إياد الدليمي

مضت 21 عاماً على الاحتلال الذي غيّر وجه العراق. ربيع لم يُزهر يا بغداد! ربيع أصبح بحاجة إلى ربيع، عسى أن يصنعه هذه المرة أهل العراق لا أن يأتيهم من خارج الحدود.

الخامس عشر من أبريل المقبل هو الموعد الذي حدّدته إدارة البيت الأبيض للسوداني للقاء بايدن، في تاريخ لا يبدو أنه كان اعتباطيا من إدارة المراسم في البيت الأبيض.

ليس مطلوباً من النظام السياسي في العراق أن يُجمع الشعب على سرديةٍ واحدة، ولكن أن يردم الهوّة بين العراقيين في نظرتهم إلى الوقائع التاريخية المعاصرة على الأقل.

سامراء نموذج صريح وصارخ لما تقوم به القوى المتنفّذة داخل جسد الدولة العراقية، التي لم يعد بينها وبين الحكومة خطٌّ فاصل.

تريد إيران أن تستفرد بالغنيمة العراقية، تعبت، بعد 20 عاما من الشراكة مع الولايات المتحدة، خصوصاً في ظل ردة الفعل الشعبية على نفوذها والرافضة للوجود الإيراني.

رغم أن بغداد تتحدّث عن انطلاق حوار ثنائي مع واشنطن لوضع ترتيبات مرحلة الانسحاب الأميركي من العراق، إلا أن البيت الأبيض أعلنها صريحة، لا انسحاب من العراق.

لا تريد إيران لفصائلها ومليشياتها في العراق أن تتورّط كثيرا في مستنقع الحرب التي بدأت من غزّة، فلدى طهران مصالح كبيرة ومهمّة في العراق.

تعرف المنطقة العربية عموما حالة من التردّي الثقافي لا تقلّ عن حالة التردّي السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه، بل ولا تقلّ عن التردّي الفني.

اللحظة التي وفّرتها كتائب القسّام مواتية لمن يجيد أن يقرأها ويبني عليها، أما الوقوف موقف المتفرّج حيال ما يجري في غزّة، فلن يؤدّي إلا إلى مزيدٍ من التشرذم.

الربيع العربي قادم، وربما سيكون أول النتائج التي يحصدها النظام العربي من حرب إسرائيل على غزّة، إلا إذا وجد هذا النظام لنفسه موطئ قدم في حماية الشعب الفلسطيني.