كاللص

كاللص

24 ابريل 2017
+ الخط -


(1)

كاللصِ ترقبُ صورةَ العينينِ والوجه البريء 
المشتهى 
وتذوبُ فيه 
تذوب فيه 
ولا حدودَ لبحره 
وجهٌ تربعَ فوق عرشِ المنتهى 

(2)

في رمشهِ العذري سبعُ سنابل 
خضرٍ وسبعٌ مثلَ قلبي واجفة 
أعلو به وأطيرُ مخمورا به 
وبكحلةٍ نامتْ على بئرِ الطفولة راجفة 

(3) 

لا مُدركٌ إلاهُ في هذا المدى 
وهو النهايةُ والكلام المبتدا
وهو الذي لولاه ما أطَّتْ سماءُ الحبِ
في لغةِ الفتى 
حتى ارتمى في خدهِ طهرُ الندى 
وهو الذي لولاه قلبي خرقةٌ 
وقصيدتي كأسٌ يراقُ على أباريق السُدى
 

(4) 

كَفي بكفِ الليلِ نمشي نحوهُ 
والنورُ من صَلصالنا انعتقَ 
نرنو له 
يرنو لنا 
مترنحا يهذي بنا قلقا 
يخفي عن الناس الدلالَ مخافةً أنْ يفتنوا 
ودلالهُ من علَّم الشبقا 

(5)

أرخى النعاسُ عيونَه فتمايلت 
ونعاسهُ بالفرقدين أطاحَ
زغبُ البراعمِ: رمشهُ 
قد نام في صحنينِ من عسلٍ 
ومن خمرٍ غبوقٍ شفَّهُ ماءُ الكلامِ فصاح 

(6) 

لو كان هذا الوجهُ في طرقاتِ بابلَ 
حيث كان الرقصُ شباك النجاةْ 
لو كان في العهد القديم جمالُه وجلالُه 
لغوى الأنامَ بحسنهِ ولقال عنه الخلق: وجهُ إله 
لرأيتَ في حِبْرِ المسلةِ شاعراً 
أدَّى طقوسَ العشقِ فاستعرتْ دِماهْ 

(7) 

بايعتُ ثلجَ بياضهِ 
وجعلتهُ فوق الوجوهِ خليفةْ
لو أدركَ العربُ القدامى سرهُ 
لغدتْ أساطيرُ الطغاةِ 
سخيفةْ 

(8)

من أين لي بالسحر حتى أفهمهْ 
وجهٌ سماوي الملامحِ ... معبدٌ
سبحان من جعلَ القداسةَ معجمهْ 

(9)
 

أنا سادنُ الوجهِ المقدسِ في الهوى 
وقتيلهُ ومقاتلِهْ 
أحيا وأبعثُ إن زقت 
في مقلتيه بلابلِهْ 

(10)
 

وجهٌ تباعدَ عن دمي 
لكنَّني رغمَ المشقةِ طائِلُهْ 
الحسنُ مختومٌ به 
وبه بدتْ قبل الوجود أوائله 
العاشقون تعمدوا في بحرهِ 
وتفرقتْ بين الأنام قيائله
1C539F94-DF25-418C-A43E-009228379DC4
محمد البرغوثي

شاعر فلسطيني من مواليد رام الله عام 1989. يكتب قصيدة الفصحى، التي يغلب عليها الطابع الصوفي والوجداني، والقصيدة العامية التي يغلب عليها الطابع السياسي الساخر.