تبدو حرب الإسناد التي يخوضها حزب الله مع إسرائيل أمام مفترقٍ صعب، فبعد ستة أشهر على حرب غزّة، تبدّلت المعادلات التي تحكّمت في حرب الإسناد وتغيّرت أهدافها أكثر.
حرب غزة زعزعت الركائز التي اعتمدت عليها دولة إسرائيل منذ قيامها، وأعادت إحياء الانقسامات والتصدّعات القديمة والجديدة، وأثارت الشكوك في قوة إسرائيل ومناعتها.
أي قبول إسرائيلي بوقف إطلاق النار حالياً في إطار صفقة تبادل للأسرى ستكون له تداعيات على الوضع الداخلي الإسرائيلي، ويمكن أن يهدّد بسقوط الائتلاف اليميني المتطرف.
التخوّف هو من أن يشكل استمرار القتال في غزّة ذريعة لحرب استنزاف إسرائيلية طويلة الأمد ضد حزب الله، تبقى على حافّة الحرب من دون الانزلاق إلى الحرب الشاملة.
هناك قناعة إسرائيلية ضمنية لا يجري الحديث عنها علناً، وتقول إنّ القضاء عسكرياً على حماس ليس أمراً ممكن التحقيق في المدى المنظور، ولذا يجب البحث عن مخرج آخر.
لم يعد الإسرائيليون يصدّقون أن حزب الله تردعُه قوة إسرائيل، بعد الإنجاز العسكري الذي حققته حركة حماس في 7 أكتوبر، وأن الوضع المأزوم في لبنان يمكن أن يحول دون مخاطرة الحزب في الدخول في مواجهة معها، أو أن ما يجري في غزّة يمكن أن يشكّل درساً له.