لنتحد دعماً لوقف معاناة اليمنيين

لنتحد دعماً لوقف معاناة اليمنيين

23 نوفمبر 2017
+ الخط -

في يوم الأربعاء الموافق 1 نوفمبر/تشرين الثاني، قُتل ما لا يقل عن 26 شخصاً في غارة جوية على سوق مزدحم في شمال اليمن. في هذا الصراع المكلف، يدفع المدنيون دائماً الثمن الأكبر ويزيد من معاناتهم. فيجب أن تكون معاناة المدنيين دوما في مقدمة أفكارنا عندما ننظر إلى الوضع الراهن في اليمن.

من الضروري أن يتوقف سفك الدماء في اليمن فوراً. فمنذ مارس/آذار 2015، أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 8670 شخصا قد قضوا من جراء الغارات الجوية والقتال المستمر في الميدان، حيث إن ما يقرب من 60% من الضحايا في اليمن هم من المدنيين، وقد تعرّض حوالى 50 ألف شخص للإصابة.

وقد أوجد الصراع في اليمن أكبر حالة طوارئ في مجال الأمن الغذائي في العالم. إن 17 مليون يمني يذهبون كل يوم إلى الفِراش وهم جوعى، وإن 7 ملايين يقفون على حافة المجاعة. هذا أمر غير مقبول ويتوجب على جميع الأطراف المعنية أن تكف عن القتال وأن تفكر في الآثار الكارثية للصراع. لا يمكن أن نتجاهل حقيقة أن للمجتمع الدولي والجهات المانحة دورا كبيرا في إنهاء هذه الكارثة، والتي هي من صنع الإنسان.


ومن بين السكان البالغ عددهم نحو 27.5 مليون نسمة، يحتاج 20.7 مليون شخص الآن إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية. حيث تسبب نقص المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي في تفشي وباء الكوليرا، الذي أدى إلى إصابة حوالي 884.000 شخص وقتل 2.184 آخرين.

في الأسبوع الماضي، حضرت اجتماعا رفيع المستوى لتعزيز الاستجابة الإنسانية في اليمن، وهو مؤتمر حضره العديد من كبار مسؤولي الأمم المتحدة. سلطت تلك الندوات الضوء على ضرورة التعاون والتفاهم، وأن على الجميع أن يتحدوا معاً لمواجهة التحديات في توفير التمويل اللازم للتدخل الفاعل في الأزمة، والوصول إلى المدنيين الذين هم في أشد الحاجة، وتنفيذ مشاريعنا على أرض الواقع في اليمن.

ولا تزال المؤسسات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية تكافح من أجل الوصول إلى السكان المهمشين في المناطق المحاصرة في اليمن. ولا تقل أهمية الوصول إلى تلك المناطق عن أهمية تحقيق التمويل اللازم. وأيضا بدون التنسيق بين جميع الأطراف العاملة في الميدان ستستمر معاناة الشعب اليمني إلى ما لا نهاية.

يواجه الشعب اليمني "تهديداً ثلاثياً" بسبب الاقتتال الدائر، وبسبب الكوليرا، وبسبب المجاعة. ويعتبر هذا الوضع كابوساً يستيقظ عليه الملايين من المدنيين العزّل كل يوم. ونحن لا يمكننا أن نعتمد على الآخرين في الاستجابة لمناشدات المدنيين الأكثر احتياجاً في اليمن.

يجب علينا جميعاً أن نضع كامل خلافاتنا جانباً، وأن نجتمع معا في خدمة المدنيين من منظور إنساني. بمزيد من التعاون والمحبة يمكننا مساعدة المهمشين وإنقاذ العديد من الأرواح الثمينة في اليمن.
C75E5EF8-9970-4F78-B30F-34E947B11433
عثمان مقبل

المدير التنفيذي لمؤسسة هيومان أبيل