لم يكن الرد الإيراني على إسرائيل مسرحية هزلية متفقاً عليها بين إيران وإسرائيل وأميركا، من دون أن يعني ذلك أنه لم يكن هناك نوع من التفاهمات الضمنية أيضا.
تُمثل ديناميكيات العلاقة التي نشهدها حاليا بين بايدن – نتنياهو نهجاً شبه راسخ في العلاقات الثنائية الأميركية – الإسرائيلية منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948.
لا تنكر واشنطن التزامها بالحفاظ على "التفوق العسكري النوعي" الإسرائيلي، ولا تل أبيب تخفي أنّها ترى في ذلك التفوق النوعي عنصراً حاسماً لردع كلّ منافسيها.
ما دام أن أميركا مصرّة على استمرار منح إسرائيل الحصانة في مجلس الأمن، ستبقى الأخيرة تتصرف كدولة مارقة غير مبالية بشيء. ومن ثمَّ، لا حل إلا بتغيير حساباتهما.
لقد فشل ثلاثة رؤساء ديمقراطيين أميركيين (بيل كلينتون، أوباما، وبايدن)، طيلة 28 عاماً، في تغيير سلوك نتنياهو، ولا يبدو أن بايدن سينجح في ما فشل فيه سابقوه.
المفارقة أن بايدن الذي قبل الإذلال على نفسه من دولة طفيلية غير قابلة للحياة من دون دعم بلاده، ما زال ماضياً في تزويد إسرائيل بكل أنواع الأسلحة الفتاكة.
ينبغي أن نبدأ أولاً بالاعتراف بالمهزلة والغثائية التي عليها نحن العرب والمسلمين، فرغم وجود نماذج مضيئة في عتمة ليلنا، إلا أن العتمة أحلكُ مما كنَّا نظن.
المتواطئون، فلسطينياً وعربياً، في مؤامرة "اليوم التالي" في قطاع غزّة إنما يحددون مصيرهم كذلك، والذي لن يقلَّ سوءاً وسواداً عما يُراد بالقطاع وأهله ومقاومته.