دردشة طويلة مع الأستاذ بشير الديك (9/10)

دردشة طويلة مع الأستاذ بشير الديك (9/10)

11 نوفمبر 2020
+ الخط -

طبعاً يا أستاذ بشير بعد كل هذه التجارب مع جهاز أمن الدولة، أكيد حسّيت بعد الحملة اللي اتعملت ضدك انت ونور الشريف وعاطف الطيب بسبب ناجي العلي إن ممكن ترجع الأجواء المفزعة دي تاني؟

يعني، أصعب إحساس اللي هو وانت مروح البيت تبقى حاسس بعدم الأمان، يعني ممكن تفاجأ بشيء ما، إحساس ما اعرفش أستحمله، يعني أنا ما اشتغلتش في التنظيمات السياسية بسبب إني ما أقدرش أستحمل ضربة قلم، عندي إحساس كده إن لو حد ضربني بالقلم هاموت على طول، فطول الوقت ما عنديش أبدا فكرة إني أبقى ضمن تنظيم وأشتغل في حاجة ممكن تسبب لي عدم أمان، يعني اللي عايز أقوله هاقوله من خلال قصة أو فيلم، لكن غير كده لأ، وعشان كده اللي حصل بعد فيلم (ناجي العلي) عمل لي كركبة غير عادية.

ـ وانتهى الموضوع إزاي؟

هو فجأة انتهى، كل شيء توقف، ولقينا سمير رجب ـ رئيس تحرير جريدة الجمهورية وأحد الكتاب المفضلين لحسني مبارك ـ كتب تعليق على هذا التوقف المفاجئ اللي عملته (أخبار اليوم) وقال إن المعارك الحربية ليها ميكانيزمات، يعني المفروض ليها حاجات تتعمل، تهاجم إزاي وتخش إزاي وتنسحب إزاي، ما يكونش انسحاب مفاجئ على هذا النحو، وطبعا بيضرب بالكلام ده في اسمه إيه؟ إبراهيم سعدة ـ رئيس تحرير صحيفة (أخبار اليوم) ـ المهم اللي سمعته بعد كده من نور الشريف إنه قال إنه إبراهيم سعدة زعلان منه عشان نور رفض له قصة فيلم مش عارف إيه عن توظيف الأموال.

ـ نفس الحكاية اللي حصلت لعادل إمام لما رفض يعمل له قصة (القنبلة) ودفع تمن رفضه شتيمة متواصلة وحملات تشهير في صحف مؤسسة (أخبار اليوم)؟

المهم بقى سألنا إيه الحكاية، فقالوا لنا إن اللي وقف المعركة دي كان حسني مبارك، كانوا راجعين مع مبارك في الطيارة في سفرية وراجعين، فسأل إيه الضجة المعمولة دي، فإبراهيم سعدة حسب اللي وصل لنا والله أعلم قال له ده راجل وحش ومش كويس وبيشتم مصر، وكانت دي نغمة سايدة وقتها، وفاكر إنهم لما سألوني في روز اليوسف في الحوار اللي عملوه معايا، قالوا لي ناجي العلي ده بيشتم مصر، قلت لهم يعني إيه بيشتم الشوارع والبيوت والناس اللي في الغيطان يعني، هو راجل مختلف مع السياسة بتاعة السادات ومصر ليست السادات، المهم مبارك قال لهم كفاية بقى بلاش إحراج، فقال له إبراهيم سعدة يا افندم بيشتمك انت شخصيا، ما قالوش طبعا إنه كان راسم كاريكاتير بيقول عليه البقرة الضاحكة ـ إشارة إلى الصورة اللي كانت على غلاف جبنة (لافاش كيري) الشهيرة ـ لكن حسني مبارك قالهم خلاص اقفلوا الموضوع، وتاني يوم كان في جزء من الحملة كان جاهز للنشر وما نزلش. 
ـ كان اتنشر وقتها إن حصل تدخل ضد الفيلم من منظمة التحرير الفلسطينية؟

هو كان قبل ما الفيلم يتعرض حصلت مشاكل ضد الفيلم من فتح لإن لما كنا هنصور في سوريا، طلبوا مني إني أروح سوريا عشان أقرّيهم السيناريو، وأنا كنت رحت سوريا عشان أجمع معلومات للفيلم، فلما قالوا لي تعرض السيناريو على فلان وعلان في حركة فتح، قلت لهم أنا ما باشتغلش عند حد خالص، وأنا السيناريو هيتعرض على الرقابة المصرية بس، لذلك إنسوا إن أنا أعرضه على أي حد تاني.

