جنيف 8 وخيار المعارضة المغيب بالانسحاب

جنيف 8 وخيار المعارضة المغيب بالانسحاب

15 ديسمبر 2017
+ الخط -
خيار الانسحاب وتعطيل المفاوضات، خيارٌ تم استخدامه من قبل نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا والمهاتما غاندي في الهند، وغيرهما الكثير من الوطنيين الأحرار في العالم.

وفي مقاربة بسيطة للوضع السوري نتساءل: لماذا لا يطرح هذا الخيار من قبل المعارضة حيث يضعون المجتمع الدولي أمام معضلة تعطيل الحل السلمي الذي ينادي به الجميع. وبالتالي تعطيل ملفات مهمة كملف اللاجئين المتواجدين في دول الجوار، وملف إعادة الإعمار، وهذا الملف أكثر ما تهتم به جميع الدول حالياً.

فالسؤال، ما العوائق التي تحول دون استخدام هذا الخيار؟ وخاصة بعد رد ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص في سورية الذي أعلن ما هو واقع الحال.

وهل كان على المعارضة أن تسمع من دي ميستورا ما يعرفه الجميع؟ ألم يكن واضحاً لكل المراقبين أن الثورة السورية فقدت أغلب أصدقائها (إن صحت تسميتهم أصدقاء) عندما سلم أوباما ملف سورية لروسيا. وبعدها عندما جاء مؤتمر أستانة الذي أعطى مؤشراً واضحاً على تراجع الحليف الأخير للمعارضة وهو تركيا.


الجميع كان يعرف وبدل أن يتم التفكير ببدائل تنقذ هذه الثورة، تماهى البعض مع أوهام المفاوضات والاجتماعات. رغم كل ما أنتجته تلك الجولات لجنيف من إخفاقات وضغوط من الشقيق قبل الصديق باتجاه مزيد من التنازلات. وما مؤتمر "الرياض 2" إلا مثال صارخ على ذلك عندما تم ضم من يحسبون على روسيا والنظام، منصة موسكو، إلى الهيئة العليا للتفاوض.  

مؤتمر جنيف في دورته الثامنة من الواضح أنه لن يستطيع أن ينتج حلولاً سحرية وخاصة في إطار واقع على الأرض سيئ جداً بالنسبة للمعارضة، وما تلويح ستيفان دي ميستورا الدائم بأن عدم الوصول إلى حلول (التنازلات) يعني حكما الذهاب لسوتشي، ما هو إلا وسيلة ضغط جديدة للتخلي عن بيان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254 والذي صدر بالإجماع عام 2015 وينص على وقف إطلاق النار والبدء بعملية انتقال سياسية فورية من خلال هيئة حكم ذات مصداقية.

وقفة مع الذات في التوقيت المناسب قد تجنّب الثورة السورية والمعارضة مزيداً من سوء المآلات والإخفاقات في ظل غياب موقف عربي ودولي واضح تجاه مجريات الأحداث في سورية وبالأحرى اصطفاف أعمى وراء ذاك الروسي الذي يبدو أنه استيقظ من سبات طويل ونهمه تجاوز كل التوقعات.

دلالات

C89E6C03-8A94-411B-B509-F001A5CB2670
مها الخطيب

إعلامية وصحافية سورية، مذيعة ومقدمة برامج في عدد من القنوات العربية.