الصداقة الوجه الثاني للحب

الصداقة الوجه الثاني للحب

05 مايو 2021
+ الخط -

الصداقة هي الوجه الثاني للحب. الحب الجميل هو الذي يرتقي إلى الصداقة، والاثنان يشتركان في معنى الألفة، ألفة الروح والقدرة على التفاهم والاختلاف دون كسر الشعور الجميل الذي يربط الصديق بصديقه أو الحبيب بحبيبته، وما بينهما من وجد.

فالصداقة مهمة في الحياة ومصدر للعطاء الإنساني. والصداقة تربط بين الإنسان وأخيه الإنسان، وهي أثمن الصفات الإنسانية على الإطلاق، فضلاً عن أنها مكملة للحب ووجه من أوجهه التي لا يمكن الاستغناء عنها.

ومن هنا، هل يمكن أن يكون الأصدقاء أعداء؟ وما هي الحيلة أمام أمثال هؤلاء الأصدقاء الذين يعتبرون أنَّ كل شيء في الحياة حاضر ومُلبى بالنسبة لهم؟ وهل يمكن أن يُجسدوا ذلك من خلال علاقة ولدت ميتة؟ وكيف يمكن لنا أن نميّز بين الصديق الطيّب والصديق الأحمق المنافق المخادع؟ وهل الصديق الكذّاب، هل بالإمكان أن يمثّل شعاراً طالما رسم الطريق أمام الكثير من الأصدقاء الذين يتمتعون بصدق نواياهم الذين يشار لهم بالبنان وباتوا اليوم ندرة، ومنهم من نجد أنه يحاول رسم هالة من الصداقات المزيّفة المبطنة وتتويجها بالنجاح؟

تظل الصداقة اليوم في إطارها العام حاضرة في كل وقت، وما أن تغادرنا حتى تعود بنا إلى مجراها الطبيعي

في الواقع لا يمكن لهذه العلاقة أن تستمر وأن يعاد لها بريقها، ويسير بها إلى برّ الأمان، لأنه هو أكبر من كل هؤلاء وغيرهم لا سيما أن ما يحاول رسمه مبني على عرض العضلات للوصول لغرض ما، وصبّ جام غضبه باجتراح صور غريبة لعالم أغرب يُزيّنه بالكذب والرياء، وما يخطر على بال!

وما الجديد الذي يمكن معه أن يضيفه الصديق لصديقه المنزّه عن الأخطاء ما دام أنه يحترم الصداقة في معناها العام وفي سمتها البسيطة، وفي صورتها الجميلة النقية، وحمايتها من أيّ شائبة، التي طالما احترمنا خصوصيتها، وآلية العلاقة التي تربط بين هذا الصديق وذاك؟

أسئلة كثيرة تبحث عن إجابة مقنعة لعلّ القارئ يعرفُ الطريق الصحيح إليها، وبإمكانه أن يَسدل الستارة عليها.

في هذه الإطلالة نحاول أن نقرأ بعض الأفكار والصور وما يمكن أن يقرّبنا ويعرّفنا أكثر إلى أنواع من الصداقات بمعناها الشائع، وهل يمكن لنا أن نعرّف أمثال هؤلاء الأصدقاء بأصدقاء الوقت، أو بالأصدقاء الآنيين.

أيّ أنّ العلاقة التي تربطنا بهم تكون وقتية، ولفترة محدّدة وبعدها يذهب كل منهما لحال سبيله، وفي ذلك نقرأ الكثير من المواقف والعبر التي بات يعرفها ويدركها الناس، كل الناس فضلاً عن كثير من الأصدقاء.

تظل الصداقة اليوم في إطارها العام حاضرة في كل وقت، وما أن تغادرنا حتى تعود بنا إلى مجراها الطبيعي.

 أيّ أن الصداقة بنيت بهدف الوصول إلى غرض معين، وعندما يتم تشريحه وعرضه والإفصاح عنه، سرعان ما تبطل، وهذا ما يعني أنها ولدت ميتة!

هكذا رُسم لها، وهكذا عَوّل عليها الكثيرون من أبناء جلدتنا الذين لم يَعودوا يفرّقون بين الغثّ والسمين، بين الصديق الحقيقي، الصديق المثالي وصديق اللحظة، أو صديق المصلحة.

برأيي الشخصي، وأياً كانت العلاقة في جوهرها، فإن الصداقة التي تبنى على المصلحة لا شكّ أنَّ عمرها قصير وزائلة لا محالة، طال الوقت أم قصر، ولن تستمر ونهايتها محسومة بالفراق، ومن الضروري إغلاق الباب أمامها، منذ بدء الإعلان عنها وللأبد. أما الصداقة التي تُبنى على أسس صحيحة، سليمة وقوية، والصدق سيدها والصراحة مبناها، ستستمر وتشق طريقها بنجاح لافت، وتتجاوز الصعاب أياً كانت وكيفما ظهرت.

6C73D0E8-31A0-485A-A043-A37542D775D9
عبد الكريم البليخ
صحافي من مواليد مدينة الرقّة السوريّة. حصل على شهادة جامعيَّة في كلية الحقوق من جامعة بيروت العربية. عمل في الصحافة الرياضية. واستمرّ كهاوي ومحترف في كتابة المواد التي تتعلق بالتراث والأدب والتحقيقات الصحفية.