ـ كان الأستاذ نور الشريف قال لي إن الدكتور أسامة الباز لعب دور في وقف الحملة ضد الفيلم؟

هو أسامة الباز بعد ما حصلت الضجة كان طلب يشوف الفيلم فعملنا له عرض في سينما صغيرة كده في شارع سليمان باشا، اللي قدام سينما ميامي، كان فيها قاعة صغيرة كده وقعدنا اتفرجنا على الفيلم، وبعدها قال الله الفيلم حلو أوي جميل أوي، وبعدين قال انتو ليه ما تعملوش فيلم كده عن حرب أكتوبر، قلت له يا افندم سينما يعني فلوس واحنا جاهزين نعمل عن حرب أكتوبر بس بقى هل هيبقى في فلوس، يعني احنا عشان نصور خروج بيروت، الجيش السوري إدّانا أكتر من تلات آلاف عسكري لبِّسناهم مدني عشان نصور خروج بيروت، وعشان عاطف يعمل فيه تفاصيل وشغل، وطبعا ما حصلش بعد كده كلام عن مشروع حرب أكتوبر للأسف.

كنت عايز أعمل حاجة اسمها (الشجاعة) عن قرية في الطريق الصحراوي وهي فكرة كنت عايز أكتبها رواية عن الصحراء ومواجهة الظروف الصعبة

ـ من التجارب اللي عايز أسألك عنها تجربة فيلم (إن ربك لبالمرصاد) مع المخرج محمد حسيب؟ كلمني عن التجربة دي خصوصاً إنك ما كررتش التعاون معاه؟

محمد حسيب الله يرحمه كان راجل طيب وجميل، كنت باحبه أوي، وهو بالمناسبة اللي خلاني أخرج فيلم الرسوم المتحركة بتاع الفارس والأميرة، هو أصلا اللي كان هيخرجه لإنه كان بيشتغل في المجال ده من فترة طويلة، ولما قالوا له مين هيكتب السيناريو قال لهم بشير الديك، قالي بشبش تيجي نعمل رسوم متحركة، قلت له يا راجل إزاي يعني، ده أنا الفيلم الوحيد اللي شفته رسوم متحركة كان فيلم (سنو وايت والأقزام السبعة) اللي كان دبلجه أستاذنا المخرج أحمد كامل مرسي، فقالي لأ في حاجات تانية اتعملت وجاب لي أفلام أحدب نوتردام وليون كينج وأنستاسيا، وانبهرت بمستوى الأفلام وقلت له انت عايزنا نعمل حاجات زي كده، قالي آه، قلت له طيب تعرف تعمله فخدني وراني اللي هو ابتدا يعمله على مستوى التجريب، فاتطمنت، قلت له طيب عايز تعمل إيه؟ قالي محمد القاسم، قلت له مين ده، قالي محمد القاسم الثقفي اللي فتح بلاد السند وهو عنده 17 سنة متأسياً بأسامة بن زيد، فقعدت أقرا بقى كتير وكنت لقيت عن شخصيته مكتوب أربع صفحات بس، الباقي عن المعارك والجيوش، مش عنه هو، واكتشفت بعد شوية إن كان ليه أولاد هناك في بلاد السند، فرحت عامل عنه حدوتة تصلح يتعمل منها فيلم مسلي وممتع، وبعد ما اتوفى محمد حسيب فجأة المنتج قال لي انت لازم تخرج الفيلم، لإني كنت باتكلم معاهم في كل تفاصيل الفيلم الألوان والرسوم، وكنت عاشق للفن التشكيلي فباقول رأيي في الخلفيات والألوان، فالمنتج قالي مش انت أخرجت فيلمين، قلت له آه قالي لي طيب خلاص تخرج ده، قلت له طيب سيبني أفكر، كنت أنا ساعتها كاتب avant titre ـ مشهد افتتاحي قبل نزول التيترات ـ وكان المفروض مدته عشر دقايق، فرحت مسافر اسكندرية وعملت للمشهد ده ديكوباج، ورجعت على الشركة، قلت لهم ده الديكوباج ـ التقطيع الإخراجي للقطات المشاهد ـ فجابوا شباب عملوا الصورة وبدأوا العيال يعملوا تحريك للصور، وقلت لهم لو عجبني اللي اتعمل هاخرج الفيلم، ولما خلصوا وبدأوا يحركوه طلع معجزة بكافة المقاييس، واتعرض منه عشر دقائق في مهرجان سينما الطفل، كان فيهم استعراض ورقص وأغنية، فلقى رد فعل هايل وتسقيف وطلبوا يشوفوا العشر دقايق تاني، وشافوه تاني فعلا وكان رد فعل هايل، فاكر إن في واحد كنا بنعتبره عميد السينمائيين المصريين راجل كبير كان مهندس معماري أصلا ـ يقصد حسين حلمي المهندس ـ كنا بنعتبره زي أبونا كلنا، وقف كده بعد ما خلص العرض واتكلم وبكى وقالي يا بشير مين اللي عمل الفيلم ده، قلت له احنا وقمت قايل للشباب يقفوا والكل سقف لهم وكانت تجربة ممتعة شجعتني أكمل برغم كل الصعوبات لغاية ما كمل الحمد لله.

