المقاومة تعلن العيد: كل عام ونحن للعودة أقرب

المقاومة تعلن العيد: كل عام ونحن للعودة أقرب

01 مايو 2022
+ الخط -

اضبطوا ساعاتكم على توقيت دكات صواريخ المقاومة ورعب الذئاب المنفردة، فالعيد حان والمآذن تصدح بالتكبير، وأجراس الكنائس تُقرع معلنةً الشعب قام كما المسيح حقاً قام..

كل عام ونحن للتحرير أقرب، والمجد للمقاومة والذئاب المنفردة في أرض فلسطين، والخزي والعار للمطبعين والمنبطحين حتى في أقلامهم أمام المحتل الإسرائيلي، فشعب فلسطين يؤكد كعادته أنّ زمن الفدائية الزاخر بالبطولات ليس أرشيفاً في أوراق الماضي الغابر، بل هو أسلوب حياة وعمليات الماضي تُعاد اليوم وإن اختلفت تكتيكاتها وآلية تنفيذها وحجمها كل يوم ووهلة، فالمقاومة هي نهج الأحرار وطريقهم في  الماضي والحاضر والمستقبل.

ففي أقل من شهر نفذ أسود فلسطين عمليات بطولية كبدت المحتل مقتل 15 شخصاً من جنوده ومستوطنيه آخرها في سلفيت شمالي الضفة الغربية المحتلة وسبقتها في أيام عمليات استهدفت عقر داره، لتُذكره بأنّ هذه دارنا المغتصبة ويوم التحرير آتٍ لا محالة، حتى ولو لساعات، كما فعل رعد مطلع نيسان حينما حرر الوطن المفدى وأذاع بيان التحرير في رصاصه، وأعلن زوال المحتل لساعات ورسم خريطة فلسطين كيفما شاء بدمه الذي خرج من جنين وامتد إلى يافا ومن ثم صعد إلى السماء تاركاً لنا بيان التحرير لساعات..

قريباً ستنهار أركان المحتل الهشة، فالقبة الحديدية والجيش الذي لا يقهر أساطير تُسقطها المقاومة وأبطال فلسطين في كل صاروخ وحجر وسكين..

وقبلها كان الضياء الذي سطع في جنوب بيت لحم وأكمل مسيرة رفاقه الذين ارتقوا بعد تنفيذهم عملية في الخضيرة وأخرى سبقتها في النقب..

هؤلاء ومن سبقوهم حرروا الأرض حيث تواجدوا وردّوا على جرائم الاحتلال بحق فلسطين ومقدساتها وشعبها ودماء أبنائها على طريقتهم فبالتزامن مع تلك العمليات أي منذ شهر استشهد أكثر من 20 فلسطينياً برصاص الاحتلال واعتقل مئات الفلسطينيين وأصيب المئات أيضاً..

كما صعدّ الاحتلال وقطعان مستوطنيه اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بشكل يومي بخطوة تصعيدية تصدى لها المرابطون والمرابطات والمقاومة، حيث وأدوا خطتهم في ذبح القرابين وما يحلمون بتحقيقه في الأقصى، والأمر كذلك في كنيسة القيامة حيث قُرعت الأجراس عنوة عن المحتل وعمّ النور المقدس الكنيسة وما حولها..

هذا الشهر يرحل تاركاً لنا مشاهد تثلج صدورنا وتُحفر في وجداننا وعقول أطفالنا حينما نُحدثهم عن الوطن.. كمشهد الآلاف في الأقصى الذين قصدوه من كل حدب وصوب مُقدمين أرواحهم فداءً للأرض والنور الذي أشعله الآلاف في القيامة ليصلوا مجتمعين في القدس رغماً عن أنف الجبان..

ومشهد لجنود الاحتلال وهم ينسحبون أمام جمع من الفلسطينيين، وكون التاريخ يعيد نفسه دوماً في فلسطين، يدفعني الآن لأكرر ما قاله الشاعر الأصيل تميم البرغوثي لأصف المشهد في كلمات خطها قبل نحو 14 عاماً "إن سار أهلى فالدهر يتّبع يشهد أحوالهم ويستمع يأخذ عنهم فن البقاء فقد زادوا عليه الكثير وابتدعوا، وكلما همَّ أن يقول لهم بأنهم مهزومون ما اقتنعوا، يسير إن ساروا يوم ملحمة في الخلف فيه الفضول والجزع، يكتب في دفتر طريقتهم لعله بالكتاب ينتفع لو صادف الجمع الجيش يقصده فإنه نحو الجيش يندفعُ، فيرجع الجند خطوتين فقط ولكن القصدُ أنهم رجعوا أرض، أعيدت، ولو لثانية والقوم عُزل والجيش مدَّرع".

كذلك صواريخ المقاومة التي فاجأت المحتل والعالم والتي أحبطت صواريخه على غزة العزة والطائرة المسيرة في جنين والمقاومة في أرجاء الوطن الممتد وفرار قطعان المستوطنين حين نزل بهم رعد حازما وخشيتهم عقب كل عملية هذه كلها مشاهد تحمل رسالة فحواها..

إن يوم التحرير يقترب والأرض لا تحتمل أن تكون سوى لشعبها الجبار الصامد واللاجئ في الشتات الذي يعاني شقاء فراقها، وقريباً ستنهار أركان المحتل الهشة، فالقبة الحديدية والجيش الذي لا يقهر أساطير تُسقطها المقاومة وأبطال فلسطين في كل صاروخ وحجر وسكين..

وحتماً سنعود لأرضنا، وسنلقي التحية على شهدائنا الأبرار ونحن نقتفي أثر خطواتهم الطاهرة، وسنُقبل أقدام المقاومين ونستمد منهم الشرف لنمر بالقدس نصلي بها، ومن ثم نحمل مفاتيح عودتنا قاصدين بيوت أجدادنا التي أبصرتها  قلوبنا ورسمناها على ورقة في دفاتر مخيلتنا حين حمّلونا أمانة العودة، سنعود يا محتل ولن يطول اغتصابك لأرضنا، ولا يهمنا إن عُدنا أحياء أم أمواتاً، فدمنا يعرف طريقه ولا يضل بوصلته في بلادنا التي كلُّ ما فيها ينادي علينا من تاريخ وحضارة وثأر وحجر ورصاص وبيوت لله..

هبة أبو طه .. فلسطين
هبة أبو طه
صحفية أردنية من أصول فلسطينية متخصّصة في مجال التحقيقات الإستقصائية ومدونة. تحلم بأن "تكتب لفلسطين بالدم" كما أوصى غسان كنفاني.