الأسرى ليسوا أرقاماً

الأسرى ليسوا أرقاماً

18 ابريل 2017
+ الخط -
يختلف الفلسطينيون على كل التفاصيل النضالية والجواهر الوطنية، إلا أنهم يتوحدون بموضوع الأسرى. اعترك أكثر من فصيل إعلامياً على انتماء شهيد، وتنافسوا على تبني عملية فدائية؛ لكن عند ملف الأسرى تسقط الانتماءات الحزبية إعلامياً مع أنها موجودة داخل الزنازين. 

وللأسف، يتعامل الوسط الإعلامي وجمعيات حقوق الإنسان مع الأسرى على أنهم أرقام تزيد وتنخفض. ويحدثك هذا الباحث أو ذاك التقرير عن سنوات السجن لكل أسير أو "اعتقلت قوات الاحتلال (عدداً) فلسطينياً في الضفة". وعند بدء إضراب الأسرى، بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، اهتم الإعلام بعدد الأسرى والمضربين عن الطعام أكثر من الاهتمام بمطالبهم.

 لو أن الصحافيين يسلطون أقلامهم ومنابرهم على معاناة الأسرى وحياة كل أسير ونضالاته لكنا أمام حالات إنسانية، وليس أمام عمليات حسابية يمكن لآلة حسابية إنجازها.

استطاع الاحتلال تحويل الشهداء الفلسطينيين إلى أرقام، حتى أن مقبرة الشهداء أسماها "مقبرة الأرقام"، لكنه لم يستطع تحويل أحلام وذكريات الأسرى إلى أرقام متعددة. وبدا واضحاً أن الأسرى المضربين عن الطعام، لا سيما الأسرى الإداريون، لهم أسماء وصفات انصاع إعلام الاحتلال إلى أن يذكرها، ربما لأنها كانت مبادرات فردية. 

والآن مع الإضراب الجماعي، ماذا سيفعل الاحتلال؟ الوزير المتطرف إسرائيل كاتس قال إن "الحل هو إعدام المخربين". أما الحل عند الشارع الفلسطيني، فهو الوقوف بقوة مع أسرى ضحوا بأيامهم من أجل أن يبقى غيرهم خارج الزنازين والسجن الكبير وألا يدخلوا إلى السجن الصغير.

وهذا تحديداً ما عبر عنه قائد الإضراب، الأسير مروان البرغوثي، الذي وجه رسالة إلى الشعب الفلسطيني قائلاً: "أخاطبكم اليوم من زنزانتي الصغيرة ومن العزل الانفرادي ومن وسط آلاف الأسرى وباسمهم، ومن بين آلاف الأسرى الذين قرروا خوض معركة الحرية والكرامة، ومعركة الشرف والبطولة، معركة الإضراب المفتوح عن الطعام، وذلك دفاعاً عن حق الأسير في الحرية والكرامة".

هي معركة الحرية والكرامة، معركة لا يحمل فيها الأسير سوى سلاح الإضراب عن الطعام، معركة قد لا تكتمل إلا بالتفاف شعبي في الداخل والخارج حول مطالب الأسرى المحقة، وليس حول أعدادهم وانتمائهم.

صمود غزال
صمود غزال
صحافية فلسطينية لاجئة في لبنان. من فريق موقع العربي الجديد قسم السياسة.