ـ ما فتحش هذا النجاح شهيتك إنك تخرج مرة رابعة؟

كنت عايز أعمل حاجة اسمها (الشجاعة) عن قرية في الطريق الصحراوي وهي فكرة كنت عايز أكتبها رواية عن الصحراء ومواجهة الظروف الصعبة.

ـ دي كتبتها سيناريو فعلا؟

لا كانت فكرة وما كملتش، كنت برضه عايز أعمل إيزيس وأوزوريس أنيميشن وحورس برضه، وقريت كتير في الفترة دي وعملت معالجة كان ممكن تبقى شيء غير عادي، كانت فكرة هاوساني، الأم المصرية اللي جوزها مات ولمت أشلاءه وقررت إنها تحمل منه عشان تجيب الابن المنتقم، لكن طبعا توقف فيلم الفارس والأميرة 12 سنة أحبطني.

ـ ربما نجاح الفارس والأميرة يحرك الدنيا شوية؟

ربما، أتمنى.

لو المنتج قعدني في أوتيل مثلا بابقى حاسس بذنب مرعب، وبابقى عاوز طول الوقت عايز أشتغل علشان خاطر الراجل اللي دفع لي، طبعا لازم طول الوقت تحس بإنك أديت الأمانة اللي عليك، لكن النتيجة دي مش مسئوليتك

ـ بمناسبة اللي حصل لناجي العلي، انت برضه مسّيت على السادات وعهده تمسية ساخرة بشكلين مختلفين، مرة في (زيارة السيد الرئيس) وبشكل تاني برضه في فيلم (الشطار) ولو إنه ما كانش في تركيز على الحكاية دي؟

