معاد بادري

العالم البريطاني الذي رحل أمس الأربعاء، ترك خلفه تركة علمية مهمّة، وساهم بشكل أساس في تبسيط العلوم، وتقديمها في قوالب تسهّل ولوجها شعبياً، بالإضافة إلى آراءه تجاه عدد من القضايا والحروب في العالم، وموقفه في حملة مقاطعة "إسرائيل" أكاديمياً.

يبدو هذا المقتطف ربّما مُجمِلاً لحال "الجبهة" الثورية المصرية، وثورةُ مصرَ تُحيي ذكراها السابعة اليوم: "... ما يُبعد النضال عن المقاومة، هو بالضبط ما يميّز المنظومة العقائدية عن الشبكة. [فالمقاومة] لا تنخرط في مواقف ومذاهب وتيارات، وإنما تشكّل شبكات"...

الحقيقة أن قصص كثير من النشطاء السوريين، لا تخلو من بطولة واضحة، والتزام ثوري لا شكّ فيه، غير أن التركيز على ثنائية الإسلامي/ العلماني، وتضخيم أي أيقونة "علمانية" وممارسة نوع من "الإلحاقية" عليها، سرعان ما يعيدنا إلى مربعات الاستغلال الكولونيالية.

لم تكد تمر الأشهر الأولى على بداية الأحداث في سورية، منتصف آذار/ مارس 2011، حتى أصبح للمكتبات في العالم رفوف خاصة تضم إصدارات جديدة، وطبعات مجدّدة لإصدارات سابقة حول سورية، تحاول ثويق ما يجري، أو سرد "نسخة" ما عن "الواقع".

في كتابه "رَوَاءُ مكّة" الصادر حديثاً، يحاول حسن أوريد تدوين رحلته إلى الحج قبل 10 سنوات، مشغولاً بمقولتين تسيران متوازيتين على طول خط التدوين السردي، تحاولان إقناع القارئ باستثائية رحلة الحج، ورحلة حياة الرجل العملية في دواليب "المخزن" المغربي.

في كتابها "الفاتن: نابوكوف والسعادة"، الصادرة ترجمته العربية حديثاً، تحاول ليلى أعظم زنكنة القفز فوق الأنواع لكتابة سيرتها التخييلية مع فلاديمير نابوكوف، وتقدم كاتباً لم نعرفه بهذا الشكل على الأقل، وكتب له لم نقرأها ولن نقرأها إلا من خلالها.

"زمان" الشهرية المغربية، مجلة مزدوجة اللغة (عربية وفرنسية) تعنى بالتاريخ وبتقديم سرديات الماضي المغربي بشكل خاص، والعربي-الإسلامي بصفة أعم، في قالب صحافي مبسّط للقارئ غير المتخصّص، يجمع بين الجدّية أحياناً والإثارة الصحافية المحكومة بمنطق السوق في أحايين أخرى.

بقراءة سريعة للفائزين بجوائز "كتارا للرواية العربية" التي أعلنت مساء أول أمس الخميس، يمكننا القول أنها جمعت بين كتّاب غير نجوم، وأسماء جديدة على الساحة الأدبية العربية، مع مركزية مغاربية. كما برز استحداثها لفرع جديد يخصّ رواية الفتيان.

يحاول آصف بيات في كتابه "ثورة من دون ثوريين" الصادر حديثاً بالإنكليزية عن "منشورات جامعة ستانفورد"، تفسير "ثورة دون أفكار ثورية"، أي الثورات التي حُكمت بشروط عصرنا النيوليبرالي، وعبرها إجراء تأريخ للانتفاضات العربية، وقراءتها في سياق تاريخ أشمل لثورات سابقة.

في كتابه "سقوط الإمبراطورية الأميركية" الصادر مؤخراً بالفرنسية، يحاول ألكسندر أدلر، المشاركة في السجال المحتدم غربياً منذ ما يقارب السنتين حول مواضيع نهاية الديمقراطية، وصور الدولة الليبرالية الحديثة التي بدأت تتغير، وأزمة ضمور الأيديولوجيا حتى في أوجهها الاقتصادية (النيوليبرالية).