلى مواقعهم فوق الجبل، فتح الأب دكانته، كل شيء كان في مكانه تماما، ما عدا ألواح الشوكولاته، فقد اختفت عن الرفوف تماماً.
قاص ومعلم فلسطيني. مواليد القدس عام 1964 ويقيم في رام الله. له عدد من المجموعات القصصية المنشورة.