بمناسبة فيلم (الشطار) كان عمك خيري شلبي كلمني بعد ما اتعرض الفيلم، وقالي إيه يا أخي انت بتبوظ موهبتك ليه، قلت له ليه يا عم خيري، قالي يعني الرواية قد كده وفيها ميت شخصية وانت ركزت على الخط ده بس، قلت له ما لكش دعوة يا عم خيري وبعدين هو مين اللي اشترى منك الرواية؟ قال لي نادية الجندي، قلت له طيب يعني نادية الجندي شارية الرواية عشان تعمل كل الشخصيات دي ولا عشان تعمل الشخصية اللي نفسها فيها، أنا كنت مسميه الحكاء العظيم، قلت له انت الحكاء العظيم اللي ما عندكش قوانين السرد والحكي وكل الحواديت عمالة تولد من بعضها، فشغلك هيتعمل إزاي يعني من غير استبعاد، المهم لما لقيته زعلان أوي، قلت له على فكرة هي بتسلم عليك، قالي مين دي قلت له نادية الجندي وعايزة رواية تانية، قال لي إيه ده بجد، طيب بص بقى أنا عندي رواية، ونسي زعله. (يضحك). 
ـ انت قلت لي إنك ما شفتش آخر فيلم اتعرض لك في السينما اللي هو (أبناء الشيطان) لإبراهيم عفيفي، طيب، فيلم (كلام الليل) مع إيناس الدغيدي كان موقفك منه إيه؟
ما حبتوش خالص.

ـ وفيلم (حسن اللول)؟

برضه كان فيه ظروف ما ريحتنيش.

ـ طيب وفيلم (نزوة) مع علي بدرخان؟

فيلم (نزوة) باحبه، كان أصلا عاطف هو اللي هيعمله، وكان كاتبهوله قبلي واحد ولما عاطف قراني السيناريو كالعادة، فلقيتهم حاطين فيه سياسة مقحمة، مقحمة عليه جدا، والموضوع مش مستحمل، فقلت له إيه أم الفيلم ده يا عاطف إيه حكايته، فقالي معمول عن فيلم أميركي اسمه Fatal Attraction فقلت له طيب وريني الفيلم ده فجاب لي الفيلم وشفته فقلت له طيب ما هو زي الفل ماله، ليه يعني لازم نبوظ أمه ما هو حلو أهوه نعمله ونكتب عليه مأخوذ عن فيلم كذا، قالي والله طيب عندك حق، ورحت كاتبهوله وبعد ما مات أخذه علي بدرخان.

ـ يعني ده آخر عمل انت راضي عنه تقريباً، آه نسيت صحيح، كان في قبل كده فيلم اسمه (سيدة القاهرة) ده الوحيد اللي ما شفتوش من شغلك، إيه حكايته؟

دي كانت تجربة سيئة جدا، جالي واحد اسمه مؤمن السميحي، شاب مغربي لطيف وعايش في باريس، وجه يدور عليا وقالي عايز أعمل فيلم، وجايب فكرة ومتعشم فيا أوي، وأنا ما كنتش أعرف إمكانياته الفنية إيه، لكنه كان متحمس يشتغل معايا ومتعشم أوي، فعملت له قصة رحلة صعود، على ما أذكر لإني ما شفتش الفيلم، لإن مرة جالي محمد مصطفى الشهير بطرزان اللي كان شغال معاه مساعد وأنا اللي كنت عرفتهم عليه، وقالي الحق اللي بيعمله الراجل ده، لإني كنت كاتب فوتو مونتاج إزاي البنت دي بتتربى وبتكبر وبتتعلم ومش عارف بتعمل إيه لغاية ما تبقى سيدة القاهرة، فقالي الحق ده عمل كل ده one shot ـ مشهد مصور في لقطة واحدة ـ قلت له إزاي يا راجل، قالي ما هو عامله وحش جدا، وطلع زي ما سمعت عاكك الدنيا ويسرا اتعكت في الحكاية دي، ولما سألوها ليه عملتي الفيلم قالت لهم ده فيلم عليه اسم بشير الديك طيب ما أعملوش إزاي يعني؟ المهم جالي بعد كده قلت له بص يا مؤمن معلهش انت على راسي من فوق وكده بس الحقيقة أنا مش عاوز أعرفك خالص يعني، وقعد يعيط وقالي طيب ليه يا بشير طيب ما تشوف الفيلم، قلت له مش هاشوف الفيلم، كانت تجربة بنت لذين.

ـ دي كانت تاني تجربة ليك بره مصر، بعد تجربة (يوسف وزينب) اللي عملها محمد خان واتصورت في جزر المالديف، بالمناسبة انت رحت معاهم؟

قعدت هناك شهر، متعة لا تستطيع أن تتخيلها، كتبت الفيلم بعد ما رجعت من هناك، يعني كانت تجربة ممتعة إنك تشوف وتعيش عالم عايش في القرن الثاني عشر وانت في القرن العشرين.

ـ هل شفت الفيلم ده قريب؟

لا، لا ما شفتوش.

ـ واضح إنك عودت نفسك دائما إنك تاخد مسافة بينك وبين الأفلام، الحقيقة دي من الحاجات اللي اتعلمتها منك على البعد، وفاكر إني قريت لك مرة مقولة في حوار وأخذتها بالنسبة لي منهج حياة، مش عارف مين كان بيسألك على فيلم مش عاجبه، فقلت له: أنا علاقتي فقط بالسيناريو اللي كتبته طالما أنا مش قادر أسيطر على ظروف إنتاجه، وأنا أخدت الجملة دي جملة مفتاحية بالنسبة لي، اللي هو أقول أنا ما باسلمش سيناريو إلا وأنا راضي عنه، وأتعب فيه عشان أحس إن الفلوس اللي أخدتها حلال؟

يا راجل، أنا لو المنتج قعدني في أوتيل مثلا بابقى حاسس بذنب مرعب، وبابقى عاوز طول الوقت عايز أشتغل علشان خاطر الراجل اللي دفع لي، طبعا لازم طول الوقت تحس بإنك أديت الأمانة اللي عليك، لكن النتيجة دي مش مسئوليتك.

ـ بدأ يتكون الإدراك ده عندك من امتى، اللي هو إنك ممكن تعمل سيناريو انت بتحبه ومتحمس ليه ويطلع مش زي ما انت عايز، كانت امتى أول صدمة؟

من أول فيلم (دعوني أنتقم) وفيلم (أبو البنات).

ـ الاتنين كانوا مع تيسير عبود؟

أنا من أول ما قعدت معاه بنتناقش حسيت إن أنا باتكلم لوحدي، مع نفسي، وهو ما عندوش مانع يوافق على أي حاجة تتطلب منه، وأنا راجل أيامها كنت ماركسي، وهو راجل كان أصلا بيشتغل كوافير، المهم في مرة قالي يالله نعمل فيلم لشريهان، وكانت شريهان بقى لسه صغيرة في ثانوية عامة، فقعد يتحايل عليا نروح لشريهان ومعانا مدير إنتاج، وكانت أم شريهان عاملة شركة إنتاج اسمها شركة المعجزة، أو حاجة كده (يضحك) المهم رحت فلقيت شريهان بتاخد دروس خصوصية، وفي تلات مدرسين قاعدين مستنيين دورهم، طيب فين الست يا ابني، جالنا جرسون ولا سفرجي جاب لنا حاجة نشربها، فين يا ابني المدام؟ قالي جاية حالا، وأنا قاعد مش مبسوط، يعني خلص مدرس وجه مدرس تاني، وواضح إن احنا هنقعد لغاية ما تخلص دروسها، فسألت عليها مرة تانية، فقالوا لي هتيجي دلوقتي هي بس عندها تحضير تصوير يعني، فلما الحكاية طولت قلت له بص بقى أنا ماشي، قالي إزاي ومش عارف إيه قلت له عليّ الطلاق ما أنا قاعد سلامو عليكم ورحت جري على الباب وفتحت الباب ونزلت جري، وهوب هو نزل يجري ورايا انت هتضيع لي مستقبلي، طيب أنا هاعمل إيه، قلت له وأنا مالي ارجع لبنان اشتغل كوافير زي ما كنت، ورحت سايبه وماشي وبعد كده عم خليل دياب الله يرحمه، كان كل واحد فينا خد عربون، فقالي إزاي نرجع العربون، قلت له أنا أصلا ما عملتش موضوع وكل اللي أخدته 300 جنيه، أهم بس هات لي الوصل والفلوس أهيه، وتقريبا أنا الوحيد اللي رجّعت العربون (يضحك).

...

نختم الحوار غداً بإذن الله.

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.